رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: متى نتخلص من عقدة الخواجة في الرياضة المصرية؟! فيه مدرب بيقضي شهر في مصر بـ 12 مليون جنيه!

زغلول صيام
زغلول صيام

قرارات الرئيس السيسي أمس فيما يخص الشأن الرياضي والمشاركات الأولمبية أثلجت الصدور وأكدت أن الحساب قادم لكل من سولت له نفسه إهدار المال العام فيما لا يغني ولا يسمن من جوع، ومصدر سعادتنا أننا نادينا كثيرًا وبح صوتنا ولكن كلامنا لم يذهب سدى بدليل أن بيان الرئاسة وضع يده على كل الجروح.

هذا فيما يخص الرياضة بصفة عامة، ولكن أملنا كبير في التصدي لهوجة الخواجات التي طفحت في كل أرجاء الرياضة بدون رقيب أو حسيب لدرجة أن الإخوة المبجلين في رابطة الأندية صنعوا درع الدوري الممتاز في إنجلترا؟! هل وصلت إلى هذا الحد؟ هل اشتكى الدرع القديم؟ هل الدولارات سهلة لهذه الدرجة؟ ألا توجد لدينا مصانع وورش قادرة على أن تصنع أفضل منه في مصر؟

عندما تجلب خواجة لتدريب المنتخب، أليس من المفترض أن يقيم في مصر ويتابع اللاعبين أم أن دوره يقتصر على معسكرات المنتخب فقط وأيام معدودة؟ هذا ما يحدث مع باستور المدير الفني لليد الذي يتقاضى مليون جنيه شهريًا لتدريب المنتخب ولا يأتي إلا فترة المعسكرات! وخلال المعسكرات يأتي بثلاثة من بلدياته، كل واحد يتقاضى 279 يورو يوميًا! سيقول لك أحدهم إنه يوفر إقامته في مصر لو بقي طوال العام؟! وطالما الأمر على هوى جنابه فلا أحد يتكلم!

الخواجة الذي كان قبل باستور استغنينا عنه لأنه مرتبط في ألمانيا بفريق، فنقوم بجلب واحد يقيم طوال السنة في بلده وإجازته يقضيها في مصر ويستمتع بهواء وشمس مصر!

عندما يقول لك اتحاد الكرة إنه تعاقد مع شركة إسبانية لتطبيق تقنية الفار ثم تختفي الشركة ونتعامل مع الوكيل الذي شركته حديثة جدًا والمباراة بـ5 آلاف دولار والحسابة بتحسب! هل قال له أحد إن الفار المصري هزيل ولم يعد له وجود في العالم بدليل أن كل حكام مصر تشتكي منه ورغم ذلك مستمر والرجال يتقاضون رواتبهم!

عندما تعلن الرابطة التي لا أعرف كيف تستمر وعلى أي أساس عن إسناد جدول الدوري إلى شركة ألمانية... (يا سنة سوخة) هل حصلت أن نأتي بشركة ألمانية من أجل أن تضع لنا جدول الدوري؟ يا سيدي، هات أي واحد ينظم دورة رمضانية سيعمل لك جدولًا لا يخر الماء... لكن كيف ونحن لدينا اليورو والدولار بكثرة!

عندما تذهب لتجلب خواجة ليرأس لجنة الحكام والرجل يظن أنه سيعمل ويجد نفسه مجرد صورة والحكام تذهب إلى المكان الذي يريده أصحاب اللعبة وليس مشكلة 20 ألف دولار وبعض الفكة للإقامة في ماريوت.

عندما تذهب لتجلب البرازيلي لتدريب منتخب الشباب من خلال عقد أربع سنوات بمقابل يقارب الأربعة ونصف مليون جنيه شهريًا، هل هذا جيد وأنت تعلم أن خزينة الاتحاد أوشكت على الإفلاس؟ بالذمة دا كلام!

هو حضرتك لما تفتح باب الأجانب وتقول خمسة فوق السن وثلاثة تحت السن، وطبعا هذا سبوبة الأندية كل سنة، يبقى لا يوجد إصلاح لكرة القدم المصرية والمسؤولين عنها في كوكب آخر!

هنقول إيه ولا إيه، هناك الكثير من بعزقة الدولار واليورو الموجودة عندنا، وكل دا كوم والبطولات الفاسكونيا التي يتم تنظيمها عندنا كل أسبوع كوم تاني... إشي بطولة أفريقيا، إشي بطولة عالم، إشي بطولة عرب... والله لو كان لدينا كنز ذهب تحت الأرض سينتهي مع هذا البذخ والسفه في الإنفاق.

أعتقد أن الحكومة مطالبة بأن تجد حلاً ولا تقف مكتوفة الأيدي لأنها في النهاية هي من توافق للهيئات الرياضية بالاستعانة بالأجانب.

بإذن الله سنجد صدى لكلامنا - ليس عند الحكومة - عند المؤسسات الوطنية التي يشغلها الصالح العام... والسؤال متى نتخلص من عقدة الخواجة؟ الإجابة ببساطة: عندما نتخلص من سماسرة الهيئات الرياضية... من انتفخت جيوبهم وبطونهم بالمال العام... ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 

الجريدة الرسمية