الأنبا باخوميوس، حكيم الكنيسة وقائدها في الأوقات العصيبة

في هدوء يليق بمسيرته الزاخرة بالعطاء، رحل الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وواحد من أبرز رموزها خلال العقود الأخيرة، بعد رحلة امتدت لما يقرب من تسعة عقود، كان خلالها نموذجا للتواضع والحكمة والإيمان العميق.
البدايات والتكوين الروحي
وُلد الأنبا باخوميوس في 17 ديسمبر 1935 بمدينة شبين الكوم بالمنوفية، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1956. لم يكن طموحه منصبا على المناصب الدنيوية، بل اختار منذ شبابه طريق التكريس لله، فالتحق بالكلية الإكليريكية ودرس بها بين عامي 1959 و1961. انطلق في خدمته الروحية بين محافظات مصر، من الزقازيق إلى الجيزة ثم شبرا ودمياط، ناشرًا التعاليم المسيحية بين الشباب في مدارس الأحد.
رجل الرعاية والتدبير
في 11 نوفمبر 1962، ترهبن في دير السريان بوادي النطرون تحت اسم الراهب أنطونيوس السرياني، ثم سيم أسقفًا في 12 ديسمبر 1971، ليكون من أوائل الذين رسمهم البابا شنودة الثالث، ثم نال رتبة مطران في 2 سبتمبر 1990.
تميزت خدمته بالرعاية الأبوية والتدبير الحكيم، حيث قاد إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية بحب وتواضع.
البابا الذي لم يحمل رقمًا
وعقب رحيل البابا شنودة الثالث في 2012، اختير الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك ليقود الكنيسة في واحدة من أدق فتراتها. أدار المرحلة الانتقالية بحكمة وسلاسة رغم التحديات، ورفض جميع الضغوط التي طالبت باستمراره في منصب البابوية، متشبثًا بالتقاليد الكنسية العريقة. لقبه كثيرون بـ"البابا الذي لم يحمل رقمًا"، بعد أن أدار الانتخابات البابوية بأمانة ونزاهة، ليصل بالكنيسة إلى اختيار البابا تواضروس الثاني.
صوت الحكمة في مواجهة العواصف
لم يكن الأنبا باخوميوس مجرد راعٍ كنسي، بل كان صاحب رؤية وطنية واضحة، عُرف بمواقفه الحاسمة في الدفاع عن حقوق الأقباط والحفاظ على وحدة الوطن. خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، اتخذ قرارات جريئة، مثل انسحاب ممثلي الكنائس من اللجنة التأسيسية الأولى لوضع الدستور، ورفضه التام للجلسات العرفية التي أجبرت الأقباط على التهجير القسري.
إرث خالد ومسيرة خالدة
بعد تسليم قيادة الكنيسة للبابا تواضروس، عاد الأنبا باخوميوس بهدوئه المعتاد إلى إيبارشيته، مستمرًا في خدمته رغم تقدمه في العمر. أسس كاتدرائية السيدة العذراء بدمنهور، وساهم في إحضار رفات القديس أوغسطينوس من الجزائر عام 1987. تخرج على يديه أجيال من الكهنة والرهبان والأساقفة، أبرزهم قداسة البابا تواضروس الثاني.
واليوم، بعد أن أكمل سعيه، تودع الكنيسة أحد أكثر رجالها حكمة ووفاءً، تاركًا خلفه إرثًا روحيًا وتعليميًا سيظل منارة للأجيال القادمة. نياحًا لروحه الطاهرة وعزاءً لشعب الكنيسة ومحبيه.
تفاصيل ترتيبات صلوات تجنيز الأنبا باخوميوس من القاهرة إلى الدير الكبير
ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، صلاة تجنيز مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، بمشاركة لفيف من المطارنة والأساقفة، وذلك في تمام الساعة الثالثة عصرًا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وعقب انتهاء الصلوات، ينطلق الجثمان إلى مدينة دمنهور، حيث يُنقل إلى كنيسة القديس مار مرقس الرسول، مقر المطرانية، ليتمكن محبوه وأبناؤه من إلقاء نظرة الوداع عليه، وذلك من الساعة الثامنة مساء حتى منتصف الليل.
وفي صباح غدٍ الاثنين، يُصلى القداس الإلهي من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحًا، يلي ذلك بدء صلوات التجنيز في العاشرة صباحًا.
وبعد انتهاء المراسم، يُنقل الجثمان إلى دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، لاتمام مراسم الدفن في تمام الساعة الثانية بعد الظهر.
البابا تواضروس ناعيا الأنبا باخوميوس: خدم الكنيسة بأمانة حتى لحظة رحيله
ونعى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية،والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، رحيل مثلث الرحمات، شيخ مطارنة الكنيسة، الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، مطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الكنيسة وأبنائها.
وقال قداسة البابا تواضروس: "لقد كرّس الأنبا باخوميوس حياته منذ شبابه المبكر لخدمة الله والكنيسة، فكان نموذجًا مضيئًا في مدارس الأحد، وفي خدمة الكرازة المرقسية بمصر وخارجها. وعندما دعته العناية الإلهية إلى الأسقفية، قاد إيبارشيته بحكمة وإخلاص، كما تولى مسؤولية الكنيسة في فترة دقيقة من تاريخها كقائمقام بطريركي، فأدارها بروح الصلاة والاتكال على الله".
وأضاف: "حتى بعد انتهاء مهمته عاد بتواضع لرعاية إيبارشيته، ولم يمنعه تقدم العمر عن مواصلة رسالته حتى أكمل سعيه اليوم ورقد بسلام".
واختتم البابا تواضروس كلمته قائلًا: "نثق أن فقيد الكنيسة سينال الطوبى من الفم الإلهي القائل: ’نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ!‘، داعين له بالراحة الأبدية، ولأبنائه ومحبيه بالعزاء".
رحيل الأنبا باخوميوس شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وتوفي اليوم الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من سبعة عقود في خدمة الكنيسة والوطن.
وُلد الأب المتنيح في 17 ديسمبر 1935، وترهبن بدير السريان بوادي النطرون باسم الراهب أنطونيوس السرياني في 11 نوفمبر 1962، ثم سيم أسقفًا في 12 ديسمبر 1971، ليكون ضمن أولى سيامات البابا الراحل شنودة الثالث. وفي 2 سبتمبر 1990، نال رتبة مطران، ليواصل خدمته كرجل رعاية وتعليم.
وتولى الأنبا باخوميوس مسؤولية إدارة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كقائمقام البطريرك من 22 مارس حتى 18 نوفمبر 2012، عقب نياحة البابا شنودة الثالث، حيث أدار هذه الفترة الانتقالية بحكمة واقتدار، نال على إثرها احترام وتقدير الكنيسة داخل مصر وخارجها وكان لنيافته دور بارز في تربية أجيال من الكهنة والرهبان والأساقفة، من بينهم قداسة البابا تواضروس الثاني، الذي كان أحد تلاميذه في الكهنوت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا