عمر أفندى.. حالة جديدة ونجاح كبير وبهارات زائدة!
"الإنسان ابن زمنه.. والحياة بازدواجية لن تفيد.. ولن تجلب السعادة.. وستنتهي حتما بالفشل.. أشياء كثيرة اليوم جذورها بدأت منذ زمن بعيد"! ربما كانت هذه رسالة مسلسل عمر أفندي الذي قدم أحمد حاتم لجمهوره من جديد، وهكذا مع عدد من النجوم يمثل لهم المسلسل إما إضافة أو انطلاقة جديدة أو إعادة إنتاج الإسم من جديد.. وهكذا كان مع أيه سماحة ومحمود حافظ ورانيا يوسف ومصطفي ابو سريع (دياسطي) الذي نتوقع -ونتمني- له خطوات كبيرة الفترة القادمة، ومحمد البياع (الضابط الانجليزي جاك) والذي يزداد تنوعا ووهجا عمل بعد آخر، وطبعا النجمة الكبيرة ميمي جمال التى تثبت القدرة على العطاء بتجدد لافت.
المسلسل اختراق للموضوعات التقليدية والخروج إلي غير المألوف بفكرة العودة بالزمن من خلال سرداب في بيت علي أو عمر افندي ليكون جسر عبور إلي زمن سابق في مصر الأربعينيات ومن خلال الحياة في عالمين متناقضين تدور الأحداث!
العمل مكتوب بتماسك شديد جدا يحسب لمؤلفه مصطفى حمدي وإخراج بحرفية شديدة للمخرج عبد الرحمن أبو غزالة وساهم الديكور في انجاح العمل في نقل الحياة العصرية أو في نقل أجواء الأربعينيات على السواء.. وما يحسب للديكور يقال حرفيا على الملابس مع موسيقي تصويرية مميزة بعيدة عن التقليد أيضا تعيدنا إلى زمن معرفة الأعمال الدرامية من موسيقاها كما كان يفعل العظيمان فؤاد الظاهري وعلي إسماعيل!
كان المسلسل مع الضمير العام ضد الاحتلال البريطاني بغير استغراق يخرج العمل عن هدفه، وكذلك الرأي في الصهاينة ممن اخترقوا مجتمعاتنا ولا هم لهم إلا الفتن ونهب ما ليس حقهم من خلال شخصية "اليهودي" التي قدمها الفنان محمد رضوان باقتدار مدهش!
مع أداء رفيع لكافة نجوم العمل ولأول مرة نقول كافة من غير استثناءات، فقد اقنعونا جميعا بغض النظر عن مساحة الدور.. بل نقف أمام نجوم سينطلقون الفترة القادمة! لكن يبقى السؤال: ماذا لو حذفنا بالكامل قصة شقة الأعمال المنافية للأخلاق وللآداب؟ هل كان العمل سينقص شيئا؟
صحيح كانت هذه الأعمال مرخصة في ذلك الوقت لكن ماذا لو لم تكن موجودة دراميا؟! هل مقصود هذا العبث كونه الممر بين زمنين؟! لم تتضح هذه الفكرة وكان يمكن وضع تصور آخر أو فكرة أخرى أو تبقى الشقة مهجورة ومغلقة أيضا كما هي الشقة في العالم المعاصر!
الرابح الوحيد من حذف مشاهد الشقة المنافية للآداب كان سيكون العمل نفسه الذي كانت ستشاهده الأسرة كاملة دون خجل ودون إسفاف ودون ابتذال، ودون وقاحة لا تضيف على العمل بهارات تزيده نضجا، بل بهارات فعلت العكس وانتقصت منه خاصة والأطفال جزء من العمل، وهم في كل الأحوال هم جزء من مشاهديه، ولم يكن من الصحيح خلق أسئلة في أذهانهم لا معنى لها! وللأسف يحدث ذلك مع أعمال كثيرة يستخف مؤلفها دمه فيفسد العمل من حيث لا يدري!
علي كل حال.. نقف أمام حالة جديدة شغلت قطاع من المصريين الفترة الماضية.. وهو إشغال مستحق.. نتمنى رؤية كل فريق العمل في أعمال أخرى قادمة!