رئيس التحرير
عصام كامل

المجددون، عبد الرحمن بن خلدون "مؤسس علم الاجتماع وإمام التاريخ"

تمثال ابن خلدون مؤسس
تمثال ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، فيتو

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". 

ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.

ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.
وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.

ابن خلدون (732 هـ - 808 هـ)

“عبد الرحمن بن خلدون” مثال للعالم المجتهد والباحث المتقن، والرائد المجدد في العديد من العلوم والفنون، وترك ابن خلدون تراثا وبصمات واضحة لا على حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة، وما تزال مصنفاته وأفكاره منارة للباحثين.

وصفه رائد علم الاجتماع العربي علي عبد الواحد وافي بأنه أحد أبرز المجددين على مر التاريخ.

صاحب عبقرية عربية وإسلامية متميزة، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، ورائدا مجددا في كثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علم التاريخ، وأحد رواد فن “الأتوبيوجرافيا” (الترجمة الذاتية).
وهو أيضا أحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد في مجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كانت له إسهامات متميزة في التجديد في أسلوب الكتابة العربية.

مولده

ولد “ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي” بتونس في غرة رمضان 732هـ= 27 من مايو 1332م.
حفظ القرآن الكريم وهو طفل، وكان أبوه معلمه الأول، ودرس على مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعد انهيار الدولة الإسلامية هناك.
درس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم موضع إعجاب أساتذته وشيوخه.

شيوخه

ومن أبرز معلميه وشيوخه، وأكثرهم تأثيرا في فكره وثقافته:  محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، إمام المحدثين والنحاة في المغرب، ومحمد بن إبراهيم الآبلي الذي أخذ عنه علوم الفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات.

جائحة الطاعون

عصفت جائحة الطاعون بمعظم أنحاء العالم عام 749هـ= 1348م، وكان لهذا الوباء أثرٌ كبيرٌ في حياة “ابن خلدون”؛ حيث مات بسببه أبواه، كما مات كثيرٌ من شيوخه في “تونس”، وهاجر من نجا منهم إلى المغرب الأقصى سنة 750هـ= 1349م، فلم يعد هناك أحدٌ يتلقى عنه العلم.

وكما فعل أجداده، اتجه إلى الوظائف العامة، فالتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين، ولكنها لم تكن لترضي طموحه.
وعينه السلطان “أبو عنان”، ملك المغرب الأقصى، عضوًا في مجلسه العلمي بفاس، فأتيح له أن يعاود التعلم على أعلامها من العلماء والأدباء الذين نزحوا إليها من “تونس” و”الأندلس” و”بلاد المغرب”.

في السجن

ولكن سرعان ما انقلبت الأحوال حينما علم السلطان “أبو عنان” أن “ابن خلدون” اتصل بأبي عبد الله محمد الحفصي، أمير “بجاية” المخلوع، ودبر معه مؤامرة لاسترداد ملكه، فسجنه أبو عنان، وبرغم ما بذله ابن خلدون من شفاعة ورجاء فإن السلطان تجاهله، وظل في سجنه نحو عامين حتى توفي السلطان سنة 759هـ= 1358م.

ثم تولى السلطنة “أبو سالم أبو الحسن” فنال حظوة ومكانة عظيمة في ديوانه، فولاه السلطان كتابة سره والمراسلات عنه، وسعى “ابن خلدون” إلى تحرير الرسائل من قيود السجع التي كانت سائدة في عصره، كما نظَّم الكثير من الشعر.
استمر “ابن خلدون” في تلك الوظيفة لمدة عامين حتى ولاه السلطان “أبو سالم” خطة المظالم، فأظهر فيها من العدل والكفاية ما رفع من شأنه لدرجة أن أقرانه ومعاصريه حقدوا عليه وحسدوه، وسعوا بالوشاية بينه وبين السلطان حتى تغير عليه.

فلما ثار رجال الدولة على السلطان أبي سالم وخلعوه، وولوا مكانه أخاه “تاشفين” بادر “ابن خلدون” إلى الانضمام إليه، فأقره على وظائفه وزاد له في رواتبه.
ولكن طموحه كان أكبر من تلك الوظائف؛ فقرر السفر إلى “غرناطة” بالأندلس في أوائل سنة 764هـ= 1362م.

في غرناطة

وفي “غرناطة” نال “ابن خلدون” كثيرا من الحفاوة والتكريم من السلطان “محمد بن يوسف بن الأحمر، سلطان “غرناطة”، ووزيره “لسان الدين بن الخطيب” الذي كانت تربطه به صداقة قديمة، وكلفه السلطان بالسفارة بينه وبين ملك قشتالة بِطْرُه بن الهنشة بن أذقونش لعقد الصلح بينهما.
وحقق ابن خلدون نجاحا كبيرا في مهمته، فكافأه السلطان على حسن سفارته بمنحه أرضًا واسعة، وأعطاه أموالا طائلة.

