رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، أسامة بن زيد "أصغر قادة الإسلام"

غزوات المسلمين، فيتو
غزوات المسلمين، فيتو

مثلما أحاط بـرسول الله، صلى الله عليه وسلم، طائفة من المسلمين الأوائل، كان هناك فتية آمنوا بربهم، وجهروا بالإسلام وهم حديثو السن، بعضهم لم يناهز الصبا، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من أصنام، وأوثان، وأدران، تخبَّط فيها آباؤهم وأمهاتهم.

تربوا على مراقبة تصرفات النبي، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.

كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، ولم يرضخوا لضغوطات الأهل، والقبيلة، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.

إنهم "شباب حول الرسول".

نعرض في الحلقة الرابعة قصة أسامة بن زيد بن حارثة، رضي الله عنه وعن أبيه، الفتى الذي نشأ في كنف النبي، صلى الله عليه وسلم، وسلمه إمرة جيش به كبار الصحابة، ولم يتعد عمره 18 سنة.

 

قائد جيش المدينة

 هو أسامة بن زيد الذي يرجع نسبه إلى قبيلة "بني كلب"، وأبوه زيد بن حارثة.. يدعى "الفتى الكلبي".. أحبَّه النبي.. وقد امتد إليه العتق لما أعتق النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أباه، وأمه امرأة حبشية هي المعروفة بـ"أم أيمن"، وكان زيد بن حارثة شديد البياض، لكنه لما تزوج “أم أيمن”، وهي امرأة حبشية، جاء "أسامة" لأمه شديد السواد؛ ولهذا كان المنافقون يطعنون في نسبه.

 

وعندما جاء أعرابي يعرف في القيافة "النسب"، ورأى أسامة وأباه في المسجد قد ناما والتحفا ببرد، ولم تظهر إلا أرجلهما، قال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض؛ ففرح بذلك النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وسُرّ به.

وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحب أسامة  كثيرًا، حتى إنه لما أصابته الحصباء وكان لعابه وأنفه يسيل، فأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، عائشة أن تطرح الأذى عنه، فكأنها كرهت ذلك، وعافت نفسها، فأخذ النبي يزيل ذلك عنه بنفسه، صلى الله عليه وسلم، وهذا لتواضع النبي، صلى الله عليه وسلم، الشديد، فإن الإنسان قد لا يفعل ذلك لولده، ويتقذر، فكيف بهذا الغلام الأسود الذي هو ابن لمملوك عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟!، وهذا يدل على شدة حب رسول الله، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم، عائشة بهذا.

وروى أسامة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، 128 حديثًا، أخرج الشيخان منها 18 حديثًا، واتفق الشيخان على 15 حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة أحاديث؛ فكان مجموع ما له من الأحاديث في الصحيحين 18 حديثًا.

 

مولده

وُلد "أسامة بن زيد" في العام الرابع من بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، وتربى في بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعيش والده "زيد بن حارثة" حِب رسول الله، وابنه بالتبني قبل الإسلام، ووالدته "أم أيمن" مربية النبي.

وقد أدخل مولد أسامة السرور على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يحبه حبًّا عظيمًا؛ لذلك لقبه الصحابة بـ"الحب ابن الحب". ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يفرق بين حبه لحفيده الحسن وحبه لأسامة؛ إذ كانا متقاربين في السن، وكان عليه الصلاة والسلام يأخذ الحسن، ويضعه على أحد فخذيه، ويضع أسامة على فخذه الأخرى، ويضمهما معًا على صدره قائلًا: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".

 

بُردة الرسول، صلى الله عليه وسلم

ولبس النبي بردته اليمنية الثمينة مرة واحدة، ثم خلعها على أسامة، فكان أسامة يروح بها ويغدو بين أقرانه من أطفال الأنصار والمهاجرين.

واشتُهر أسامة بن زيد بالشجاعة والقوة والجهاد في سبيل الله منذ صغره؛ ففي العاشرة من عمره علم بأن النبي يجهز للغزو؛ فأصر على أن يكون له دور؛ فذهب يعرض نفسه على النبي إلا أن الرسول رده لصغر سنه؛ فعاد باكيًا، وعاود الكرَّة مرة ثانية وثالثة، فطلب منه النبي أن يطبب الجرحى من المقاتلين؛ ففرح فرحًا شديدًا.

وفي يوم الخندق كان أسامة في الخامسة عشرة من عمره؛ فجاء إلى رسول الله، وجعل يشد قامته ليجيزه للجهاد في سبيل الله؛ فرقَّ له النبي وأجازه.

وفي يوم حنين حينما انهزم المسلمون في البداية ثبت أسامة مدافعًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع نفر من الصحابة، واستطاع النبي بهذه الفئة الصغيرة الباسلة أن يغيّر هزيمة أصحابه إلى نصر، وأن يحمي المسلمين الفارين من أن يفتك بهم المشركون.

وقبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره شارك أسامة في معركة مؤتة تحت إمرة أبيه زيد بن حارثة، وحين استُشهد أبوه ظل يقاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب، ثم تحت لواء عبدالله بن رواحة، ثم تحت لواء خالد بن الوليد، ثم عاد أسامة إلى المدينة محتسبًا أباه عند الله، راكبًا جواده الذي استُشهد عليه.

 

قاد جيشا لغزو الروم وعمره 18 عاما

وعندما أمر النبي بتجهيز جيش لغزو الروم في سنة 11 هـ اختار أسامة قائدًا للجيش وعمره حينها 18 عامًا، وكان الجيش يضم كبار الصحابة، بمن فيهم أبو بكر وعمر، ولكن انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى قبل أن يتحرك الجيش، وأصر الخليفة أبو بكر على أن يسيّر الجيش بقيادة أسامة رغم اعتراض البعض لصغر سنه، وحقق انتصارًا عظيمًا، وعاد للمدينة حاملًا معه الغنائم الكثيرة حتى قيل: "إنه ما رُئي جيش أسلم وأغنم من جيش أسامة بن زيد".

ويُروى أن عمر بن الخطاب في خلافته فرض لأسامة عطاء أكثر من عطاء ابنه عبدالله بن عمر، فقال عبدالله لأبيه: "يا أبتِ، فرضت لأسامة أربعة آلاف وفرضت لي ثلاثة آلاف، وما كان لأبيه من الفضل أكثر مما كان لك، وليس له من الفضل أكثر مما هو لي!".

 فقال له عمر: "إن أباه كان أحب إلى النبي من أبيك، وكان هو أحب إلى رسول الله منك". وكان عمر إذا لقي أسامة قال له: "مرحبًا بأميري".

 

وفاته

 تُوفِّى أسامة بن زيد عام 54 هـ، وكان قد اعتزل الفتن.

وقيل إنه توفي بعد قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية