مرحلة خطيرة جدًّا
كما توقعت يقوم نتنياهو باستهلاك ما تبقى من أيام قليلة على يوم الانتخابات الامريكية حتى لا يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب فى لبنان وغزة.. والأغلب أنه سوف يستهلك أيضًا الأسابيع المتبقية على بدء الرئيس الجديد المنتخب في أمريكا لعمله في بداية العام المقبل، وذلك حتى لا يتم وقف الحرب.
فإذا فاز ترامب في الانتخابات لن يمنح نتنياهو هدية مجانية لبايدن الذى يقضى أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، وسوف يدخر هذه الهدية لترامب الذى يفضله رئيسًا لأمريكا ويراهن عليه في إجهاض حل الدولتين وتحقيق إسرائيل الكبرى.
أما إذا فازت هاريس فان نتنياهو لن يقدم لها هدية مجانية بوقف الحرب فورًا، وسوف ينتظر إلى توليها مسئوليات منصبها الجديد كرئيسة لأمريكا ليحصل منها على المقابل المناسب لهديته لها الخاصة بوقف الحرب.
إذن نحن بصدد حرب مستمرة في غزة ولبنان حتى حلول العام الجديد، رغم حديث الإعلام الإسرائيلي عن إنتهاء العملية البرية في لبنان قريبا، فإن القصف الجوى يمكن أن يستمر حتى لو توقفت العملية البرية.. وهذا أمر بات يدركه حزب الله في لبنان لذلك يوسع من استهدافاته الصاروخية أو بالمسيرات داخل إسرائيل.
أما تسوية سياسية لقطاع غزة فهى تعد أصعب لآن لدى نتنياهو وحكومته خططا تتعلق بمستقبل القطاع وكيفية إدارته بعد إنسحاب قوات الإحتلال منه، والذي تراه مؤجلا!
لذلك على القمة العربية الاسلامية التى دعت لها السعودية أن تفعل شيئًا مختلفًا عما فعلته سابقتها.. فإن الفلسطينيين واللبنانيين لن يكفيهم الآن مجرد بيانات شجب وإدانة وتأكيد حقوقهم، وإنما هم يحتاجون دعمًا عمليًّا فاعلًا ومؤثرًا ينهى معاناتهم وينقذ حقوقهم من الضياع الذي يحدث الآن..
إننا نعيش مرحلة خطيرة جدًّا ستطولنا جميعا نحن العرب خطورتها، وعلينا أن تكون مواقفنا في مستوى تلك الخطورة.