رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، سعيد بن زيد "بشره النبي بالجنة وضرب بسهمه في بدر"

سعيد بن زيد
سعيد بن زيد

منذ فجر الإسلام، أحاط برسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتية صغار السن بالله حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من تقديس للأصنام، والأوثان، وإدمان للأدران، وصمدوا بقوة أمام ضغوط الآباء والأمهات وعتاة المشركين.
تربوا في مدرسة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.
كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.

إنهم "شباب حول الرسول".

في هذه الحلقة نقدم قصة إسلام وجهاد صحابي شاب، بشره الرسول بالجنة، بعد أن ناب عنه في غزوة بدر بأن ضرب بسهمه.. هو سعيد بن زيد، زوج أخت عمر بن الخطاب.

وصفوه بالقول: وأما سعيد بن زيد فكان بالحق قوالًا ولماله بذالًا ولهواه قامعًا ولم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم وكان مجاب الدعوة.

هوسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي، من خيار الصحابة وابن عم الفاروق عمر بن الخطاب وزوج أخته، ولد بمكة عام 22 قبل الهجرة، وهاجر إلى المدينة.

"أسلم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمره لا يجاوز 17 عاما، قبل أن يدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها".

أسلم قبل عمر بن الخطاب، هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب "أم جميل"، وكانت هي سبب إسلام شقيقها عمر، رضي الله عنه.

 وكان من المهاجرين الأوائل.. لم يشهد بدرًا، لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير، وضرب رسول الله له بسهمه.. شهد المشاهد كلها بعد بدر.

أما أبوه "زيـد بن عمرو" فقد اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسـول الله: إن أبي زيـد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك، ولو أدركك آمن بـك، فاستغفر له.. قال نعم.. واستغفر له.. وقال إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً واحدَهُ.

أحد العشرة المبشرين بالجنة

رُوي عن سعيد بن زيد أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عشرة من قريش في الجنة؛ أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك، بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وأبو عبيدة بن الجراح.. رضي الله عنهم أجمعين.

كان، رضي الله عنه، مُجاب الدعوة، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس، عن هاشم بن عروة عن أبيه، أن أروى بنت أويس ادَّعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئا من أرضها وضمها إلي أرضه، فخاصمته الى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا ؟!! كيف آخذ شيئا من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله يوم القيامة في سبع أرضين. فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا.

فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعمِ بصرها واقتلها في أرضها.

 قال: فما ماتت حتى ذهب بصرُها، ثم بينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة، فماتت.

 

 جهاده في أجنادين

بعد سقوط بُصرى استنفر هرقل قواته، وأدرك أن الأمر جد، وأن مستقبل الشام بات في خطر ما لم يواجه المسلمين بكل ما يملك من قوة وعتاد، حتى تسلم الشام وتعود طيعة تحت إمرته، فحشد العديد من القوات الضخمة، وبعث بها إلى بصرى حيث شرحبيل بن حسنة في قواته المحدودة، وفي الوقت نفسه جهّز جيشًا ضخمًا، ووجّهه إلى أجنادين من جنوب فلسطين، وانضم إليه نصارى العرب والشام وتجمعت الجيوش الإسلامية مرة أخرى عند أجنادين، وهي موضع يبعد عن "بيت جبرين" بحوالي أحد عشر كيلو مترًا، وعن الرملة حوالي تسع وثلاثين كيلو مترًا، وكانت ملتقى مهمًا للطرق.

 ونظم خالد بن الوليد جيشه البالغ نحو 40 ألف جندي، وأحسن ترتيبه على نحو جديد، فهذه أول مرة تجتمع جيوش المسلمين في الشام في معركة كبرى مع الروم الذين استعدوا للقاء بجيش كبير.

ونظم خالد جيشه ميمنة وميسرة، وقلبًا، ومؤخرة؛ فجعل على الخيل "سعيد بن زيد"، وعلى الميمنة "معاذ بن جبل"، وعلى الميسرة سعيد بن عامر، وعلى المشاة في القلب أبا عبيدة بن الجراح.

وكان خالد بن الوليد يرى تأخير القتال حتى يصلوا الظهر وتهب الرياح، وهي الساعة التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يحب القتال فيها، ولو أدى ذلك أن يقف مدافعًا حتى تحين تلك الساعة.

 أعجب الروم بكثرتهم وغرتهم قوتهم وعتادهم فبادروا بالهجوم على الميمنة؛ حيث يقف معاذ بن جبل، فثبت المسلمون ولم يتزحزح أحد، فأعادوا الكرة على الميسرة فلم تكن أقل ثباتًا وصبرًا من الميمنة في تحمل الهجمة الشرسة وردها، فعادوا يمطرون المسلمين بنبالهم، فتنادى قادة المسلمين، وفي مقدمتهم سعيد بن زيد طالبين من خالد أن يأمرهم بالهجوم، حتى لا يظن الروم بالمسلمين ضعفا ووهنا ويعاودوا الهجوم عليهم مرة أخرى، فأقبل خالد على خيل المسلمين، وقال: "احملوا رحمكم الله على اسم الله".

انتصار المسلمين

 فحملوا حملة صادقة زلزلت الأرض من تحت أقدام عدوهم، وانطلق الفرسان والمشاة يمزقون صفوف العدو فاضطربت جموعهم واختلت قواهم، وفي هذه المعركة أبلى المسلمون بلاءً حسنًا، وضربوا أروع الأمثلة في طلب الشهادة، وإظهار روح الجهاد والصبر عند اللقاء، وبرز في هذا اليوم من المسلمين "ضرار بن الأزور"، وكان يومًا مشهودًا له، وبلغ جملة ما قتله من فرسان الروم ثلاثين فارسًا، وقتلت "أم حكيم" الصحابية الجليلة أربعة من الروم بعمود خيمتها.

 وبلغ قتلى الروم في هذه المعركة أعدادًا هائلة تجاوزت الآلاف، واستشهد من المسلمين 450 شهيدًا.

يوم اليرموك قال حبيب بن سلمة: اضطررنا يوم اليرموك الى سعيد بن زيد فلله در سعيد، ما سعيد يومئذ إلا كالأسد، لما نظر الى الروم وخافها، اقتحم الى الارض، أي ألقى نفسه بشدة- وجثا على ركبتيه حتى اذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل الليث، فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله وأخذ والله يقاتل على رجله من غير فرس - قتال الرجل الشجاع.

وفاة سعيد بن زيد

 قال ابن الأثير: توفي سعيد بالعقيق فحمل إلى المدينة ودفن بها سنة خمسين أو إحدى وخمسين.

 فهنيئًا له الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء، كما بشره الصادق المصدوق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية