هل الثقافة مهمة؟ ما يحدث فى البحيرة نموذجا!

في الستينيات من القرن الماضي كان الزعيم جمال عبد الناصر يؤمن أشد الإيمان بدور الثقافة في تغيير المجتمع، كان يدرك تماما أن المواطن المثقف لديه وعي بكل شىء، وعي بقضايا وطنه، وعي ببناء مستقبله، ومن لديه الوعي لا يمكن أن يغرر به أحد أو حتى يضحك عليه في أي قضية أيا كانت، ومن هنا كان إنشاء بيوت الثقافة الجماهيرية في مراكز وقرى مصر.. 

ومن أهم المحافظات التى نالت الإهتمام كانت محافظة البحيرة خاصة فى عهد المحافظ الرائع وجيه أباظة، وتألقت البحيرة بقرقها الشعبية، ومن خلال أوبرا دمنهور، ومن خلال النشاط الثقافى في كافة المجالات (الكتاب- الموسيقى- المسرح- السينما- الخ).. 

وهذا ليس غريبا على محافظة البحيرة التى قدمت إلى مصر الشاعر الكبير على الجارم، والشاعر اسماعيل الحبروك، والأديب الكبير محمد عبد الحليم عبدالله، ومحمد فريد أبو حديد، والأديب الكبير أمين يوسف غراب، وإسماعيل صبري العسكرى، والمفكر والأديب توفيق الحكيم، والمفكر عبد الوهاب المسيري، العالم الكبير صاحب نويل فى الكيمياء العضوية دكتور أحمد زويل.. كما قدمت من الفنانين محمد نوح، ومحمود الحديني، والممثل القدير جميل برسوم.. 

هذا والمحافظة يقودها الآن الدكتورة جاكلين عاذر، وهى شخصية نشطة دائما ما تقوم بجولات ميدانية تتفقد فيها المشروعات سواء الخدمية أو التنموية التى تقوم بها المحافظة، وتفاءل بها الكثيرون من أهل البحيرة للنهوض بالمحافظة، ولكن يبدو أنها لا تضع للثقافة دورا في أجندتها.. 

بالرغم من أن المجتمع الآن ما أحوجه لدور الثقافة في رفع درجة الوعي لدى المواطنين في زمن يتراجع الوعي فيه بشكل واضح ومُتردٍ.. 

الحكاية أن الفنان حمدي نوار ابن البحيرة، ذهب لعرض مسرحيته التاريخية ليالى المحروسة على مسرح مركز ثقافة دمنهور ولكنه فوجئ بالرفض! مع العلم بأن مسرحية ليالى المحروسة من الأعمال التاريخية، التى تتناول تاريخ مصر بداية من الحملة الفرنسية حتى ثورة ثلاثين يونيه، فى إطار درامي غناتي استعراضي وهي من إنتاج فرقة مسرح السامر بالقاهرة، أى من إنتاج الدولة، وتمت موافقة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، على عرضها على مسارح دمنهور، وتم إبلاغ أجهزة المحافظة بذلك.

كان الإتفاق مع رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على عرض المسرحية مجانا لمدة يومين، وطلب من المحافظة خطاب بالموافقة على الاستضافة حتى تتمكن فرقة مسرح السامر من تقديم المسرحية، وانتظر الجميع وصول الخطاب، ولكن لم يصل خطاب السيدة جاكلين عازر إلى الهيئة.. 

اضطر الفنان حمدى نوار للسفر مرة أخرى لمقابلة المحافظ دكتورة جاكلين عاذر فإذا بها تعتذر عن المقابلة، وعندما أصر نوار على المقابلة حتى يتمكن من العودة إلى القاهرة واستكمال الأوراق المطلوبة أبلغته الموظفة المختصة أن الثقافة والفنون ليست من أولويات المحافظة حاليا.

يبدو أن الدكتورة جاكلين عازر لا تعلم أن مدينة دمنهور قلعة من قلاع الفن والثقافة، وسبق أن استضافت مسرحيات من مسرح الدولة وكذلك مسرح القطاع الخاص، ومن أشهر عروض مسرح الدولة كانت مسرحية (الملك لير) لفرقة المسرح القومى بطولة الفنان يحيي الفخراني، ومسرحية (لسه في أمل) لفرقة مسرح الشباب والعديد من الفرق التابعة لوزارة الثقافة.. 

ومن أبرز الفعاليات والفرق الفنية على المستوى الدولى فرقة البحيرة للفنون الشعبية التي جابت معظم عواصم العالم العربي والأوروبي فى عهد المحافظ التنويري اللواء وجيه أباظة، ثم فرقة البحيرة المسرحية التي أخرج لها كبار المخرجين بالقاهرة من أول عبد الرحيم الزرقاني وسعد أردش وآخرهم في الثمانينيات المخرج هاني مطاوع.

ذكرى انتصار العاشر من رمضان واستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض!

علي بدرخان.. والقدوة المفقودة للشباب!

السؤال: إذا كانت الثقافة ليست على أجندة المحافظين في الوقت الحالي فلماذا تستمر وزارة الثقافة؟ وفي هذه الحالة أعتقد يجب إلغاء وزارة الثقافة وتوفير مليارات الجنيهات التى تنفقها الوزارة في أجور الموظفين وإنشاءات وصيانة مبان، على الدولة أن تحدد أهدافها جيدا، وهل الحكومة ترى إن الثقافة شيئا مهما أو نوع من العبث؟

يا محافظ البحيرة المسرح أبو الفنون، والبحيرة من أعرق المحافظات ثقافيا، الثقافة هى الحل لمحاربة الإرهاب والجهل والتخلف حتى نفوز في معركة الوعي!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.