د. يمن الحماقى: انهيار أمريكا ليس قريبا وإن حدث سيكون تدريجيا وببطء.. وهذه الدول ليست بديلًا بل عالم بلا قيادة (جوار)
>> أمريكا صنعت العالم الذى نعيش فيه.. وباقية على القمة لعقود
>> التاريخ ليس سوى قصة لصعود الأمم وانهيارها كدورة النمو الإنسانى من الطفولة إلى الشيخوخة
>> واشنطن لاتستطيع التخلى عن التعاون الاقتصادى مع باقى الدول وتعد أكبر مشترٍ للصين
>> الاقتصاد الأمريكى إنْ سقط لن يكون وحده بل سيجرّ العالم بأسره خلفه
>> العالم الاقتصادى لن ينهار حال اختفاء أمريكا أو تراجع دورها عالميا
>> ليست هناك قوة واحدة قادرة على ملء مكانة واشنطن.. قوى متعددة ستملأ الفراغ
>> الولايات المتحدة لا بد أن تعيد ترتيب سياستها من الداخل اقتصاديا وماديا واجتماعيا
الولايات المتحدة الأمريكية هى القوة الأكبر اقتصاديا على مستوى العالم، ومن هذا المنطلق يستمد الاقتصاد الأمريكى أهميته، ويسعى الجميع لمعرفة أية تطورات أو تحديات تجرى على سطحه.
كثيرون يرون أن أمريكا إذا سقطت فلن تكون وحدها، بل ستجر العالم بأسره خلفها، هؤلاء يدللون على رؤيتهم بتأثر العالم نتيجة سقوط بعض بنوكه الاستثمارية نهاية عام الأزمة الاقتصادية العالمية فى 2008، فما بالنا والعالم يعيش الان أزمات تهدد وجود العديد من الدول، ما يعنى إعادة رسم خريطة عالمية جديدة ؟!
العالم الذى نعيشه، صنعته الولايات المتحدة، هذه كانت إجابة الدكتورة يمن الحماقي، الخبيرة الاقتصادية، وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، والمستشارة الاقتصادية لرئيس الجمهورية “سابقا”، عن السؤال الكبير: “ماذا لو اختفت الولايات المتحدة الأمريكية عن المشهد الاقتصادى؟”.
د. الحماقى أكدت، خلال حوار “فيتو” معها أنه ليست هناك قوة واحدة قادرة على أن تملأ مكانة الولايات المتحدة.. بل الأغلب أن قوى متعددة ستملأ الفراغ الذى سينشأ عن تراجع مكانتها كقوة عظمى مهيمنة، حيث إن تعدد القوى فى قمة النظام غالبا ما يقود إلى الصراع والتنافس.وإلى نص الحوار:
*بداية.. الكثير يسأل هل من الممكن أن تنهار أمريكا اقتصاديا كقوة عظمى؟!
= انهيار الولايات المتحدة الأمريكية ليس قريبا أبدا، وستبقى أمريكا قوة عظمى على مدى عقود قادمة على الأقل، وإن حدث لها أى انهيار أو ضعف، فسيحدث تدريجيا وببطء، لأن أحد أهم عناصر الثقافة الأمريكية النقد الذاتى المتواصل من كل زاوية وعلى كل صعيد، لذا سيكون الأمريكيون هم أول من يلاحظ ملامح ذلك الضعف، كما أنه لن تجد كلمة إطراء واحدة لوضعهم الاقتصادى أو السياسى أو الأمني.
*ما مستقبل العالم اقتصاديا حال انهيار الولايات المتحدة الأمريكية؟ وماذا عن الحرب التجارية الصينية الأمريكية؟
أمريكا هى القوة الكبرى حاليا، لم يحدث أن توافرت لأمة من عوامل القوة والتفوق على الآخرين ما توافر للولايات المتحدة الأمريكية منذ النصف الثانى من القرن الماضى وحتى اليوم،
ومع ذلك، فالتاريخ ليس سوى قصة لصعود الأمم وانهيارها، كدورة النمو الإنسانى من الطفولة إلى الشيخوخة مرورًا بالفتوة والفحولة، ماذا يحدث إذا انهارت الولايات المتحدة ؟ أى عالم ستخلفه وراءها ؟
كما أن الولايات المتحدة هى التى صنعت العالم الذى نعيش فيه، وهى التى صاغت قواعده ورسمت هيكله وطريقة دورانه..
نأخذ الكثير من الأشياء من حولنا كمسلمات لأننا اعتدنا عليها اعتدنا سلاما مديدا دون حروب بين القوى الكبرى، حيث تستعر حروب عدة حول العالم، من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية إلا أن آثار تلك الحروب على الاقتصاد العالمى ستبقى محدودة نسبيا إذا ما قورنت بالحرب القادمة؛ الحرب التجارية الصينية الأمريكية.
ويرى الكثيرون أن الصين اليوم مستعدة نفسيا لترامب، ولن تتفاجأ كما تفاجأت أول مرة فى عام 2018، حيث إن الصين جهزت عدة خيارات استراتيجية للرد على ترامب، فى حال صعَّد من حربه عليها،
فالتنين الصينى متحضر لحظر تصدير المعادن الحرجة، بالإضافة إلى فرض تعريفات جمركية على الواردات الزراعية الأمريكية خصوصا بعد توطيد وارداتها من فول الصويا والذرة من البرازيل فى السنتين الماضيتين،
*هل يمكن للاقتصاد الأمريكى أن يتأثر بالأوضاع العالمية اقتصاديا؟
بالتأكيد.. ووفقا لتقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، تخطط العديد من الشركات الأمريكية لعمليات تخزين واسعة للسلع ورفع للأسعار وتسريع عملية التحول إلى التصنيع فى أماكن أخرى بعيدًا عن الصين، استعدادًا لتعريفات دونالد ترامب الجمركية التى وعد برفعها بنسبة 60% على الصين وما بين 10 إلى 20% على باقى الدول،
وفى عهد دونالد ترامب الأول عندما بدأ حربه التجارية ضد الصين فى عام 2018 سارعت الشركات الأمريكية إلى الاستيراد بشكل كبير مقدمًا قبل تطبيق التعريفات الجمركية، وفقًا لتحليل لــ (صندوق النقد الدولي) ونتيجة لذلك، ارتفع العجز التجارى للولايات المتحدة مع الصين فى عام 2018، قبل أن يعود للانخفاض فى عام 2019، وهو تمامًا كما يحدث اليوم.
*هل تستطيع أمريكا بما أنها قوة عظمى حاليا أن تتخلى عن التعاون الاقتصادى بين باقى الدول اقتصاديا ؟ وهل ستتاثر اقتصاديا ؟
لا تستطيع، حيث تعد الولايات المتحدة هى أكبر مشترٍ للصين، إذ اشترت الشركات الأمريكية ما يقرب من 430 مليار دولار خلال 2024، من السلع الصينية العام الماضي، حيث شكلت منتجات الحواسيب والإلكترونيات الجزء الأكبر من هذه السلع،
وفى حال تم رفع هذه التعريفات الجمركية بالفعل كما يقول ترامب سينعكس ذلك على أسعار السلع فى الأسواق الأمريكية، لأن من يدفع هذه الرسوم للحكومة الأمريكية هى الشركات التى تستورد البضائع وليس المصدرين،
بالتالى هذه الشركات ستمرر الجزء الأكبر من التكلفة إلى المستهلكين عن طريق رفع الأسعار، ما سيعود بمعدلات التضخم للارتفاع من جديد وسيقلص من قدرة الفيدرالى الأمريكى على خفض الفائدة كما تتوقع الأسواق.
*هل الاقتصاد الامريكى يغرد منفردا أم أنه جزء من اقتصاد عالمى يؤثر ويتأثر ؟
بطبيعة الحال الاقتصاد الأمريكى لا يغرد منفردا، بل هو الشريك الأكبر اقتصاديًا وتجاريًا واستثماريًا على مستوى العالم، ومن هذا المنطلق يستمد أهمية معرفة أية تطورات أو تحديات تجرى على سطحه بالنسبة لأى طرفٍ من شركائه،
فإنْ سقط فلن يكون وحده، بل سيجرّ العالم بأسره خلفه، وقد شهد العالم ويلات سقوط بعض بنوكه الاستثمارية نهاية 2008، فما بالنا والعالم يعيش أزمات تهدد الوجود للعديد من الدول، وإعادة رسم لخريطة عالمية جديدة.
*هل يمكن أن نتخيل العالم الاقتصادى بدون الولايات المتحدة الأمريكية؟
يواجه العالم العديد من التحديات الخطيرة، التى تتراوح بين الحاجة إلى وقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة تغير المناخ، والحفاظ على نظام اقتصادى عالمى قادر على تعزيز التجارة والاستثمار، إلى تنظيم الممارسات فى الفضاء الإلكترونى وتحسين الصحة العالمية، ومنع الصراعات المسلحة
ولن تختفى هذه المشاكل ببساطة أو تحل نفسها بنفسها فالولايات المتحدة ليست قادرة على التعامل بفعالية مع مشاكل العالم بمفردها، فالأحادية نادرًا ما تنجح والأمر ليس فقط أن الولايات المتحدة تفتقر إلى السبل والوسائل، فطبيعة المشاكل العالمية المعاصرة تشير إلى أن الاستجابات الجماعية فقط هى التى تتمتع بفرصة طيبة لتحقيق النجاح.
*من هى بديل أمريكا لقيادة العالم اقتصاديا؟ وهل هى دولة بعينها؟ّ!
الولايات المتحدة لا بد أن تعيد ترتيب سياستها من الداخل اقتصاديا، وماديا، واجتماعيا، إذا كان لها أن تحظى بالموارد اللازمة لتعزيز النظام فى العالم، فالبديل لعالم تقوده الولايات المتحدة ليس عالما تقوده الصين، أو أوروبا، أو روسيا، أو اليابان، أو الهند، أو أى دولة أخرى، بل إنه عالم بلا قيادة على الإطلاق..
ويكاد يكون من المؤكد أن هذا العالم سوف يتسم فى الأرجح بالأزمات المزمنة والصراع ولن يكون هذا سيئا بالنسبة للأمريكيين فحسب، بل وأيضا الغالبية العظمى من سكان العالم.
*كيف تكون صورة العالم الاقتصادى فى غياب أمريكا؟
ليست هناك قوة واحدة قادرة على أن تملأ مكانة الولايات المتحدة، الأغلب أن قوى متعددة ستملأ الفراغ الذى سينشأ عن تراجع مكانتها كقوة عظمى مهيمنة، حيث إن تعدد القوى فى قمة النظام غالبا ما يقود إلى الصراع والتنافس، ذاك هو درس التاريخ،
والأخطر أن القوى المرشحة لخلافة الولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا، لن تهتم بفكرة السوق الدولية المفتوحة، وحماية حرية التجارة ستتجه أكثر، وبحكم نظمها الاقتصادية القائمة على تدخل الدولة، إلى الحماية وإغلاق الأسواق،
والسبب فى تراجع الحروب بين القوى الكبرى لا يعود لنزوع فطرى وحب للسلام، وإنما لوجود قوة مهيمنة تفرض هذا النظام الذى اعتبرته القوى الأخرى فى مصلحتها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا