رئيس التحرير
عصام كامل

الجولان يا سيد جولاني

هل ما يدور من تحركاتٍ على أرضِ الواقعِ في سوريا ينبئُ بأنّ هناك خيرًا قادمًا لهذا البلدِ على أيدي الجولاني وهيئةِ تحريرِ الشامِ، ومعهما الميليشياتِ المتطرفةِ التي سيطرتْ على مقاليدِ الحكمِ بعد سقوطِ نظامِ الأسدِ، أم أنَّ واقعَ الأحداثِ يقولُ غيرَ ذلكَ؟

 

بدون الخوضِ في أمرِ التشكيلةِ المتطرفةِ للحكومةِ السوريةِ الجديدةِ، أو النكبةِ التي ألمتْ بالجيشِ الوطنيِّ السوريِّ منذ تولى الجولاني، أو قرارهِ غيرِ المسبوقِ بمنحِ متطرفين أجانبَ رتبًا عسكريةً، أو سعيهِ لدمجِ الميليشياتِ المتطرفةِ بتكويناتها الأجنبيةِ تحتَ مظلةِ وزارةِ الدفاعِ، أؤكدُ أنَّ الإجابةَ على التساؤلِ السابقِ قد لا تحتاجُ إلى جهدٍ، والاكتفاءِ فقط باستعراضِ واقعِ ما يدورُ في الجولانِ المحتلةِ، للتدليلِ على ما ينتظرُ سوريا على أيدي حكامِها الجددِ.

 

فالواقعُ الملموسُ على الأرضِ يقولُ، إنَّ الميليشياتِ المتطرفةَ في سوريا كشفتْ عن وجهها الحقيقيِّ منذ اليومِ الأولِ لسيطرتها على الحكمِ، وتحديدًا عندما قررتْ جميعُها دونَ إعلانٍ، الضربَ بشعاراتِ الجهادِ التي ترفعها منذ سنواتٍ عرضَ الحائطِ، وتركَ إسرائيلَ تعبثُ بالأراضي السوريةِ كيفما شاءتْ، دونَ أنْ تقدمَ ميليشيا منهم على توجيهِ رصاصةٍ واحدةٍ باتجاهِ تلِ أبيبَ، والتفرغِ لتنفيذِ أهدافِ القوى الدوليةِ التي تغدقُ عليهم بالأموالِ.

 

الصمتُ الأقربُ للمباركةِ من حكامِ سوريا الجددِ، جعلَ إسرائيلَ منذ اليومِ الأولِ لاستيلاءِ الجولاني وميليشياتِه على السلطةِ، تشرعُ بوحشيةٍ في توجيهِ ضرباتٍ قاسمةٍ لجميعِ فصائلِ وتجهيزاتِ وأسلحةِ الجيشِ الوطنيِّ السوريِّ، والتوغلِ والسيطرةِ على كاملِ منطقةِ الجولانِ، وجبلِ الشيخِ الاستراتيجيِّ، الذي تستطيعُ من خلالهِ استهدافَ كاملِ سوريا والأردنِ والعراقِ.

 

ليسَ هذا فحسبُ، بل والتقدمُ دونَ أدنى مقاومةٍ، والسيطرةُ على كلِ القرى الحدوديةِ السوريةِ داخلَ وخارجَ المنطقةِ العازلةِ، وقمعُ السكانِ وإجبارُهم تحتَ تهديدِ الرصاصِ والمدرعاتِ العسكريةِ، على تسليمِ جميعِ الأسلحةِ الموجودةِ بالمنازلِ، لدرجةِ أنهم تمكنوا خلالَ ساعاتٍ قليلةٍ، من تجميعِ كمٍّ رهيبٍ من السلاحِ، اضطروا معه لاستدعاءِ شاحناتٍ لنقله إلى تلِ أبيبَ.

 

تخاذلُ الجولاني والميليشياتُ المتطرفةُ، وغضُّ الطرفِ عن الانتهاكاتِ الإسرائيليةِ للأراضي السوريةِ، دفعَ قواتِ الاحتلالِ أيضًا إلى القيامِ بتخريبِ كابلاتٍ وأبراجِ الاتصالاتِ والكهرباءِ وأنابيبِ المياهِ بالقرى الحدوديةِ، وإجبارِ السكانِ تحتَ تهديدِ السلاحِ على التزامِ منازلهم، وسطَ عُزلةٍ وظلامٍ وعطشٍ، لا يرويه سوى شاحناتِ المياهِ مدفوعةِ الأجرِ من المناطقِ المجاورةِ، التي يسمحُ الاحتلالُ بدخولِها خلالَ ساعاتِ التجولِ القليلةِ.

 

المؤسفُ أنَّ صمتَ الجولاني واكتفاءَهُ بالتصريحِ بأنَّه ليسَ في حالةِ حربٍ مع إسرائيلَ، جعلها تتجاوزُ داخلَ الأراضي السوريةِ بشكلٍ لا يقبله وطنيٌّ حرٌّ، لا سيما بعد أنْ دعّمتْ قواتُها بآلافِ الأطنانِ من المعداتِ اللوجستيةِ، ما مكّنها من إقامةِ عشراتِ النقاطِ الحصينةِ والحواجزِ، فوقَ قممِ الجبالِ والطرقِ، والتنكيلِ بالقرويين البسطاءِ في قرى الجولانِ، الذين فاضَ ببعضهم الكيلُ فقرروا تنظيمَ تظاهراتٍ، وكان نصيبُهم مزيدًا من القمعِ والرصاصِ، ما أدى إلى إصابةِ العشراتِ منهم.

 

وخارجَ الجولانِ، أدى تفريطُ الجولاني إلى استمرارِ القوى الدوليةِ في استباحةِ الأراضي السوريةِ، حيثُ لا يزالُ الطيرانُ التركيُّ يغيرُ بشكلٍ شبهِ يوميٍّ على الأكرادِ في أنحاءِ شمالِ شرقِ سوريا، واستمرتْ روسيا في تعززُ من قواعدِها العسكريةِ، وشرعتْ أمريكا في إقامةِ قاعدةٍ عسكريةٍ جديدةٍ في مدينةِ عينِ العربِ كوباني.

 

وشهدتِ الأيامُ القليلةُ الماضيةُ، دخولَ أكثرَ من 400 شاحنةٍ أمريكيةٍ إلى سوريا، عبرَ معبرِ الوليدِ الحدوديِّ مع العراقِ، إلى جانبِ 18 طائرةً عسكريةً أمريكيةً هبطتْ بقاعدةِ خرابِ الجيرِ قربَ بلدةِ رميلانَ بشمالِ شرقِ البلادِ، وجميعُها محملٌ بمعداتٍ لوجستيةٍ تمهيدًا لتشييدِ قاعدةِ كوباني الأمريكيةِ الجديدةِ.

 

 

صدقًا، لم أتطرقْ في الإجابةِ على التساؤلِ المطرحِ سوى للقليلِ من كثيرٍ، غيرَ أنَّ ما أخشاهُ، أنْ يمتدَّ الخيرُ القادمُ على أيدي الجولاني والميليشياتِ الحاكمةِ في سوريا إلى كلِّ دولِ المنطقةِ.. وكفى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية