رئيس التحرير
عصام كامل

عصا المناصب

أكاد أسمع صوته وهو يسأل نفسه ماذا فعلت كي أعنف وأنا في هذه السن؟! ماذا سأقول لأولادي مفسرًا الحالة التي أنا عليها؟! كيف سأعلمهم قيمة ومبدأ وخلقًا قويمًا وأنا مكسور هكذا؟! لماذا لم أقابل تعنيفه برد يحفظ عليّ كرامتي التي أهدرها أمام الناس؟!

أسئلة أظنها دارت بعقل ذلك المربي الفاضل رحمة الله عليه وخالص عزائي لذويه، فهو كذلك فعلا أيا كان تقصيره أو خطأه، ولكن لأنها بلا إجابات توقف نبض القلب وتحول الرجل في لحظة إلى نعش يسير خلفه المئات وقد كسى وجوههم الحزن على فقيدهم، وألسنتهم تردد حسبنا الله ونعم الوكيل، وأعينهم تنظر إلى السماء وهي تفيض من الدمع تشتكي إلى الله قلة الحيلة وكسرة الخاطر والهوان.. 

في ظني كان هذا حال كل من سار في جنازة ذلك المربي الفاضل ضحية كلمات السيد الوزير، الذي ذهب في اليوم التالي إلى مكتبه كعادته كل يوم يمارس عمله اليومي، الذي لا يصل إلينا مردوده إلا سلبًا، وهو لا يدري أنه تصحبه لعنات أسرة الراحل وكل من حضر وسمع ذلك الحوار أو حتى نُقل إليه ناسيًا الأمر، منتظرًا ذلك المربي الفاضل باستقالته كما أمر سيادته في اليوم السابق، ولم يكن يعلم أن الرجل ذهب إلى الذي لا يغفل عن ظلم وحرمه على نفسه ونهى عنه عباده.. 

والعجيب أن سيادة الوزير -الدكتور سابقًا- أصدر بيانًا أكثر استفزازًا من قراراته وكلماته، بل ووجوده على رأس وزارة صانعة لعقول ومستقبل وأجيال.. في البيان نعى سيادته ضحيته ووصفها بالمثالية والاحترام وكما يقول المثل يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

مشهد أصبح وبكل أسى معتادًا من بعض من يجلس على مقعد المسؤولية في هذا البلد، فلم نكد نتجاوز معايرة السيد وزير الصحة لمواطن بما هو حقه حتى جاءنا السيد وزير التعليم بما هو أقسى وأفظع وأكثر خروجًا عن أي حدود.

أيها السادة أنتم وبكل أسف لا تدركون أن هذه المسؤولية تكليف وليست تشريفًا.. وظيفة تتقاضون عنها راتبًا من جيوبنا نحن دافعي الضرائب وليست منة تمنون بها على الناس.. يمين أقسمتموه بأن تراعوا مصالح الشعب لا أن تقتلوه حسرة وقهرًا وظلمًا ومهانةً.

من أعطاكم الحق في إهانة المصريين أيًّا كانت درجة تقصيرهم أو إهمالهم، فالقانون أولى منكم بالحكم عليهم؟! من أفهمكم أنكم من طينة غير التي عليها بقية المواطنين؟! كيف أعطيتم لأنفسكم الحق في معايرتهم وإذلالهم وكسرهم أمام أنفسهم؟! 

هل تدركون أن المقاعد التي تجلسون عليها مآلها الزوال فلو دامت لغيركم ما وصلتكم؟! هل تعلمون أن عصا مناصبكم التي تلهبون بها المصريين ستكسر يومًا مع أي تعديل أو تغيير وزاري قادم وأنكم سترتدون البيجاما وتجلسون على كنبة الأنتريه تشاهدون التليفزيون؟! هل سمعتم الله وهو يقول جل شأنه (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)؟!

 

أيها السادة إن هذا اليوم قادم لا محالة يوم لا ينفعكم مال ولا بنون ولا مناصب تتجبرون بها على خلق الله، وستصحبكم لعنات كل قلب ظُلم وكُسر وأُهين على عتبات مناصبكم الزائلة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية