محمد العرابى: أمريكا عبء على العالم ولها دور مخرب ولا تستطيع أي دولة الخروج من عباءتها.. وإسرائيل قاعدتها العسكرية المتقدمة ( حوار )
>> لا نستطيع أن نضع كل الدول العربية فى إطار واحد فى علاقتها بواشنطن
>> لا توجد دولة بديلة للولايات المتحدة لكن هناك قوى صاعدة
>> لا يمكن اختفاء أمريكا من العالم واقتصادها لديه القدرة على التعافى السريع
>> لايمكن التنبؤ بأن تصبح منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءا حال تراجع أمريكا أو رفع يدها عنها
نعيش العصر الأمريكى بكل حسناته ومساوئه، حقيقة أكدها السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، والذي يعده كثيرون رائد العصر الذهبي للعلاقات المصرية الألمانية، كاشفًا أيضًا إنه لا أحد يستطيع الخروج من العباءة الأمريكية حاليًا،
وحول افتراضية اختفاء واشنطن وطبيعة علاقتها مع مصر وتأثير ذلك على الإقليم والعالم، يكشف لنا وزير الخارجية الأسبق برؤية دبلوماسية الكثير من الكواليس فى هذا الحوار ويجيب عن العديد من الأسئلة الصعبة، وإلى نص الحوار:
*بداية.. هل الولايات المتحدة تشكل عبئا على العالم فى الوقت الحالى؟
هى عبء بالفعل، لأننا نعيش حاليا فى العصر الأمريكى، بالتالى لا يستطيع أحد الخروج من العباءة الأمريكية فى المرحلة الحالية نتيجة تقدمها العسكرى والعلمى والتجارى والتكنولوجى، فهى تعتبرعبئا على العالم حاليا، لأننا نعيش العصر الأمريكى.
*أليست أمريكا حاضنة إسرائيل وتقف وراء نفوذها بأساليب شتى؟
بالطبع الأمر واضح للعيان، ولا يستطيع أحد الجدال فيه على الإطلاق، أمريكا بالفعل هى الحاضنة الأساسية لإسرائيل، أمريكا تدعم إسرائيل دعما مستمرا وكاملا سواء كان دعما عسكريا أواقتصاديا أوسياسيا فى المحافل الدولية أيضا، وهذا أمر متوقع،
ومن يقوم برسم سياسة لابد أن يضع ذلك الأمر نصب عينيه، وهى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل تحت أى ظرف من الظروف وهذا الأمر واضح للغاية.
الولايات المتحدة ترى فى إسرائيل قاعدة عسكرية متقدمة لا تستطيع الاستغناء عنها، وبالتالى ستظل داعمة لها نتيجة الموقع الجغرافى الذى يعتبر فى منطقة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية،
والأمر ليس للنفط فقط، ولكن الأمر أيضا فى السيطرة على أماكن حساسة وهامة بالنسبة لإستراتيجية الولايات المتحدة، وفى إطار تنافسها مع روسيا ومع الصين، وبالتالى هى ترى فى إسرائيل قاعدة متقدمة عسكرية لها.
*ألم تلعب أمريكا دورا مهما فى جميع أزمات الشرق الأوسط بداية من العراق حتى ليبيا؟
بالطبع أمريكا لعبت دورا مخربا فى بعض الأحيان، ولكن أيضا لا ننسى أنها كانت راعية لعمليات سلام من قبل مثل مصر والأردن، فالولايات المتحدة لها دوران دائما دور مخرب ودور أحيانا داعم للسلام، ولكن الدور المخرب يبدو أكثر وضوحا لها.
*ما طبيعة العلاقة التى تربط النظام الأمريكى والأنظمة العربية؟
كل دولة ولها سياقها، لا نستطيع أن نضع كل الدول العربية فى إطار واحد فى علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، مصر تختلف عن الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وسلطنة عمان، وبالتالى لا نستطيع أن نقول بأن العلاقة تسير فى سياق واحد، أمريكا تتعامل مع كل دولة على حدة فى إطار معين،
بالطبع علاقتها بالعراق مختلفة وسوريا مختلفة أيضا، ومن هنا لا نستطيع أن نضع سياقا واحدا فى معاملاتها مع كل الدول العربية، كل دولة ولها محدداتها ولها أسلوب الاقتراب منها، وبالتالى أمريكا تنظر لكل دولة فى إطار مصالحها أيضا.
*ما طبيعة العلاقة بين الأنظمة المصرية وأمريكا منذ عهد عبد الناصر حتى الآن؟
العلاقة المصرية الأمريكية لها محددات واضحة، وهى دائما فى صعود وهبوط، ولا تسير فى اتجاه واحد، دائما هناك مشاكل تحف العلاقة، وأحيانا يكون هناك فترات فيها قدر أكبر من التفاهم، لكن الخط العريض فى العلاقة المصرية الأمريكية إنها ترى فى مصر موقعا جغرافيا إستراتيجيا مهما ولا تستطيع الاستغناء عنها،
فضلا عن أن وجود قناة السويس أمر حيوى للغاية بالنسبة للإستراتيجية الأمريكية، وبالتالى العلاقة المصرية الأمريكية لها محددات خاصة تنبع من إمكانيات مصر البشرية والجغرافية والعسكرية، ولكن دائما هناك صعود وهبوط فى العلاقة وهذا منذ بداية عصر الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الآن لكن هى أمور معروفة فى العلاقة المصرية الأمريكية أنها لا تسير فى ثبات أو خط واحد مستقر دائما هناك صعود وهبوط.
*لماذا تحلم بعض الدول باختفاء أمريكا من العالم وهل هذا يمكن بالفعل؟
لا يمكن بالطبع اختفاء أمريكا من العالم، أمريكا حتى لو دولة مثل الصين المنافس التقليدى مع الولايات المتحدة، لا يمكن الاستغناء على الإطلاق عن الولايات المتحدة، الصين تنتج والولايات المتحدة تشترى، تحصل على هذه المنتجات،
وبالتالى اختفاء أمريكا سيؤدى إلى انهيار الاقتصاد الصينى، وبالتالى هناك نوع من الإعتماد المتبادل ما بين كل الدول بعضها البعض بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، فإختفاء أمريكا لن يكون مفيدا لأى أحد على الإطلاق.
*هل يمكن أن يتراجع الإقتصاد الأمريكى يوما وتتكرر الأزمة الاقتصادية التى حدثت قبل ذلك لأمريكا؟
الميزة فى الاقتصاد الأمريكى أن لديه القدرة على التعافى السريع من جديد، قد يصاب بصدمات وبعض المشكلات لكن الاقتصاد الأمريكى يتميز بقدرته على التعافى السريع، وهذا ما حدث فى مناسبات عديدة وأعتقد أن الجميع داخل الولايات المتحدة لديهم اعتقاد بأن تولى الرئيس ترامب سيكون إضافة إيجابية للاقتصاد الأمريكى، ترامب سيقول أمريكا أولا لكن سيكون لها آثار سلبية فى مجالات أخرى وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط
*هل يمكن أن تزول إسرائيل حال اختفاء أمريكا؟
أمريكا لن تزول وإسرائيل لها ظروف خاصة فى الإقليم، إسرائيل نجحت فى أن تخرج عن محددات الإقليم وأصبحت غير مرغوب فيها فى الإقليم، لكن هى تعيش بالدعم الغربى فقط، وإذا توقف الدعم الغربى لها من الممكن أن تواجه مشكلات،
ولكن فكرة إزالة الدولة ليست قائمة فى المعادلات السياسية فى المرحلة الحالية، اختفاء الدول ليس أمرا واردا حتى اختفاء الجماعات المسلحة والميلشيات والجماعات الإرهابية أمر ليس واردا فى المعادلات الحالية فى العلاقات الدولية.
*ما هى بدائل أمريكا فى الوقت الحالى؟
لا بوجد بديل لأمريكا، ولكن هناك قوى صاعدة بسرعة حاليا مثل الصين والهند أيضا، عندما نتحدث عن الدول الصاعدة، بالطبع روسيا لديها مشكلاتها وستظل تعانى من هذه المشاكل الفترة المقبلة، لكن الصين والهند قوة صاعدة وبسرعة،
أوروبا للأسف تعانى فى المرحلة الحالية بالتالى لا يمكن أن نقول بأن هناك دولة تحل محل الولايات المتحدة، أو تكون مكان وبديل للولايات المتحدة.
أمريكا هى أكبر قوة عسكرية واقتصادية وتجارية فى العالم فى الوقت الحالى، فهى تملك حوالى 27% من تجارة العالم، وهذا فى حد ذاته أمر مهم للغاية، ويعطيها قوة فهى تملك أقوى سلاح بحرية فى العالم، ناهيك عن الموضوعات النووية وغيرها من الأمور الأخرى، فهى القوة العظمى فى العالم.
*كيف ساهمت أمريكا فى أزمات الشرق الأوسط؟
هى حاليا تساهم فى تعقيد الموقف منذ غزو العراق، فالمساعدة المطلقة والتأييد الكامل لإسرائيل يسير فى اتجاه تعقيد الإقليم، تنافسها مع القوى الكبرى فى التواجد بالإقليم له تأثير سلبى أيضا وهكذا،
أمريكا أخذت منحنى مختلفا، لا نستطيع على سبيل المثال المقارنة ما بين فترة أيزنهاور وفترة بوش الابن، ولا حتى المقارنة بين فترة بوش الأب وبوش الابن، بوش الأب كان له مواقف جيدة ورفض يعطى قروضا لإسرائيل ووقف فى هذا الأمر، وكارتر قام بالسلام بين مصر وإسرائيل، وإيزنهاور كان رجلا صارما وكان ضد فكرة العدوان الثلاثى على مصر.
*هل لا تزال لأمريكا أطماع فى منطقة الشرق الأوسط؟
لا يوجد شىء يسمى أطماع، لكنه التواجد وليس الأطماع، كلمة أطماع لفظ قديم، لكن التواجد مهم للغاية، وفى نفس الوقت الاستفادة من الإمكانيات النفطية والجغرافية والإستراتيجية بالطبع هو تواجد ومصالح للولايات المتحدة الأمريكية.
*هل يمكن أن تصبح منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءا حال تراجع أمريكا أو رفع يدها عنها؟
لا يوجد محددات علمية نستطيع من خلالها التنبؤ بهذا الأمر، أمريكا عندما لم تكن موجودة كانت إنجلترا هى القوة العظمى فى العالم، وكان هناك أيضا مشاكل فى الشرق الأوسط، دائما القوى الكبرى لها مصالحها وتصوراتها،
وبالتالى من الممكن أن يتعارض هذا مع الإقليم وهذا ما سيحدث فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد، سيكون هناك قدر من المعارضة فى الإقليم لسياساته خاصة بالمنطقة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا