شيطان في ثوب دولة
المؤكد أن للصراعات السياسية والعسكرية اللعينة المشتعلة في غزة ولبنان والسودان وليبيا وسوريا وأوكرانيا، أهدافًا اقتصادية خفية أكثر لعنة، تحركها دول بعينها في العالم تلعب دور الشيطان في الخفاء، لا تتردد في تأجيج وخلق الحروب والصراعات، طمعًا في تحقيق مكاسب مالية ضخمة، على حساب إسقاط أنظمة، وتدمير دول، وقتل وتشريد بسطاء.
وهي الحقيقة التي تؤكدها، وللأسف، الأرقام التي أوردها تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام منذ أيام، عن حجم مبيعات السلاح والخدمات العسكرية في العالم، حيث أظهر أن أكبر 100 شركة منتجة للأسلحة في العالم قد حققت مبيعات خلال العام الماضي وصلت إلى 632 مليار دولار.
حجم المبيعات الوارد بتقرير معهد ستوكهولم يؤكد، وللأسف، زيادة مبيعات السلاح في العالم بنسبة بلغت نحو 4.2% عن تلك التي تحققت في عام 2022، التي تراجعت خلالها المبيعات، ليس لتراجع الطلب، ولكن لعدم قدرة الشركات على الوفاء بالكم الهائل من عروض الشراء، مما دفعها لرفع قدراتها الإنتاجية بشكل كبير هذا العام، حتى إن وصلت تلك الأسلحة بطرق ملتوية لأيدي الجماعات المتطرفة في كل الدول، وهو ما يحدث بالفعل.
اللافت، أن قائمة الشركات الـ100 الأكثر مبيعًا للسلاح في العالم في العام الماضي قد ضمت 41 شركة أمريكية، نجحت في تحقيق مبيعات بقيمة 317 مليار دولار، أي ما يعادل نصف إجمالي عائدات مبيعات الأسلحة في العالم، مما يعكس تنامي مبيعات الشركات الأمريكية، التي كانت تصدرت خمس شركات منها فقط صدارة القائمة عام 2018، غير أن المعادلة تغيرت خلال سبع سنوات، بشكل جعل 30 شركة أمريكية تقفز لصدارة الشركات الأعلى مبيعًا للسلاح في العام الماضي.
العجيب، كما ورد في تقرير معهد ستوكهولم، أن ثلاث شركات إسرائيلية قد حققت نحو 13.6 مليار دولار خلال 2023 من مبيعات السلاح في ظل حربها على غزة ولبنان، بزيادة بلغت 15% عن عام 2022، في الوقت الذي ارتفعت فيه مبيعات شركات السلاح التركية بنسبة 24% محققة مبيعات بقيمة 6.0 مليارات دولار.
اللافت للنظر، أن التقرير لم يشمل سوى شركتين روسيتين فقط، حققتا مبيعات بقيمة 25.5 مليار دولار، بفضل الارتفاع الهائل في مبيعات شركة روستيك الحكومية، غير أن العديد من المحللين شككوا في بيانات إنتاج ومبيعات الأسلحة الروسية، في ظل إنتاجها الغزير من الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار والدبابات والذخائر والصواريخ.
قائمة الشركات الأعلى مبيعًا للسلاح شملت أيضًا 27 شركة أوروبية، بلغت إيراداتها نحو 133 مليار دولار، غير أن هذا الرقم لم يشمل الشركات الأوروبية التي تنتج أنظمة أسلحة معقدة، نظرًا لارتباطها بعقود طويلة تعود لسنوات سابقة..
في حين ضمت القائمة 32 شركة من آسيا وأوقيانوسيا، حققت مجتمعة مبيعات بقيمة 136 مليار دولار، إلى جانب خمس شركات يابانية بلغت مبيعاتها نحو 10.0 مليارات دولار، وأربع شركات كورية جنوبية وصلت مبيعاتها إلى 11.0 مليار دولار.
العجيب في الأمر، أن الشركات الصغيرة المنتجة للسلاح في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية، قد تنامت مبيعاتها أيضًا بشكل كبير خلال العامين الماضيين، حيث نجحت في تلبية الطلب المتزايد لعدد من الدول، على الرغم من أن الأغلبية العظمى منها تنتج مكونًا واحدًا، غير أنها نجحت في بناء سلسلة توريد متكاملة مكنتها من سرعة الاستجابة للكم الهائل من طلبات السلاح في العالم.
حجم المبيعات العالمية من السلاح وحصد دول بعينها لمكاسب تقدر بمئات المليارات من الدولارات لم يأت، دون شك، من فراغ، ولكنه نتاج صراعات تتأجج، بدعم علني أو خفي من منتجي السلاح، والذين يظهرون بالعلن في صورة دول، وفي الخفاء بلباس شيطان، من أجل جني ثروات على حساب دماء وجثث الأبرياء في العالم.. وكفى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا