رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الشاذلي في ذكراه.. من الكونغو إلي العبور!

حتي اللحظة لا كاتب هذه السطور ولا غيره -خارج جهاز المخابرات العامة العظيم- يعرف الطريقة التي تم بها تهريب أسرة ثائر الكونغو الراحل البطل باتريس لوممبا! 

كان لوممبا نفسه قد وقع في قبضة القوات البلجيكية التي كانت لم تزل بالكونغو، وأعدمته في تفاصيل قاسية.. 

 

لكن كانت الأوامر قد صدرت من مصر بضرورة تهريب أسرته بأي ثمن.. وكلفت بطل مصري اسمه أحمد إسحق للإشراف علي العملية.. وصل الكونغو ومعه جوازات سفر مصرية باسم زوجة لوممبا وأبنائه.. لكن المشكلة كانت في خروجهم من محبسهم الذي هو بيتهم ، الذي كانت تحيط به قوات من كل جانب لا تغفل لحظة.. 

 

وحدث ما حدث ولا نعرف كيف حدث وكيف خرجت الأسرة من حصار محكم.. ووصلوا المطار.. وقبل صعودهم الطائرة شك أحد الضباط في جوازات السفر، وكيف لهؤلاء أصحاب البشرة السمراء أبناء ذلك الرجل الأبيض أحمد إسحق! 

 

وفجأة ولا نعرف كيف ومتي حدث ذلك يصل العقيد سعد الشاذلي من موقعه مع قوات الأمم المتحدة علي بعد ألف ومائتي كيلو مترا، ويأمر قائد المطار بصعود الأسرة إلي الطائرة، وانطلاق الرحلة ويحمي العملية كلها، وتنجح وتصل الأسرة إلي مصر، وتعيش فيها ويتعلمون العربية ويكبرون ليعودوا إلي وطنهم، ويصبحوا مسئولين كبارا يحملون لمصر كل الحب والخير!


قصة لوممبا -التي حدثت عام 1961 وقت نفوذ مصر الكبير في أفريقيا- رويناها قبل الآن.. وقصة تهريب أسرته وصفناها سابقا بأنها تستحق فيلما سينمائيا.. ما يعنينا منها اليوم ذلك البطل المصري العظيم الذي خدم وطنه طوال عمره.. شجاعا جسورا صانعا للمعجزات العسكرية.. 

 

وأي تعاون اليوم بين مصر والكونغو يرجع جزء منه لدور سعد الشاذلي.. الذي صنع معجزة شبيهه حينما انسحب بقواته في 67 إلي الشرق وليس إلي الغرب! مكث بهم داخل فلسطين المحتلة في جيب ضيق بين جبلين بعيدا عن طيران العدو، وبعد هدوء العاصفة عاد في ليلة واحدة بقواته قاطعا مائتي كيلو مترا قبل حلول النهار!

وبعدها يختاره جمال عبد الناصر قائدا لجبهة البحر الأحمر، فقائد معركة شدوان ويعطي للعدو درسا في صمود قوة صغيرة ليومين أمام الطائرات والسفن الحربية والدبابات والمدرعات، وليقطع قدم العدو عن البحر الأحمر تماما، فيعين رئيسا للأركان ليخطط للعبور ويضع علمه وعبقريته فيه!


من لم يقرأ مذكرات الرجل لا يعرف شيئا عنه ولا عن حرب أكتوبر.. والمثير أن الجميع وقف إلي جانبه منذ إحالته للتحقيق، وقد برأته تقارير القوات المسلحة إلي براءته أمام المدعي العسكري، وعندما عاد إلي مصر عام 1992 كان بوعد لمعاملته بما يليق بدوره، لكن الرئيس مبارك خالف الوعد وسجنه! دون النظر إلي دوره أو قل أدواره الكبيرة العظيمة في خدمة مصر، مثالا فريدا يحق به أن يكون ابنا لهذه المؤسسة الوطنية القوات المسلحة!

 


الشاذلي.. يستحق عشرات ومئات المقالات بل الكتب.. لكنها سطور في ذكري رحيله مثل هذا اليوم عام 2011.. بعد أن ردت إليه قواتنا المسلحة كل ما سلب منه وكل ما منع عنه، وترد له الاعتبار رسميا.. ليرحل بعدها بساعات.. أما شعبيا فكان وظل وسيبقي خالدا في ضمير وطنه وأمته العربية كلها !
رحم الله الرجل..

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية