رئيس التحرير
عصام كامل

تقويم مشروع بيت الوطن

 لا يمكن إنكار الآثار الإيجابية العديدة التي حققها مشروع بيت الوطن منذ انطلاق مرحلته الأولى في عام 2012 – وشأنه شأن أي مشروع حكومي له الكثير من الإيجابيات، وبعض السلبيات، وهذا لا يعيب المشروع لأنه عمل بشري في النهاية، ويفترض أن كل مسئول يدلي بدلوه بهدف التطوير، أو بغرض اتخاذ إجراءات تصحيحية فورية. 


إن السلبيات التي ظهرت للمشروع كانت بسبب نجاحه الساحق في السابق! نعم كانت بسبب هذا النجاح!.. كيف ذلك؟ 


فقيام هيئة المجتمعات العمرانية بطرح أراضي مميزة في المدن الجديدة، جعل تجار الأراضي والسماسرة من داخل مصر يتكالبون على المشروع، ويحصلون على الأراضي من المغتربين سواء بطريق التنازل والبيع، أو من خلال جمع إقامات المغتربين والتقدم بأسمائهم. 

 

وهذا كله موجود وموثق في شكل إعلانات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". ويتم تسعير الأرض بعد تخصيصها بأرقام فلكية تمثل أضعاف القيمة البيعية لهيئة المجتمعات. فصرنا نسمع عن ما يسمى  أوفرات 10 مليون و15 مليون بل و20 مليون بعد تخصيصها بساعات قليلة!


وما أوجد بيئة خصبة لهؤلاء هو عدم قيام هيئة المجتمعات بتحديث قواعد المشروع وإعلانها دوريًا في شكل مدونة. وفقًا للقواعد الحالية لا يشترط معرفة القدرة المالية للعميل من خلال كشف حسابه. بل لا يشترط التحويل من حساب العميل، بل لا يشترط التحويل من دولة الإقامة. 

 

بل الأعجب لا يشترط التحويل من الخارج، إذ يمكن تحويل مقدمات الحجز بالدولار الأمريكي من حسابات دولارية داخل مصر! 


بل إنه من المتعارف عليه في الشهر العقاري بمصر، استحالة ورفض عمل توكيل لقطعة أرض أو شقة دون وجود إخطار تخصيص أو محضر استلام، إلا أن القنصليات في الخارج تسمح بعمل توكيل في نفس يوم التخصيص بدون أي مستندات، فقط تحت مسئولية محرر التوكيل!

 

كل هذه الثغرات الواسعة أوجدت مرتعًا كبيرًا لحيتان العقارات في مصر، وأفرغ المشروع من مضمونه وهدفه ومبتغاه ألا وهو جلب العملة الصعبة وتوفير مسكن للمغترب. 


فبالنسبة لمحور جلب العملة الصعبة، فالقاصي والداني يعلم أن نفس الأشخاص الذين يتم استخدامهم في كل مرحلة للحصول على الأراضي المميزة بمعرفة الشركات والتجار، يقومون ببيع تلك الأراضي بالدولار داخل مصر، ثم إعادة استخدام نفس المبالغ الدولارية المتحصل عليها من مكاسب المرحلة السابقة في المرحلة القادمة من طرح الأراضي. 

 

والمتعارف عليه في سوق أراضي بيت الوطن أن البيع في الداخل بالدولار الأمريكي! فكيف يتم تدبير العملة الصعبة داخل مصر لشراء تلك الأراضي؟! وهنا الكارثة الكبرى في تنشيط السوق السوداء. وأجهزة الدولة تعلم أكثر عن كيفية إخراج هذه الأموال مرة أخرى إلى الخارج، أو عن كيفية تحويلها من حسابات دولارية من الداخل لطروحات مشروع بيت الوطن. 

 

وصار التاجر هو الرابح الأكبر في هذه المنظومة التي اخترقها التاجر لعدم تحديثها وإحكامها. وهؤلاء التجار لديهم محافظ دولارية ضخمة لشراء أراضي المغتربين بعد كل طرح، لأن المغترب يشترط الحصول على المبلغ المدفوع بنفس العملة الصعبة، ويمكن التفاوض في الأوفر أن يكون بالجنيه أو الدولار، وأصبح معظم هؤلاء التجار يمثلون بؤرًا هامة للإتجار في العملة والإضرار بالاقتصاد القومي.

 

وأصبحنا نرى أشخاصًا بوظيفة "عامل" أو "مندوب مبيعات في سوبر ماركت" أو "سائق خاص" تتم على اسمه حوالات من حسابات غير حسابه بمبالغ ضخمة تتعدى 100 ألف دولار. ولو طالع الموظف مسمى الوظيفة في إقامته بالخارج، لسأل نفسه (من أين له هذا؟) وهذه الثغرة فطن إليها المسئولون في مباردة السيارات ووضعوا ضوابط صارمة بأن يكون التحويل من ذات حساب المغترب، وتقديم كشف حساب آخر سنة يغطي التحويل ويضمن وجود راتب ثابت. 

 

وكان هذا الأمر يتم مراجعته في البنك الأهلي المصري بقواعد بنكية صارمة تم تطبيقها على السفير والغفير، ولم يسمع أحد عن اختراقها. بل سمعنا عن رفض الكثير من كشوف الحسابات لعدم تناسبها مع مبلغ وديعة السيارة المطلوب استيرادها.

 

وبالنسبة لمحور تخصيص مسكن لائق للمغترب، فنجد عشرات الإعلانات الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي عن بيع وحدات سكنية في أراضي بيت الوطن بمعرفة شركات التطوير العقاري بأرقام فلكية. فطالما أن الأراضي تؤول في النهاية للشركات والتجار، وبأوفرات أضعاف إجمالي القيمة البيعية لهيئة المجتمعات العمرانية، فلماذا لا تستفيد الدولة وتختصر الطريق وتبيعها للمطور العقاري مباشرة؟!

 

ما حدث في المرحلة العاشرة من غضب بين جموع المتقدمين النظاميين للمشروع بسبب تحايل المخالفين من شبكات التجار والشركات، وحصولهم على الأراضي المميزة، قد دق ناقوس الخطر وأنذر بضرورة إعادة هيكلة آليات وقواعد المشروع بشكل عام. وأن تضع وزارة الإسكان في اعتبارها ما يلي:


1- التحويل من الحساب الشخصي للمغترب في الخارج فقط "دولار فريش"
2- تقديم كشف حساب للمغترب بالخارج، يظهر فيه راتبه ومصادر دخله الطبيعية.
3- تخصيص قطعة أرض أو شقة واحدة لكل مغترب كل ثلاث سنوات فقط، لإفساح المجال لغيره من المغتربين الجدد.


4- مخاطبة القنصليات المصرية بالخارج بعدم عمل توكيلات لأراضي وشقق هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة دون محاضر استلام او إخطار تخصيص من جهاز المدينة المختص.


5- حصر التوكيلات التي تمت بمعرفة نفس الأشخاص لأراضي بأعداد كبيرة، وتم تحرير هذه التوكيلات في فترات زمنية متقاربة فور التخصيص، ووضع هؤلاء الأشخاص وذويهم (الزوج والزوجة والأبناء) في قائمة حظر التخصيص. ومخاطبة الضرائب العامة لسداد المستحق من ضريبة التصرفات العقارية وفقًا لسعر السوق المعاصر لتاريخ تحرير التوكيل.


6- توقيع غرامات مالية تبدأ من ألف دولار على كل مخالف يقوم بالتحويل في غير مواعيد الإعلان عن استقبال تحويلات.
7- إسناد المنظومة المالية والتخصيص إلى أحد البنوك الوطنية وإلى شركة تقنية معلومات بإشراف وزارة الاتصالات لرفع الحرج ودرأ الشبهات عن لجنة بيت الوطن بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وتخفيف الضغط عليهم.


8- مراجعة أوراق المخصص لهم 1300 قطعة في المرحلة العاشرة حتى الآن، ومن يثبت قيامه بالتحايل وتحويل أي مبلغ قبل بداية المرحلة، وفي غير النطاق الزمني للمراحل السابقة، يتم إلغاء تخصيص الأرض له، ووضعه في قوائم حظر التخصيص لمرحلتين قادمتين.

 

 

وزير الإسكان: إن طبقت وزارة الإسكان هذه القواعد الصارمة، فستكون أكبر وعاء دولاري للدولة، وستجشع الشريحة الأكبر من المغتربين على التقدم لهذا المشروع. فعلى سبيل المثال: عندما أقوم بنصح أي مغترب للتقدم لهذا المشروع وأعرض له الإيجابيات ويتحمس، سرعان ما يدلف إلى شبكات التواصل الاجتماعي ويقرأ المهازل والسلبيات التي يرددها المحبطون. 

فيعود إلي ويقول لي "الناس بتقول" "لا ياعم" وسيادتكم أعلم مني بعلم التسويق وما يسمى "تأثير الكلمة المنطوقة" The Word of Mouth والتي تكون سلاحًا ذو حدين لأي مؤسسة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية