رئيس التحرير
عصام كامل

الصعايدة غاضبون

كم من مقالات كُتبت، وكم من توجيهات صدرت، وكم من اعتراضات بُعثت؛ ولا حياة لمن تنادي، فما زالت صورة المجتمع الصعيدي النمطية كما هي في حضرة الدراما المصرية، وكم هو مؤسف أن تظل تلك الصورة النمطية لمجتمع الصعيد المصري في الدراما الرمضانية وغير الرمضانية من عشرات السنين نفس اللهجة ونفس الطباع ونفس السلوكيات ونفس الحكايات، نفس الاسفاف والابتذال والتكرار الممل.. 

وكأن الصعايدة جنس مختلف، جماعة هبطت من عالم آخر وحلَّت واحتلَّت جنوب مصر مُغلقة عليهم أبوابهم، منكبين على عاداتهم وتقاليدهم الغريبة عن المجتمع المصري، وكأنهم أهل الكهف الجدد لو اطَّلعت عليهم لولَّيت منهم فرارا ولمُلئت منهم رعبا..

 

هذه الصورة النمطية التي لم تعد موجودة على أرض الواقع الصعيدي المتجدد كأي مجتمع معاصر لبداية الألفية الثالثة، أليسوا بشرا مثل كل البشر في كل الدنيا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ككل بني آدم! فكيف تصر الدراما المصرية بكُتّابها ومُخرجيها مُنتجيها؛ على أن تُظهر الصعايدة على هذا النحو المُجحف، حتى أصبحت هذه الصورة المشوهة عن الصعايدة هي السائدة عند باقي الشعب المصري بل عند مجتمعات عربية وخاصة شعوب الخليج بكل فئاتهم وأعمارهم.. 

وقد شاهدت ذلك بنفسي في فترة إقامتي بالخليج من خلال الأعمال الدرامية المصرية، حتى أفلام السينما المصرية أساءت إلى أهلنا في الصعيد، حتى تجسدت الصورة في أذهان الجميع بأن الصعايدة مجتمعات ساذجة متخلفة ورجالها جبَّارين، قطاعين الطرق، ومطاريد، وقتالين قتلا، ومعدومي الايتيكيت والمدنية، وآكلين حقوق المرأة! مزواجين! وتجَّار مخدرات، وتجّار آثار، هذا غير إظهار العصبية والقبلية والعداوات والقتال والثأر ومخالفة القانون، إلى آخر كل أبعاد وجوانب هذه الصورة النمطية التي لم يلتفت إليها كاتب لديه ضمير، كاتب يعلم من هم الصعايدة فما قدروا الصعايدة حق قدرهم أبدا.. 

 

أرجوا ألا تختبروا صبرهم أكثر من ذلك، فإنما للصبر حدود.. الصعايدة الذين لا يعرفهم صُنَّاع الدراما "الرخيصة" هم فراعنة مصر وأصل حضارة مصر، واسألوا التاريخ  عن طيبة - الأقصر وعن أخيتا تون -تل العمارنة، اسألوا الفراعنة عن صعايدة الفيوم والجيزة والمنيا إلى أن تصلوا إلى الأقصر وأسوان! 

 

ولا تنسوا اخناتون والجميلة نفرتيتي وإسألوا عن موطن مارية القبطية أم المؤمنين، واسألوا عن الشيخ همام والهوارة وكل عرب وقبائل الصعيد وأذكر في الكتاب رواد الأدب والفكر والدين والفن والسياسة والثقافة والطب، ورواد كل مجالات الحياة على مر التاريخ: الشيخ محمد صديق المنشاوي وإخوانه، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى عبد الرازق، وعلى عبدالرازق، ومحمد سيد طنطاوي، وأحمد الطيِّب شيخ الأزهر الحالي..

والبابا شنودة، والمنفلوطي، والشيخ علي يوسف، وطه حسين، والعقاد، وحافظ إبراهيم، وهدى شعراوي، وجمال عبدالناصر، ومراد وهبة، وأحمد بهاء الدين، وصلاح عبدالصبور، ومكرم عبيد، وعبدالرحمن الابنودي، وعمار الشريعي، وأمل دنقل، وجمال الغيطاني، وفهمي عمر، وجمال الغيطاني، والشيخ محمد مصطفى المراغي.. وغيرهم من عباقرة  كل نواحي حياتنا الثقافية والأدبية والدينية والسياسية والاجتماعية. 

 

الصعايدة يعني العلم والأدب والثقافة والأصالة والطيبة والنخوة والدم الحامي على أعراضهم وشرفهم وكرامتهم وكرامة وأرض وتراب بلدهم مصر الغالية.. الصعيد يعني مصر الأرض والوطن والتاريخ والأصول والعادات والتقاليد والأخلاق الحميدة، والشهامة والجدعنة والمروءة والنخوة والنُبل والكرم.. 

 

حين تتجاهل الدراما المصرية كل ذلك وتتناساه عمدا ؛ ثم تنتج أعمالا مشوهة ورخيصة وبذيئة ومبتذلة واستهزائية؛ لتؤصلها في أذهان الأجيال السابقة واللاحقة من الذين لم يعرفوا شيئا عن الصعيد إلا ما تقدمه تلك الأعمال الدرامية السخيفة، فتتثبت هذه الصورة النمطية الوحيدة في أذهانهم على أن الصعيد موطن الشر موطن قساة القلوب! وسيحيق بهم ما كانوا به يستهزئون من خلال أعمال فنية هابطة لا تمُت لقيَمنا ولا لثوابتنا بصلة، وإنما تهدم كل ما تربَينا عليه ونشأنا عليه في أرض الواقع المصري الأصيل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية