سردية آدم والحياة
نعلم أن حياتنا الدنيا ليس لها غير معنى واحد، وهو المعنى العام للحياة وكما حدده خالقها وعلى النحو الذي أرادها؛ لكن واقع البشر يكشف تعدد معانيها بتعدد أفراد البشر في كل أبعادها وباختلاف أجناس وفئات الناس فيها، مع اختلاف أفكارهم ونفوسهم وأحلامهم وأهدافهم وثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية والاجتماعية والإنسانية، ومَن تيقن لوجود خالق وآمن به؛ يعلم أن كل هذه الاختلافات وتلك التباينات؛ هي ما أرادها الله الذي لا يشغله هذا التعدد ولا يضيره هذا الاختلاف..
فهو الذي خلق فينا الاختلافات كلها، خلق فينا الخير بكل جوانبه وخلق فينا الشر بكل أبعاده، كما أنه أتاح للبشر فرصة الاختيار بين الكفر والإيمان، ولا بأس عند الله لو كفر به من في الأرض جميعا! فأين يذهبون بكفرهم! لكنه يهدي من يشاء ويطرد من رحمته من يشاء..
لا يخفى على أحد -حتى من كفر ومن ألحد- أن الله هو الذي خلق كل شيء، خلق الأرض وما فيها والسماء وما فيها، وخلق كل ما يعلم الإنسان وكل ما لم يعلم.. خلق الإنسان وخلق فيه كل ما يوائم معطيات الحياة التي أعدها له ومهَّدها لاستقبال هذا المخلوق وذريته فجعل له بداية ونهاية كما أعد له حياة أخرى هي الباقية وهي الممتدة كما يشاء وكما يريد فهو القادر على كل شيء..
لنعود سويا بالذاكرة ومن خلال القرآن الكريم لسردية الخلق من البداية من حوار الملائكة مع الله -سبحانه وتعالى- وانتهاءا بإنزال آدم وحواء ومعهم الشيطان الرجيم إلى الأرض، حين قال لهم: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ"! عندها اندهشت الملائكة وتعجَّبوا فكان ردهم: "ا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"!
ولكي يؤكدوا حجتهم في الدهشة واصلوا كلامهم فقالوا: "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ" -ولم يكن هذا الرد جائزا لهم وهم الملائكة المعصومون! -حينها كان كلام الله فاصلا وحاسما؛ لكي يؤكد للملائكة أنه لم يكن يشاورهم في أمر المخلوق الجديد فالله الأمر من قبل ومن بعد.. ولله الحكمة البالغة فيما قرر وفيما أراد وبما شاء، فقال سبحانه وتعالى: "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".. فيما يعني أنه يعلم ما قاله ملائكته، لكنه يعلم أيضا ما لا يعلمون..
الله سبحانه لم يكن بحاجة لملائكة جُدد يسبحونه ويقدسونه؛ لكنه أراد خلق الإنسان بهذا الصفات وهذه الطبيعة، وهو القادر على كل شيء، فلا يُسأل عمَّا يفعل بينما نحن المسئولون عمّا نفعل وعمّا نقول..
ثم نأتي على الرحلة القصيرة التي أراد الله أن يُمحِّص عزيمة آدم ويختبره هو وحواء، وكأن الله أراد أن يُعِرِّف آدم أنه بشر ضعيف، يستطيع الشيطان أن يغويه ويلعب على أوتار الضعف فيه، فعصى آدم ربه وخالف أوامره، وكان العقاب هو تهجيره من الجنة إلى الأرض، ليبدأ رحلة الحياة الدنيا، وهذا ما أراده الله فهو الذي خلق النفس وجعل فيها كل التناقضات:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}..
ومن تلك الطبيعة جعل للنفس ثلاثة أقسام؛ النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة، كل ذلك يعلمه الناس تمام العلم، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن، تماما كما أخبرنا بها خالقنا على ألسنة رسله وأنبيائِه، وداخل صفحات كُتُبِه الَّتي ما زالت بين أيدينا؛ توراة وإنجيل وقرآن،{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}..
ومن عدل الله أنه لم يكن ليحاسبنا أو يُعاقبنا أو يُعذبنا إلا بعد أن أرسل رسلَه وأنبيائَه.. الله خلق الإنسان وابتلاه بالشر والخير فتنة -امتحان واختبار وتمحيص- فهو الذي قال:{كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤئقَةُ ٱلۡمَوۡتِ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَیۡرِ فِتۡنَةࣰ وَإِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ}..
هذا الاختبار ليس صعبا ولا مستحيلا، بل هو متاح لمن أراد وأدرك ماهية الحياة وحقيقتها.. الله حين أنعم على آدم وحواء بالعيشة الرغد في الجنة كان ذلك مجرد اختبار لعزيمة آدم لمقاومة مغريات النفس وغرائز الجسد، ولم تكن لجنة الامتحان لتكتمل إلا بجعل إبليس وذريته بجانب آدم وذريته حتى نهاية وقت الامتحان بقيام الساعة.. هذه حياتنا بكل بساطة وبدون وساطة من المتكلمين فلاسفة أو رجال دين، شاء منهم من شاء وأبى منهم من أبى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا