لا تصدقوهم.. هم لصوص وسفاحون!
نعم لا تصدقوهم.. هم لصوص وسفاحون.. لهم هدف واحد والكل يسعى بكافة الصور لتحقيقه منذ المؤتمر الصهيونى الأول، بزعامة تيودور هرتزل في سويسرا في 29 أغسطس من عام 1897.. وهو إقامة كيان صهيونى ضخم من المحيط إلى الخليج، بالاحتلال أو الاستيطان أو السيطرة بكافة أشكالها..
والفارق بيننا وبينهم أننا نصدق أكاذيبهم لنا، وهم يعملون على تحقيق هدفهم الأكبر، ونحن نتفرج بل ونتبرع بمساعدتهم أحيانا.. هم يجيدون العمل وتوزيع الأدوار ونحن نجيد الخطب وتحقيق أهدافهم برعاية السوس الذى ينمو داخلنا.
لا فارق في أمريكا بين ترامب وهاريس، وبوش الأب وبوش الأبن، وكلينتون وهيلارى وأوباما، ونيكسوزن وريجان وبايدن.. الكل يعمل على تثبيت إسرائيل واعتبارها ولاية أمريكية.. لا فارق في إنجلترا بين بلفور وإيدن وتاتشر وتشرشل، بين ماكميلان ودوجلاس وويلسون، بين هيث وكالاهان، وتراس وبلير، وكاميرون وماى!
الكل هدفه واحد هو زرع رأس حربة فى المنطقة ليكون البديل عن شكل الاستعمار القديم بهذا الشكل الدائم.. لا تصدقوهم.. إنهم يخدروننا، وفي أحسن الأحوال يصدرون لنا الطعم لنلتقطه لنسلم أنفسنا طواعية لهم، أقصد وهم حل الدولتين، وهو الوهم الذى صدروه لنا منذ وعد بلفور، ثم قرار التقسيم في 1948 وحتى الآن، وكلما أرادوا البدء في مرحلة جديدة من الالتهام جهزوا لنا طعما جديدا في سنارة متجددة!
يطالبون أمام الكاميرات بوقف الحرب في غزة، وفي نفس الوقت بل وسبق كلامهم إرسال المعونات والسفن والطائرات المحملة بكل أسلحة الموت! لا تصدقوهم.. إسرائيل ليست فلذة كبدهم، لكنها كبدهم وقلبهم بل وجسدهم هنا، ونحن عندهم بقايا بشر يجب القضاء علينا حتى تستقر الحياة لهم على وجه الأرض!
ومنذ فترة وصلت البجاحة إلى حد تصدير الوهم والأكاذيب لنا بوجود صراعات داخل مجتمع الكيان الصهيونى، وأن قطاعات كبيرة لا ترضى باستمرار نتنياهو على قمة الحكم، وأن الليكود واليمين المتطرف الذى يحكم المشهد هناك لا ترضى عنه قطاعات كبيرة من اللصوص المستقدمين من أنحاء العالم تحت إسم المستوطنين!
وقد انكشف الكذب والوهم الذي يصدرونه لنا وللعالم بأنهم يريدون سلاما، ونحن كفلسطينين نرفض، وكعرب نملك الثروة بكافة أشكالها ونرفض التطبيع مع الكيان الصهيونى.. الأوهام والأكاذيب واضحة وضوح الشمس، لكننا نصر على العمى والاستعماء..
ومؤخرا ظهر أحد كواشف الكذب بلغة أهل الكيمياء التى تفرق بها بين المواد الكيميائية في المعامل، حيث أظهر استطلاع للرأى قامت به صحيفة معاريف الإسرائيلية عن نتنياهو.. ووصفت الصحيفة نتائجه بالمفاجئة.. فماذا أظهر الاستطلاع؟
تقول الصحيفة: بالرغم من المظاهرات الإسرائيلية المنددة بعرقلة صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لإتمام صفقة تبادل الأسرى، أظهر الاستطلاع حصول حزب الليكود الحاكم على 24 مقعدا في حال إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل في الوقت الراهن، وفقا لما نقلته وسائل إعلام عالمية..
وبحسب هذا الاستطلاع الذي وصفت الصحيفة العبرية نتائجه بالمفاجئة، فإن حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، يتصدر قائمة الأحزاب الإسرائيلية ويحقق أفضل نتيجة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وفيما أظهرت النتائج تراجع حزب معسكر الكيان الذي يتزعمه منافس نتنياهو الأبرز، بيني جانتس، موضحة أن من المتوقع حصوله على 21 مقعدا.. وقارن الإستطلاع بين نتنياهو وجانتس، حيث اعتبر 41% من الإسرائيليين نتنياهو الأنسب لرئاسة الحكومة، بينما 40% يفضلون جانتس.. بينما جاءت المقارنة بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد أيضا لصالح الأول بنسبة 47%، مقارنة بـ34% للثاني.
وأوضح الاستطلاع أن 56% من الإسرائيليين يؤيدون حكومة وحدة لاستعادة الأسرى مقابل اتفاق على تقديم موعد الانتخابات.. وجاءت هذه النتائج في أعقاب الإعلان عن استعادة 6 أسرى إسرائيليين قتلوا في جنوب قطاع غزة..
وهو ما أثار سخطا إسرائيليا، تمثل في عصيان مدني في غالبية قطاعات الاحتلال، وخروج مظاهرات قدرت بنحو 700 ألف متظاهر، اتهم فيها المحتجون نتنياهو بعرقلة المفاوضات لأسباب سياسية، ومطالبين إياه بإتمام صفقة لتبادل الأسرى على الفور.
المهم أن هذا الاستطلاع يؤكد كلامى، فهم جميعا متطرفون، لا فارق بين نتنياهو وجانتس وبين شامير وشارون، وبين بيريز وأولمرت.. كلهم سفاحون ولصوص ومصاصو دماء.. لا تصدقوهم.. فهم يمدون يدهم ووراءها ابتسامة صفراء ماكرة وخلفهم ليست سهام أو خناجر مسمومة، بل قنابل نووية وأسلحة فتاكة، ومع ذلك يصدقهم البعض، علما أم جهلا، ذكاء ودهاء أم غباء أو استغباء!
Yousrielsaid@yahoo.com