إيمان
مكنتش أعرف إن قرار بسيط زي إني أوقف شغلي خمس دقايق هيغير كل حاجة. كنت دايمًا بقول مشغولة، وده خلاني أضيع حاجات كتير في حياتي من غير ما أحس، خلاني مبقاش عارفة قيمة حاجات كتير ومعرفتهاش غير لما ضاعت.
أنا إيمان، محامية في شركة كبيرة. حياتي كلها بين ملفات القضايا والاجتماعات، حتى البيت كان مجرد محطة للراحة والنوم. بنتي الصغيرة مريم كانت بتبصلي كتير بعينيها اللي مليانة عتاب، بس كنت بقنع نفسي إني بشتغل علشانها.
في يوم عادي جدًا، كنت قاعدة في مكتبي وسط زحمة الملفات، ومريم كانت بتلعب جنب مكتبي بعد ما جبتها من المدرسة. فجأة، لقيتها بتقرب مني بحذر، وبتقول: ماما، ممكن ألعب معاك خمس دقايق؟
نظرت لها بتعب وقلت: مريم، شوية بس وأنا هخلص. عيني رجعت للملفات، وسمعتها بتقول بصوت واطي: ماشي يا ماما...
عدت نص ساعة، وبعدها سمعت صوت حاجة وقعت. رفعت راسي لقيت مريم نايمة على الكنبة، بس كان في حاجة غلط... مريم ما كانتش بتتحرك، كانت ساكتة خالص ومفيش أي حركة طالعة منها ولا صوت خالص!
الدنيا وقفت وقتها حواليا ومبقتش عارفة أفكر خالص في أي حاجة. بس ساعتها جريت عليها وبدأت أناديها: مريم! مريم! لكن مفيش رد. شلتها وجريت بيها على أقرب مستشفى. كل دقيقة كانت بتمر كانت كأنها سنة.
وصلنا، والدكاترة أخدوها مني على الطوارئ، وأنا واقفة مش عارفة أعمل إيه. بعد فترة قصيرة، خرج الدكتور وقال: الحالة حرجة. بنتك حصلها أزمة قلبية واحنا بنحاول ننقذها. الكلام وقع عليا زي الصاعقة. بنتي؟ أزمة قلبية؟ إزاي؟ كنت فاكرة إنها بتلعب وبتضحك، وماخدتش بالي إن ملامحها كانت متغيرة.
قعدت قدام باب الطوارئ، وبدأت أراجع حياتي كلها. افتكرت كم مرة كنت بزقها بعيد علشان شغلي، كم مرة كنت بقول بعدين، وكم مرة كنت شايفاها محتاجة حضني ومشغولة عنها.
رفعت راسي للسما وقلت: يا رب، أنا غلطت، بس لو بنتي رجعتلي، أوعدك هكون أم مختلفة. يا رب، مريم مالهاش غيرك، وقتها عدت ساعة كأنها دهر. فجأة خرج الدكتور، وابتسم وقال: الحمد لله، الأزمة عدت على خير، بس لازم ترتاح فترة طويلة وتكوني جنبها.
دخلت أشوفها، لقيتها نايمة بهدوء، ووشها بقى مليان حياة. قربت منها، مسكت إيدها وقلت لها: مريم، سامحيني. من النهاردة مش هسيبك أبدًا. ورجعت البيت وأنا إنسانة جديدة. فهمت إن الحياة مش شغل وفلوس، الحياة لحظات صغيرة بنعيشها مع اللي بنحبهم.
متخلوش شغلكم أو انشغالاتكم تضيع أجمل لحظات حياتكم مع أهلكم وأحبابكم. أحيانًا، خمس دقايق اهتمام ممكن تنقذ حياة، ومش شرط أن كل اللي تقدموه للي بتحبوهم هو الفلوس أو تأمين حياة بشكل معين، أحيانّا أحسن هدية ممكن تتقدم هي الإهتمام وخلق ذكريات بينكم متتنسيش.
للمتابعة على الفيس بوك: @pwagiih
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا