التكافل المفقود!
هل نحن منتبهون إلى أننا مجتمع فاقد للتكافل؟ هل نحن منتبهون إلى أننا افتقدنا العادات والتقاليد وطرق تبادل الأراء التي كانت سائدة منذ عشرات السنين، في أبسط التعاملات بين الناس العاديين؟
هل نحن منتبهون إلى أننا لم نعد نراعي التكافل في أبسط صوره بين الأجيال، بما يتيح تبادل الخبرات والكفاءات أو أن يتيح الكبير للصغير وضعا ومساحة للتعلم واكتساب الخبرة بسهولة ويسر، وبما يضمن إستمرار عنفوان وقوة المجتمع المتمثلة في قدراته البشرية التي تتولي إدارة المجتمع في مختلف المجالات؟ هل يدرك صناع الإعلام أنهم بعيدون كل البعد عن ترويج وتعظيم فكر التكافل في المجتمع؟
الحقيقة وقبل أن أمضي في توضيح فكرتي، أشدد على إني لا أقصد مطلقا التحدث بأي شكل عن التكافل كمتطلب ديني يمارسه الناس تنفيذا لتعاليم دينية في صور زكاة وصدقات ومساعدات مادية منوعة، أكرر أني لا أهدف من كلامي هذا تقييم هذه الصورة من صور التكافل، وأن كنت أظنها كحالة موجودة بقدر ليس بالقليل في المجتمع في صور متعددة.
أنوه إلى أن التكافل الذى أقصد الحديث عنه، هو ذلك التواصل الإيجابي المجتمعي بين كل الفئات والأجيال والمهن، وحتي بين الأبناء والأباء.. وأقول وأرجو ألا أكون متشائما، أقول أني ألمس حالة من حالات عدم التكافل تسود المجتمع.
الحقيقة أن هذه الحالة، كما أري، ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، ولكنها نتيجة تراكمات عدة عقود، سادت خلالها أنماط غير معتادة في التعاملات بين الناس، وإختفت خلالها أمارات كانت تعد من السمات المميزة للمجتمع.
أذكر قبل أربعة عقود ويزيد أن، جيلي والأجيال السابقة واللاحقة، على سبيل المثال وليس الحصر دخلنا إلى نطاق الحياة العملية بلا واسطة وبلا حماية ولا توصية من أحد، طرقنا أبواب المهن المرموقة ووجدنا مكانا بين أربابها، والسند الوحيد الذى كنا نستند إليه هو الكفاءة أو الموهبة المؤهلة لإحتراف المهنة التي نريد..
كثيرون منا وجدوا أنذاك الفرصة كاملة في ممارسة المهنة التي أحبوها أو تمنوها، أكثر من هذا، وأنا أتحدث عن تجربة شخصية ووقائع حقيقية، وجدت رعاية وإحتواء من الأساتذة ورموز المجتمع الصحفي الذى نجحت في الالتحاق به بفضل إصرار ورغبة في ممارسة أو احتراف مهنة العمل في الصحافة.. وشيئا فشيئا تحول إحتواء الأجيال الأكبر في المهنة إلى مساعي جدية منتظمة متصاعدة لإعدادنا لمهام القيادة والإدارة.
الحقيقة أن ما أشير إليه كتجربة شخصية، كان نمطا منتشرا في مختلف المهن، بل وفى المجتمع كله كمنظومة حياة، فقد كان المجتمع بالمعني الاجتماعي أمن وتسوده عادات وتقاليد سوية..
المثير أن اٌحصائيات والأرقام تشير بأن المصريين يمثلون العدد الأكبر من مرتادي الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج وشعيرة العمرة على مدي العام.. أيضا السائد أن تجد مئذنة مسجد بين كل مئذنة ومئذنة في كافة احياء مصر ومن أقصاها لأقصاها، إضافة الى ذلك، المظاهر السائدة في الشوارع ومن الأزياء التي ترتديها غالبية المصريات، كلها أمارات تشير أن الالتزام الديني أمر سائد ومنتشر، وهو أمر أعتبره جيد وممتاز، ولكن إذا كان إيمان حقيقي ليس في المظاهر فقط.
أعود وأكرر أن غياب التكافل المجتمعي أمر أعتبره مثير للقلق على مستقبل أجيال هذا البلد، ولابد من الإسراع بدراسة كافة الظواهر السلبية التي تنذر بأن الأمور المجتمعية ليست على ما يرام.
الحقيقة لا أرغب أبدا في الظهور بمظهر من يريد إصدار أحكام عامة أو استخلاص نتائج تصف المجتمع كله، ولكن أقول وبعبارات واضحة أنه رغم ما أشرت إليه من مظاهر أراها سلبية، إلا أن المجتمع لا يزال به ظواهر وأمور إيجابية عديدة، ولكن هذا لا يعني أن السلبيات ليست موجودة أو أنها لا تشكل ظاهرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا