رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: كل يوم حكاية مع وزير شباب ورياضة.. الدكتور عبدالمنعم عمارة

الدكتور عبدالمنعم
الدكتور عبدالمنعم عماره

في خضم ملهاة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك الذي سيقام في السعودية مع شكل الدوري الجديد الذي أعلنت عنه رابطة الأندية المنحلة مع هوجة مؤتمرات قالوا إنها تهدف لتطوير كرة القدم المصرية من عينة مؤتمر توتي ونوتي وفوتي!! هذا غير الكلام المجعلص عن مشاريع لم تؤتِ ثمارها على المدى القريب ولا أمل بعيد.. رأيت أنه ليس أمامي سوى اجترار الماضي والحديث عن ذكريات وصفحات من تاريخ الرياضة المصرية.

 

قررت أن أبدأ سلسلة موضوعات عن شخصيات جلست على كرسي المسؤول الأول عن الرياضة في مصر لعل وعسى.. فترة لالتقاط الأنفاس بعيدًا عن الضغوط التي تعتريني من مشهد عبثي نراه يوميًا في الساحة الرياضية.

 

الدكتور عبد المنعم عمارة

 

فضلت الكتابة عن هؤلاء الذين تابعتهم والتقيتهم في مسيرتي الصحفية.. تابعت قرار إسناد وزارة الشباب والرياضة أو كما كان يُطلق عليه وقتها المجلس الأعلى للشباب والرياضة للدكتور عبد المنعم عمارة هذا المحافظ الشاب القادم من مدينة الإسماعيلية.

 

كان الدكتور عمارة - متعه الله بالصحة والعافية - بداية فترته هي البناء من القاعدة فقد تسلم المهمة والرياضة المصرية آخر ميدالية أولمبية لها كانت فضية رشوان في أولمبياد لوس أنجلوس 84.

 

من وجهة نظري أن أفضل إنجازات الدكتور عمارة هو الحل السحري لرعاية الموهوبين رياضيًا من خلال مدرسة الموهوبين التي تخرج منها أبطال في كل الألعاب وخاصة كرة القدم ولأن الفكرة مثمرة تم عمل فرع ثانٍ في الإسماعيلية.. أين هي الآن؟! ذهبت مع أدراج الرياح.

 

مدرسة الموهوبين تعني طمأنة أولياء الأمور على مستقبل أولادهم التعليمي وفي نفس الوقت رعاية مواهبهم من خلال برامج مكثفة.

 

الدكتور عمارة لكي يهتم بكرة القدم فعل اتفاقية ليبزج في ألمانيا وأرسل نجوما دوليين في مختلف الألعاب لاكتشاف مدربين كبار من الشباب ليس هذا فقط بل أرسل بعض شباب المدربين إلى البرتغال والبرازيل ليعملوا فترات معايشة.

 

هل تعرف أن الكابتن حسن شحاتة عمل معايشة في البرازيل والكابتن حلمي طولان عمل معايشة في البرتغال.. خلاف النجوم الذين عاشوا في ألمانيا قرابة الـ8 شهور ومنهم الغزال رحمة الله عليه وخالد جاد الله وشوقي غريب وعلاء نبيل وغيرهم.

 

الدكتور عمارة كان قريبًا جدًا من الشباب لدرجة أنه رفض التخلص من مجموعة المتطوعين في دورة الألعاب الأفريقية 91 بالقاهرة وقرر عمل ناد اسمه حورس لاستغلال طاقاتهم.

 

الدكتور عمارة كان يملك رؤية ثاقبة في الأشخاص.. هل تعرف أنه من اكتشف سمير زاهر والكابتن محمد السياجي والكابتن أحمد شاكر ورأفت عبد العظيم رحمة الله عليهم ومعهم المهندس هاني أبو ريدة وغيرهم كثيرين وكانت النتيجة أن كرة القدم عادت إلى مجدها القديم بعد تألق في بوركينا فاسو 98… ثم أسطورة 2006 و2008 و2010.

 

هل تعرف أن الدكتور عمارة أول من تصدى للوجوه البالية في الاتحادات الرياضية وقرر تطبيق بند الـ8 سنوات وتعرض لحرب ضروس من أباطرة الاتحادات الرياضية ومن بينهم كان إمبراطورا في لعبة معينة كان يرسل مقالًا للهجوم على عمارة في الجريدة التي أعمل بها تحت اسم مستعار!!

 

هل تعرف أنه في عهد الدكتور عمارة خرجت أقل بعثة لمصر في أولمبياد أتلانتا 96 بعد أن صدر فرمان من اللجنة الأولمبية بأنه لا يسافر إلا من يتعهد بتحقيق المركز الثامن وهنا بلغت معظم الاتحادات فرار خوفًا من المساءلة.

 

أكيد وسط كل هذا كانت لابد أن تكون هناك أخطاء كطبيعة البشر عندما فكر أن يقتحم أكثر ملف كرة القدم واستحضر مجموعة مدربين هولنديين راوتر وكرول ولانجن وغيرهم في محاولة لتطوير فكر الكرة المصرية ولكن حكم على التجربة بالفشل.

 

متع الله الدكتور عمارة بالصحة والعافية وهو ما زال يتحفنا بمقال أسبوعي متميز يحكي فيه واقع خبرته!

 

ستسألني ما مناسبة هذا الكلام؟ سأقول لك بدون مناسبة لأن فكري شطح في مقارنة بين الماضي والواقع.. بين ما كنا عليه رياضيًا في التسعينات والآن.

 

غدًا حكاية جديدة مع الأكاديمي الدكتور علي الدين هلال أستاذ السياسة وماذا فعل في الرياضة.

 

صباحكم جميل…

الجريدة الرسمية