تمثال ابن خلدون في تونس، فيتو
تمثال ابن خلدون في تونس، فيتو

وللأسف، لم تستمر سعادته طويلا بهذا النعيم، فقد لاحقته وشايات الحاسدين، حتى أفسدوا ما بينه وبين الوزير “ابن الخطيب” الذي سعى به بدوره لدى السلطان، فتأكد أنه لن يستطيع البقاء بغرناطة بل و”الأندلس” كلها.
ولحسن حظه، كان “أبو عبد الله محمد الحفصي”، أمير “بجاية”، قد استرد عرشه، وأرسل له يدعوه للقدوم إليه، ويعرض عليه أن يوليه الحجابة وفاءً لعهده القديم له، فغادر  الأندلس إلى بجاية فوصلها في منتصف عام 766هـ= 1365م، واستقبله أميرها، وأهلها استقبالا حافلا في موكب رسمي شارك فيه السلطان وكبار رجال دولته، وحشود من الجماهير.

الهروب مجددا

وظل ابن خلدون في رغدٍ من العيش وسعة من الرزق والسلطان حتى اجتاح “أبو العباس أحمد”، صاحب “قسطنطينة”، مملكة ابن عمه “أبي عبد الله” وقتله واستولى على البلاد، فأقر “ابن خلدون” في منصب الحجابة لفترة، ثم عزله منها.

فعرض عليه الأمير “أبو حَمُّو”، سلطان “تلمسان”، أن يوليه الحجابة على أن يساعده في الاستيلاء على “بجاية” بتأليب القبائل واستمالتها إليه؛ لما يعلمه من نفوذه وتأثيره، ولكن ابن خلدون اعتذر عن قبول الوظيفة، وعرض أن يرسل أخاه يحيى بدلا منه، إلا أنه استجاب إلى ما طلبه منه من حشد القبائل.

ولكن الأمور انتهت بهزيمة “أبي حمو” وفراره، وهرب “ابن خلدون” مجددا.

كتابة “المقدمة”

ترك ابن خلدون أسرته بفاس، ورحل إلى الأندلس من جديد، واستضافه سلطانها “ابن الأحمر” حينًا، ثم عاد إلى “المغرب” مرة أخرى، وقد عقد العزم على أن يترك السياسة، ويتفرغ للقراءة والتأليف.
وتوجه بأسرته إلى أصدقائه من “بني عريف”، فأنزلوه بأحد قصورهم في “قلعة ابن سلامة”، بمقاطعة ”وهران” بالجزائر.
وقضى مع أهله في ذلك المكان البعيد نحو أربعة أعوام، استمتع خلالها بالهدوء والاستقرار، وتمكن من تأليف كتابه المعروف “كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، والذي صدَّره بمقدمته الشهيرة التي تناولت شئون الاجتماع الإنساني وقوانينه، وانتهى من تأليفه وهو في نحو الخامسة والأربعين بعد أن نضجت تجاربه، واتسعت معارفه وزادت خبراته.

في مصر

فكر ابن خلدون في العودة إلى “تونس” فكتب إلى أبي حمو يستأذنه ويرجو صفحه، فأذن له السلطان، فعاد إلى مسقط رأسه، وظل عاكفًا على البحث والدراسة حتى انتهى من تنقيح كتابه وتهذيبه، وخشي أن يزج به السلطان إلى ميدان السياسة الذي سئمه وقرر الابتعاد عنه، فعزم على مغادرة تونس، ووجد في رحلة الحج ذريعة مناسبة يقتنع بها  السلطان ويسمح له بالرحيل.

ابن خلدون، فيتو
ابن خلدون، فيتو

ووصل إلى الإسكندرية في غرة شوال 784هـ= 8 ديسمبر 1382م، فأقام بها شهرًا ليستعد لرحلة السفر إلى “مكة”، ثم اتجه إلى “القاهرة”، فأعجبته تلك المدينة الساحرة لما فيها من مظاهر الحضارة والعمران.
ووصف تأثيرها في نفسه وصفا رائعًا، فقال: “فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيي إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزخر بالنعم…”.

احتفى به أهل “القاهرة” وعلماؤها، والتف حوله طلاب العلم ينهلون من علمه، فاتخذ من “الأزهر” مدرسة يلتقي فيها بتلاميذه ومريديه، وقد تلقى عنه عدد كبير من الأعلام والعلماء، منهم “تقي الدين المقريزي”، و”ابن حجر العسقلاني“.

ونال تقدير واحترام “الظاهر برقوق”، سلطان “مصر”، الذي عيَّنه لتدريس الفقه المالكي بمدرسة القمصية، كما ولاه منصب قاضي قضاة المالكية، ولقبه بـ“ولي الدين”، فاجتهد “ابن خلدون” لإصلاح ما لحق بالقضاء، في ذلك العهد، من فساد واضطراب، وأظهر صرامة وعدلا شهد له بهما كثير من المؤرخين، وكان حريصًا على المساواة، متوخيًا للعدالة، مبتعدا عن المحاباة.

مأساة الأسرة

جلب له ذلك عداء الكثيرين فضلا عن حُسَّاده الذين أثارتهم مكانته لدى السلطان، وإقبال طلاب العلم عليه، لكنه كان قد زهدت نفسه في المناصب خاصة بعد أن فقد زوجته، وأولاده وأمواله حينما غرقت بهم السفينة التي أقلتهم من “تونس” إلى “مصر” على بعد كيلومترات من ”الإسكندرية”.
ترك “ابن خلدون” منصبه القضائي سنة 787هـ= 1385م، بعد عام واحد، لكن السلطان ولاه أستاذية الفقه المالكي بالمدرسة “الظاهرية البرقوقية” بعد افتتاحها سنة 788هـ= 1386م.

ولكن مؤامرات الحاسدين ومكائدهم لاحقته حتى عزله السلطان، واستأذن “ابن خلدون” في السفر إلى فلسطين لزيارة بيت المقدس، وقد اعتز برحلته هذه، ووصفها بدقة في كتابه التعريف.

مقابلة تيمور لنك

انقضت جيوش تيمور لنك على الشام واستولت على “حلب”، وأعملت القتل والتخريب، فخرج الناصر فرج في جيوشه لمواجهته، وأخذ معه ابن خلدون فيمن اصطحبهم من العلماء والفقهاء.

ثم ذهب ابن خلدون لمقابلة “تيمور لنك” يحمل إليه الهدايا، ويطلب منه الأمان للقضاة والفقهاء على بيوتهم وحرمهم.

العودة إلى القضاء

وعاد “ابن خلدون” إلى “مصر” وسعى لاسترداد منصب قاضي القضاة، حتى نجح في مسعاه، ثم عزل منه بعد عام في رجب 804هـ= فبراير 1402م، ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى في ذي الحجة 804هـ= يناير 1402م.


علم الاجتماع

يعد ابن خلدون المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن “المظاهر الاجتماعية”، أو ما أطلق عليه هو “واقعات العمران البشري”، أو “أحوال الاجتماعي الإنساني”.

سبق “ابن خلدون”، عصره، في بحوث مقدمته، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالي “فيكو”، والألماني ” ليسنج، والفرنسي”فوليتر”، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير “جان جاك روسو” والعلامة الإنجليزي “مالتس” والعلامة الفرنسي “أوجيست كانط”.

علم التاريخ

تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده في علم التاريخ واضحة في كتابه الضخم “العبر وديوان المبتدأ والخبر”، وتظهر فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث يستقرئ الأحداث التاريخية، بطريقة عقلية علمية.

أما التجديد الذي نهجه “ابن خلدون” فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التاريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودي بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب، والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث.

الترجمة الذاتية

أيضا يعد ابن خلدون رائدًا لفن الترجمة الذاتية “الأوتوبيوجرافيا”، ويعد كتابه “التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا” من المصادر الأولى لهذا الفن، وبرغم أنه قد سبقته عدة محاولات لفن الترجمة الذاتية مثل “ابن حجر العسقلاني” في كتابه “رفع الإصر عن قضاة مصر”، ولسان الدين بن الخطيب في كتابه “الإحاطة في أخبار غرناطة“، وياقوت في كتابه “معجم الأدباء”، فإنه تميز بأنه أول من كتب عن نفسه ترجمة مستفيضة فيها كثير من تفاصيل حياته وطفولته وشبابه.

مع الشعر

نظم ابن خلدون الشعر في صباه وشبابه وظل ينظمه حتى جاوز الخمسين من عمره، فتفرغ للعلم والتصنيف، ولم ينظم الشعر بعد ذلك إلا نادرًا. 

وفاته

توفي عبد الرحمن ابن خلدون في  26 من رمضان 808هـ=  16 مارس 1401م في القاهرة عن 69 عاما، وقيل 76 عامًا.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية