رئيس التحرير
عصام كامل

البدائية سلاح الفقراء

هل يمكن أن تكون التكنولوجيا سلاحا في يد الفقراء، أو بالتحديد في يد الأطراف الضعيفة في أى صراع عسكرى أو اقتصادى أو سياسى؟ طبعا قد تبدو الإجابة: بنعم تثيرعلامات الإستفهام أو الإستهجان في ظل إمتلاك الدول الكبرى لهذه التكنولوجيا وأسراراها في كافة المجالات.. 

والنتيجة معروفة هي إنتصارات متتالية لمن يملكها ضد من لا يملكها، أو ضد مستخدمها الذى لم يتحوط لحمايتها من التكنولوجيا المضادة، أو حتى باستخدام أدوات بدائية لا تعجز التكنولوجيا المتقدمة عن أختراقها.

 
في البداية أي نقاش حول قدرة من يمتلك هذه التكنولوجيا أن يصيب من يريد بالموت بالسكته التكنولوجية في لمح البصر مفروغ منه.. مثلا ببساطة تستطيع أمريكا وهى جالسة على شاطئ الأطلسى وأقرانها من البلاد المتقدمة أن تحول أى معدات عسكرية تبيعها لأي دولة من العالم الثالث إلى قطعة خردة، وتعطيل الأنظمة العسكرية الحيوية في أقل من فيمتو ثانية، بإختراق أنظمة الاتصالات والقيادة والتحكم، وسرقة المعلومات العسكرية الحساسة مثل الخطط والتقنيات العسكرية..

مما يضعف القدرة الدفاعية لأى دولة ويمنح العدو ميزة استراتيجية لا نظير لها تحسم المعركة، 
والأمر لا يقتصر على المعدات العسكرية ولكن على معدات المصانع والمطارات والموانئ والتليفونات والبنوك.. إلخ، يعنى يمكن إستخدام هذه التكنولوجيا لشن هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والمياه، والنتيجة زعزعة استقرار المجتمعات.

وفي وسائل التواصل الاجتماعي يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لنشر المعلومات المضللة والتحريض على العنف لهز الاستقرار وزيادة حدة التوترات بين فئات المجتمع وأنظمة الحكم..


وحتى لا يكون الكلام نظريا هناك ملايين الأمثلة في المجالات العسكرية حيث للتكنولوجيا دورا كبيرا في تزويد الأطراف المتنازعة بأسلحة أكثر فتكًا ودقة، مما يزيد من الخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية. 


وفي الصراع العربى الاسرائيل الملعب ممتد منذ سنوات وإستخدام إسرائيل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والمقدمة لها على صينية من ذهب من الغرب، مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي، والقبة الحديدبة، وكان أخرها إستخدام إسرائيل هذه التكنولوجيا في تحويل أجهزة البيجر في يد جنود وقيادات حزب الله اللبنانى إلى قنابل موقوتة تم تفجيرها في لحظة واحدة وسقط على أثرها آلاف الضحايا في العديد من المناطق اللبنانية وأختتمت بإغتيال حسن نصر الله والباقى تعرفونه!
 

نعم لعبت إلى جانب التكنولوجيا المعلومات الاستخباراتية وغيرها، لكن المهم كانت للتكنولوجيا اليد الطولى في العملية وزيادة عدد الضحايا، والأمر حدث في إغتيال إسماعيل هنية في غرفة نومه أثناء زيارته لإيران، والأمر أيضا في إغتيال الرئيس الايرانى وإن بدا الأمر سقوط طائرة، وما يحدث في غزة الآن يكمل الصورة!


وطبعا على المستوى العالمى حدث ولا حرج، فقد أثرت الهجمات السيبرانية على الإقتصاد والقوة العسكرية للدول، وسببت خسائرا مالية فادحة لشركات ومؤسسات حكومية، من خلال سرقة البيانات المالية، وتعطيل العمليات، وابتزاز الشركات، وتعطيل البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والمياه، والخدمات المصرفية والنقل والاتصالات وسرقة أسراروبيانات وخطط الشركات والمؤسسات، وسرقة براءات الاختراع والأسرار التجارية.


بعد كل هذا هل هناك أمل للفقراء ممن لا يمتكلون تريلونات الدولارات وأسرار هذه التكنولوجيا! 
أعتقد أن عقول شباب العالم الثالث يمكن أن يكون لهم دورا، وقد رأينا بعض المحاولات الناجحة وللدرجة التى أوجعت الكبار.

 
علي سبيل المثال إنتاج العديد من الدول الآن للطائرات المسيرة التى لا يزيد ثمنها عن مئات الدولارات لتخترق القبة الحديدية في إسرائيل أو تناوش في بث الرعب ما تفعله أحدث الطائرات المقاتلة بمئات الملايين من الدولارات.

 
وفي مجالات الهجوم السيبراني نجح أطفال ولن أقول شباب في إختراق البنتاجون والبيت الأبيض ووزارة الدفاع البريطانية وبنوك كبرى وأجهزة مخابرات عتيدة، ومن الأمثلة الموجعة سيبرانيا، هجوم ستاكسنت على المنشآت النووية الإيرانية والبنية التحتية في أوكرانيا، وهجوم واناكراي الذي أثر على مئات الملايين من أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم.


ومن الطريف أن هناك اتهاما أمريكيا من الحزب الديمقراطى بتدخل روسيا في الانتخابات الامريكية السابقة لصالح دونالد ترامب.


المهم الخسائر في سنوات قليلة بلغت أكثر من 22 تريليون دولار.. بعد كل هذا هل يستطيع الفقراء المواجهة؟ أعتقد نعم..

 
نعم، قد تكون ردود الفعل عنيفة على هذه المحاولات من فقراء العالم، لكن المقاومة معيارها مختلف، مثلا: كل دول العالم الثالت تملك عقولا نجحت في البرمجة والسوفت وير وغيرها، ويأتي الذكاء الاصطناعى ليضيف للمعادلة أرقاما محترمة.

 
وفي مصر نجحنا بعقول الشباب في إنتصار أكتوبر وعجز الاصدقاء قبل الاعداء تخيل إختراق خط بارليف أو تحويل الساتر الترابى إلى "شوية" رمل وطين بخراطيم مياه قد تستخدم في الإطفاء، وسد فتحات النابلم بشوية أسمنت!

 


وما أشبة الليلة بالبارحة، يمكن للعقل المصرى التغلب ومعه عقول العالم الثالث بوسائل كثيرة، على غرار الطائرة المسيرة التى تواجه F35 في بث الرعب، أو بالبرمجة والذكاء الاصطناعى الذى يمكننا أن نجعله يتكلم مصرى أو حتى بإستخدام أدوات بدائية لا تعجز التكنولوجيا المتقدمة عن إختراقها مثلما فعلنا بخراطيم المياه التى فعلت ما لم تفعله القنبلة النووية!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية