رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون بونابرت

هل هناك علاقة، على أي وجه، بين نابليون بونابرت الذي غزا مصر عام 1798، وإيمانويل ماكرون الذي غزا المصريون قلبه ورحبوا به بفرحة لمسها محبة ومودة صادقة في تجواله بخان الخليلي، حي الأزهر عام 2025؟ 

هناك علاقة بالقطع، لقد جاء نابليون في أول غزو للشرق الأوسط منذ نهاية الحروب الصليبية، على رأس 36 ألف مقاتل، و150 عالما في شتى التخصصات العلمية، ومعه مطبعة بالحروف العربية، و2000 فنان ورسام وفنى، وتودد إلى المصريين معلنا احترامه العظيم للقرآن العظيم وللنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقال إنه مؤمن بالله وبدأ منشوره بآيات التوحيد، وإنه لا إله إلا الله.. وإنه جاء ليحرر المصريين من المماليك الأغراب الظالمين لأمة كانت ذات مدن عظيمة.. 

وأيًا ما كانت أهداف هذا المنشور فإنه عكس أسلوبا حديثا في ذاك العصر ليجعل الاحتلال مقبولا ويحفز السكان المحليين على التعاون تحت راية السلطان العثماني.. ودعا القضاة والمشايخ والأعيان للتعاون ومزاولة أعمالهم. أما القرى التى لن تطيع قادة الحملة فسوف تحرق!

طبعا تاريخ تلك الحقبة طويل وممتع ومثير، وإذا كانت الحملة استمرت ثلاث سنوات، غيرت وجه الحياة، وأحدثت مدافع نابليون صحوة مصرية للدخول في العصر الحديث، والأخذ بأساليب الحكم الغربية، فإن الثلاثة أيام التى قضاها ماكرون بونابرت في القاهرة، وبالذات في الحى الذي شهد ثورتة القاهرة الأولى والثانية ضد تجاوزات الجند الفرنساوية المخالفة لعادات وتقاليد الأهالي وقتها، ربما ردت إلى ماكرون ذكريات من تلك الحقبة.. 

وهو أمر لا يجوز استبعاده لأنه رئيس مثقف وقارئ لتاريخ مصر، وهو يعرف أن حملة بلاده ووضع كتاب وصف مصر اجتماعيا، وثقافيا وعمارة وملابس وعادات وأمراض وشتى مناحي الحياة في البر المصرى وقتها، كان السبب الأساسي لنشوء علم المصريات.. 

علم فرنسي يؤسس للشغف المطلق بكل ما هو مصرى عريق، وفي هذا السياق يمكن تفسير مظاهر الفرحة العارمة بوجه الرئيس الشاب وهو يتلقى حفاوة رسمية وشعبية في حي الحسين، ويرى حب الناس لضيف الرئيس المحب لمصر.. 
 

العلاقة بين نابليون بونابرت وماكرون هى أنهما، وكل من جاء بينهما من قادة وزعماء ورؤساء، عرفوا قيمة مصر، بل عرف العالم أهمية موقع مصر العبقرى من خلال تلك الحملة.


حب مصر وشعبها وتاريخها وحاضرها هو شغف فرنسي متأصل، وما من رئيس مصرى ورئيس فرنسي في العصر الحديث الإ وكانت الكيمياء بينهم متجاوبة.. 
 

حققت زيارة ماكرون كل أهداف المخطط المصرى وراسم سياسة الزيارة، شراكة عسكرية استراتيجية وتوطين الصناعات العسكرية الحساسة، أي تقديم التكنولوجيا لمصر، فضلا عن الاستثمارات الفرنسية، والمجالات الثقافية والصحية والتعليمية..

 
الأثر الإقليمي والدولى لزيارة ماكرون تحقق من داخل أزقة خان الخليلي بالقاهرة، فالحب الجارف والزحام حول رئيس مصر ورئيس دولة أوروبية عظمى، كان إعلانا للعالم بأن الشعب المصرى سند لقيادته السياسية راض بالآلام الاقتصادية متحملا أوجاعها لأنه حريص على مصر دولة قوية مستقرة، كما كانت مظاهرة الاحتفاء بخان الخليلي إعلانا عن الأمن والأمان في مصر، ودعوة غير مسبوقة للسياحة، بعفوية الرئيسين تجاوبا مع عفوية الناس الفرحين بالزيارة.. 


أما الرحلة الى العريش ورؤية ماكرون للأطفال المبتورة أطرافهم والرضع المرضى والأمهات الأرامل والآباء الذين فقدوا أولادهم وأقاربهم، واستماعه لحكاياتهم ودموعهم، فيمكن القول إن هذه الرحلة هي الدافع الأول لتصريح خطير قاطع قال به ماكرون أمس: سنعلن اعترافنا بدولة فلسطين في يونيو، ليس انحيازا لأي طرف، بل انحياز للعدل. من العدل أن تكون هناك دولة فلسطينية معترف بها.. 
صانع السياسة الخارجية المصرية.. شكرا لك.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية
عاجل