إسرائيل.. كاذبون حتى النخاع

منذ اندلاعِ الحربِ على غزةَ، وحكومةُ نتنياهو الإسرائيليةُ المتطرفةُ لا تكفُّ عن الكذبِ على المجتمعِ الدوليِّ وعلى الإسرائيليين أنفسهم، من أجلِ التعتيمِ على حجمِ الخسائرِ الكارثيةِ التي يتكبدُها الصهاينةُ بشكلٍ يوميٍّ، التي أصابتِ الداخلَ الإسرائيليَّ بالإحباطِ، وضربتْ مشروعَ الوطنِ الحلمِ في مقتلٍ، وحوَّلتْهُ من كيانٍ جاذبٍ إلى طاردٍ دونَ عودةٍ.

فمنذ أيامٍ خرجَ جهازُ الأمنِ الداخليِّ الإسرائيليِّ بتقريرٍ فاضحٍ، موجَّهٍ إلى الداخلِ الإسرائيليِّ، يحوي أرقامًا كاذبةً حولَ الأوضاعِ الأمنيةِ في دولةِ الاحتلالِ خلالَ 2024، في محاولةٍ لاحتواءِ حالةِ الإحباطِ النفسيِّ التي أصابتِ الإسرائيليين، جراءَ ارتفاعِ أعدادِ القتلى، والكوارثِ العسكريةِ والاقتصاديةِ.

غيرَ أنَّ الفضيحةَ، أنه بدلًا من أنْ يخففَ التقريرُ من الحالةِ المزريةِ بالداخلِ الإسرائيليِّ، ظهرَ في صورةِ اعترافٍ ضمنيٍّ من جهازِ الشاباكِ بحجمِ الكوارثِ التي يعاني منها جيشُ الاحتلالِ، وفي مقدمتِها، توقفُ آلافِ الضباطِ والجنودِ في جيشِ الاحتلالِ عن مهامِّهم القتاليةِ نتيجةً لإصابتهم باضطراباتٍ نفسيةٍ، إلى جانبِ ارتفاعِ أعدادِ حالاتِ الانتحارِ التي وصلتْ طبقًا للتقريرِ إلى 21 جنديًّا في عام 2024، و17 جنديًّا في عام 2023.

ورغمَ أنَّ الأرقامَ الحقيقيةَ لحالاتِ الانتحارِ بينَ الجنودِ الإسرائيليينَ تزيدُ عشراتِ الأضعافِ عما وردَ بتقريرِ الشاباكِ، إلا أنه اعترفَ بأنَّ أسبابَ الانتحارِ تعودُ للإحباطِ نتيجةَ ارتفاعِ أعدادِ القتلى بينَ زملائهم، واستمرارِ الحربِ لفتراتٍ طويلةٍ، والعبءِ غيرِ المسبوقِ الملقى على عاتقِهم، لدرجةٍ جعلتْ منَ الانتحارِ السببَ الثانيَ للوفاةِ في الجيشِ الإسرائيليِّ بعدَ القتلِ في المعاركِ.

وكعادتهم، حاولَ الإسرائيليون تضليلَ الداخلِ، وعدمَ تصديرِ الرقمِ الحقيقيِّ لأعدادِ قتلاهم، الذي حصرَهم التقريرُ في 807 جنديًّا فقط خلالَ العامين الماضيينَ، قالوا إنَّ 512 منهم قُتِلوا في 2023، وسقطَ 295 آخرينَ في 2024، ثم عادوا في تناقضٍ شديدٍ واعترفوا بمقتلِ 390 جنديًّا في الحربِ البريةِ في غزةَ، و50 جنديًّا في العمليةِ البريةِ في لبنانَ، و37 جنديًّا في شمالِ إسرائيلَ والمنطقةِ الحدوديةِ، و11 جنديًّا في العملياتِ بالضفةِ الغربيةِ، مما يعكسُ مدى تضليلِ وكذبِ حكومةِ نتنياهو.

الملفتُ أنَّ تقريرَ جهازِ الأمنِ الداخليِّ الإسرائيليِّ، اعترفَ بتنفيذِ المقاومةِ الفلسطينيةِ لـ231 عمليةً مسلحةً بالداخلِ الإسرائيليِّ والضفةِ الغربيةِ والقدسِ المحتلةِ في عام 2024، بمعدلٍ يقلُّ ــ طبقًا لتقريرِهم ــ بنحوِ 44% عن العملياتِ التي نفذتها المقاومةُ في عام 2023.

غيرَ أنَّ تقريرَ الشاباكِ عادَ في تناقضٍ جديدٍ، واعترفَ بأنه أحبطَ 1040 عمليةً مسلحةً في 2024، وكشفَ 20 خليةً، وحققَ في 26 قضيةً أمنيةً بتهمةِ إعلانِ الولاءِ، فضلًا عن صدورِ أمرِ اعتقالٍ لـ34 مواطنًا عربيًّا، وجميعُها أرقامٌ تؤكدُ نشاطَ المقاومةِ واشتعالَ الداخلِ الإسرائيليِّ جراءَ كمِّ العملياتِ التي تزيدُ بمراحلٍ عما تعلنُهُ إسرائيل.

ويبقى أعجبَ ما اعترفَ به الشاباكُ، أنه قامَ في 2024 باعتقالِ 37 إسرائيليًّا في 13 قضيةً بتهمةِ التخابرِ لصالحِ إيرانَ، بزيادةٍ تصلُ ــ طبقًا للتقريرِ ــ لنحوِ 400% عن أعدادِ الجواسيسِ الذينَ تم ضبطُهم يعملونَ لصالحِ طهرانَ في عام 2023، ورغمَ عدمِ معقوليةِ النسبةِ، إلا أنهم اعترفوا بأنَّ كلَّ هؤلاءِ الجواسيسِ كانوا منَ اليهودِ الذين أبدوا استعدادًا لتنفيذِ عملياتِ اغتيالٍ لشخصياتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ إسرائيليةٍ.

لعبة المصالح القذرة في سوريا

إسرائيل.. زادكم الله فقرًا

المؤكدُ أنَّ نتنياهو وحكومتَهُ المتطرفةَ كاذبونَ حتى النخاعِ، وأنَّ تقريرَ الشاباكِ منقوصٌ، في حينِ يظلُّ الثابتُ، أنَّ زلاتِ ألسنتِهم دائما ما تعكسُ حقائقَ فاضحةً، تزيدَ الداخلَ الإسرائيليَّ إحباطًا فوقَ الإحباطِ، أدامَهُ اللهُ عليهم.. وكفى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.