معرض الكتاب.. ماذا يقرأ المصريون؟!

سعدت بزيارة معرض الكتاب في أيامه الأولى وقد شاهدت زحاما وإقبالا كبيرا يعكس حيوية ثقافية وتقديرا للكتاب وعاء المعرفة وكنزها النفيس، لكني لاحظت إحجام الناس عن الشراء لغلاء أسعار الإصدارات التي وصلت لأرقام ربما تفوق قدرات كثيرين في أيامنا هذه.. 

بعدما تأثرت صناعة النشر بمتغيرات الاقتصاد وموجات التضخم غير المسبوقة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك أسعار الورق والطباعة، مما يؤدي إلى زيادة أسعار الكتب وتقليل هامش الربح للناشرين.. وفي الوقت نفسه غياب الطبعات الشعبية التي تناسب الطبقات الأقل دخلا!

الإقبال الكبير على معرض الكتاب من بواعث البهجة، ذلك أنه يعكس حبا للثقافة ورغبة في مطالعة كل جديد في مجال الإنتاج الفكري حتى لو اكتفى أغلب زوار المعرض بقراءة العناوين، لكن ارتفاع أسعار الكتب يُعَدُّ تحديًا دفع باتحاد الناشرين المصريين لتقديم حلول عملية، بتقسيط قيمة المشتريات عبر بطاقات الائتمان بالتعاون مع أحد البنوك، لتسهيل عملية الشراء على القراء خصوصا إذا علمنا أن بعض الموسوعات المتخصصة اقترب سعرها من 30 ألف جنيه. 

وأيا ما كانت التحديات الاقتصادية، فإن معرض الكتاب يظل حدثًا ثقافيًا بارزًا يجذب أعدادًا كبيرة من الزوار، مع استمرار الجهود لتقديم حلول تسهم في تعزيز حركة الشراء ودعم صناعة النشر.

وفقًا لبيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، إحتلت مصر المرتبة الخامسة عالميًا بين الدول الأكثر قراءة، حيث يبلغ متوسط القراءة الأسبوعي للفرد المصري حوالي 7 ساعات و30 دقيقة. 

ووفقا لتقرير لمجلة "سي إي أو وورلد" لعام 2024 فإن المصريين يقرءون بمعدل 5 كتب سنويًا، مع إجمالي ساعات قراءة سنوية تصل إلى 121 ساعة، كما إنخفض معدل الأمية في مصر إلى 16.1% في عام 2023، مقارنة بـ 17.5% في العام السابق، مما يشير إلى تحسن في معدلات معرفة القراءة والكتابة.

هذه المؤشرات تعكس اهتمامًا متزايدًا بالقراءة في مصر، مع استمرار الجهود المبذولة لتعزيز الثقافة والمعرفة بين المواطنين.. لكن يثور هنا سؤال: لماذا لا نجد مشروعا قوميا جديدا على شاكلة مكتبة الأسرة التي أسهمت منذ سنوات في تمكين كل الطبقات من القراءة، وأحدثت تغييرا جوهريا في ثقافة المصريين وزيادة المقروئية بينهم؟!

وإذا صح أن جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة حقق مبيعات تقارب 100 ألف جنيه بعد يومين من بدء المعرض، فإننا نرجو أن يصدر القائمون على معرض الكتاب في نهاية فعالياته ما يشبه كشف حساب لحركة البيع والشراء، وهى أرقام سوف يكون لها مدلولاتها في قياس قدرة المواطنين على التعامل مع تحديات العصر.. 

وهل يحتاج سوق النشر لإعادة تقييم يمكن في ضوئه أن تتدخل الدولة لدعم الكتاب لاسيما الورقي، الذي لا يزال حاضرا بقوة في المشهد الثقافي، رغم أننا في عصر المحتوى الرقمي بامتياز؟ 

والأهم أن نعرف ماذا يقرأ المصريون وما مدى إقبال الشباب على القراءة، وما نوعية الكتب التي يقبلون على قراءتها وما الوسائط المفضلة لديهم؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تسهم في صياغة خريطة مستقبلية لصناعة المثقف المبدع الذي يعد بداية مهمة لصناعة أي نهضة علمية.. فالقراءة مفتاح التقدم والنهضة المنشودة.

شركاء الحلم!

‏أن تكون مختلفا!

وأخيرا.. كنت أرجو مزيدا من الندوات التي تجمع بين المسئولين والشخصيات العامة ورواد المعرض حول أولوياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكل ما يتصل بحياتنا من خلال حوارات تتسم بالصراحة والشفافية.. لم نجد عالما أو فنانا مشهورا أو لاعب كرة الخ يتصدر أي حوار لكنه لم يحدث!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.