ساخرون، حكاوى زمان.. أنيس منصور يكتب عن الموضة زمان وأشيك فلاحة تسحب وراءها البهائم والأزواج!
فى مؤلفه “معنى الكلام”، كتب الكاتب الصحفى أنيس منصور مقالا يقارن فيه بين موضة الملابس زمان واليوم يقول فيه: هناك قاعدة فى الأزياء تقول إذا انكشف الصدر تغطت السيقان، وإذا تعرت السيقان توارى الصدر، وإذا تغطت السيقان والصدر انكشف البطن والخصر.. وهذه موضة هندية عمرها أكثر من ألف عام وإلى الآن فالمرأة الهندية ترى أن كتفيها عورة وساقيها أيضا، أما بطنها فلا شيء..
وموضة المينى جيب قد سحبت الفستان إلى ما فوق الركبة حتى أصابع اليدين، والذى اختصرته المرأة من ثمن الفستان اشترت به جوارب طويلة لتغطية الساقين، واشترت به أحذية طويلة عالية ـ حذاء ولنجتون القائد الإنجليزى الذى هزم نابليون فى واقعة ووتر لو- ثم اشترت سلاسل تتدلى من عنقها ووسطها واشترت خواتم متراصة فى أصابعها.
والتى اخترعت موضة المينى جيب فى إنجلترا استحقت من الملكة أعلى النياشين لأنها جعلت لندن مركز الأناقة، وجعلت عارضات الأزياء الإنجليزيات ملكات عروض الأناقة، ولأنها جعلت بيوت الأزياء الإنجليزية هى المسيطرة على خطوط الموضة سنوات طويلة وللآن ملايين السائحين جاءوا إلى بريطانيا يشاهدون المينى جيب أو على الذى يكشفه المينى جيب من جسم أشيك وأرشق بنات أوروبا..
وكان لا بد من رد فعل معاكس مختلف وجاء الرد من باريس أم الموضة والأناقة، كان الفستان الموضة هو الطويل الذى يغطى الساقين ويجرجر على الأرض، وأصبحت الفلاحة المصرية هى أشيك سيدة فى العالم لأن جلبابها موضة عالمية، وكذلك كل ما تضعه الفلاحة فى عنقها وعلى صدرها وفى أذنيها، فيما عدا ما تضعه على كتفها من الأولاد، وما تسحبه وراءها من البهائم والأزواج.
ولا بد أن شركات النسيج والأقمشة العالمية في فرنسا وفي أوروبا قد دفعت الملايين لمصممى الأزياء لإنقاذ تجارة الأقمشة من الخراب، ولذلك جاءت موضة الماكس والميدى -أى الطويل والمتوسط- لتنقذ فرنسا من إنجلترا، وتنقذ صاحبات السيقان المؤلمة من صاحبات السيقان المغرية، ولتكون رصاصة تندب فى أعين الرجال، ثم لتنقذ شركات الأقمشة من الخراب.
لكن المرأة لا بد أن تتعرى.. أو توهم الناس أنها متعرية ومتغطية فى نفس الوقت، ثم ظهر البنطلون الصينى الواسع الذى يكشف الساقين ويغطيها فى نفس الوقت.. وهو بذلك يريح المرأة والرجل أيضا.