رئيس التحرير
عصام كامل

تحف المركبات الملكية نموذجا.. وتنمية الوعى!

كثيرا ما كتبت أن ذاكرة الأمة هى العظة والاعتبار، وأن التاريخ تحمله الآثار التى تركت على مدار الزمن، وأهمية الآثار أنها تكشف الحياة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، ولولا الآثار لقدماء المصريين، ما تعرفنا على الحياة منذ الآف السنين، الحياة من رخاء وحروب.. ألخ.

 

الأسبوع الماضى شاركت في احتفال متحف المركبات الملكية بذكرى افتتاحه الرابعة، ولهذا المتحف حكاية مثيرة، فقد تم إغلاقه لمدة ثلاثين عاما، حتى وقع  في طى النسيان، وكاتب هذا المقال لأول مرة يزوره منذ أقل من شهرين فقط، هذا المتحف تم إعادته للحياة منذ أربع سنوات فقط، والحقيقة أننى اندهشت مما رأيته.. 

 

لأسباب عديدة منها الفخامة والروعة ودقة إخراج المتحف في أكمل صورة تليق بمكانة وتاريخ مصر، اندهشت أيضا بما يضمه المتحف من مقتنيات تحكى الحياة الاجتماعية للأسرة العلوية الحاكمة، ونماذج من العربيات التى كانت تجرها الخيول، ومحاكاة رائعة للخيول بحجمها الطبيعى..

 

وأنت فى المكان المزين بصور مرسومة بأحجام ضخمة للكثير من أسرة محمد على، ومكتبة تضم المئات من الكتب، وجزء خاص مهدى من حفيدة الخديوى إسماعيل السيدة عواطف محرم، لا أستطيع وصف هذا الجمال في المتحف ولكن أدعو الجميع لزيارته، الذى يمثل صفحة من حياة الأسرة العلوية، والحفاظ عليها دور رائع قامت به الدولة في ظل الوزيرالسابق خالد العنانى.. 

 

هذا المتحف كان في الأصل إسطبلا للخيول في القرن التاسع عشر، والذى تحول إلى متحف في الستينات كما قيل لى، وكان ملتقى تفانين الدولى قد شارك فى الاحتفال بمرور أربع سنوات على افتتاحه، باقامة معرض الحنين الذى شارك فيه 34 فنان وفنانة، من عشرة محافظات، وثلاث دول عربية.. 

 

وقامت إدارة المتحف بتوفير كافة ما يدعم نجاح المعرض، وبالفعل قضى الفنانين ثلاثة أيام في وسط مناخ احتفالى رائع، بالاضافة إلى عرض أعمال الفنانين، وعلى هامش المعرض تم عمل ورشة إبداعية للفنانين، وإقامة ندوة عن أهمية المتاحف والآثار في تنمية الوعى، والحفاظ على تاريخ الوطن.. 

 

وفى حفل الختام قامت الفنانة السورية هزار بإهداء عملها التآريخى للأسرة العلوية من خلال عمل مجسم أذهل الجميع، إلى إدارة المتحف لينضم إلى مقتنيات المتحف.

وماذا بعد؟!

المتاحف المصرية تحتاج إلى إهتمام الإعلام، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالى، ووزارة الثقافة، لابد أن يكون زيارة المتاحف على جدول المدارس، الجامعات، وإهتمام من الإعلام ليدفع المواطن لزيارة المتاحف، لأهميتها الكبرى في تنمية الوعى والحفاظ على ذاكرة الأمة.

 

 

متحف المركبات الملكية في إنتظار الزيارات المكثفة، ووضع المتاحف في قائمة المزارات السياحية أمرضرورى! لا تنسوا أن ذاكرة الأمة هى العظة والإعتبار.

الجريدة الرسمية