رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، معاذ بن جبل "أعلم الأمة بالحلال والحرام"

معاذ بن جبل أعلم
معاذ بن جبل "أعلم الأمة بالحلال والحرام"، فيتو

مثلما أحاط بـ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، كان هناك فتية آمنوا بربهم، وجهروا بالإسلام وهم حديثو السن، بعضهم لم يناهز الصبا، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من أصنام، وأوثان، وأدران، تخبَّط فيها آباؤهم وأمهاتهم، تربوا على مراقبة تصرفات النبي، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.

كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، ولم يرضخوا لضغوطات الأهل، والقبيلة، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.


إنهم "شباب حول الرسول". في هذه الحلقة، نتناول تفاصيل حياة الصحابي الشاب معاذ بن جبل، الذي أحبه رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأثنى على علمه وفقهه، وحسن تلاوته للقرآن الكريم، وفهمه لآياته، وأخبر أنه يبعث يوم القيامة متقدما على العلماء.

هو الصحابي الجليل مُعَاذ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو الأَنصَارِيّ الخَزْرجِيّ.. أسلم وعمره 18 سنة.

 أحد أصغر الصحابة 

سيدنا معاذ بن جبل، أحد أصغر الصحابة الذين التفوا حول النبي حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة.

اقرأ أيضا: شباب حول الرسول، عبد الله بن عباس "حَبْرُ الأمة وترجمان القرآن"

كان الفتى الصغير قد أسلم قبل الهجرة النبوية، حيث كان واحدًا من وفد السبعين أنصاريًا الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الثانية، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الثامنة عشرة.

منذ أن وضع فتى الأنصار معاذ بن جبل يده في يد النبي ليبايعه على الإيمان والنصر والتأييد، عزم على أن يضحي بكل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن رسالة الإسلام ونشرها بين الناس، والذود عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو كلفه هذا الأمر حياته وروحه.

بعد أن بايع النبي في بيعة العقبة الثانية، عاد معاذ إلى المدينة، ولزم الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي أرسله النبي إلى المدينة ليدعو أهلها إلى الإسلام، وأخذ معاذ ينهل من علم مصعب، ويسمع منه القرآن، ويتعلم منه مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، وكان لهذا الأمر أثر كبير على معاذ، والذي عزم على أن يكون له دور في الدعوة إلى الإسلام، حيث كون فريقا من فتيان المدينة للدعوة إلى دين الله.

هجرة النبي من مكة إلى المدينة

عندما سمع معاذ بعزم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، على الهجرة من مكة إلى المدينة، شعر بسعادة وفرحة غامرة، وظل ينتظر وصول النبي أياما، حتى جاء اليوم الموعود، ووصل النبي إلى المدينة، ولزمه معاذ، وزاد حبه له صلى الله عليه وآله وسلم، وقد بادله النبي هذا الحب، حتى أقر بحبه قال معاذ: أخذ رسول الله يوما بيدي، فقال لي: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، فقلت: بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك، قال: «يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعَن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

ظل معاذ بن جبل ملازمًا للنبي سنوات، ينهل منه علمًا وخلقًا، فأخذ عنه القرآن الكريم، وتلقى شرائع الإسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه، وبرغم صغر سنه إلا أنه كان أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله.

أثنى النبي على حرص معاذ بن جبل، رضي الله عنه، على طلب العلم والتفقه في دين الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل».

كان فيمن جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بأخذ القرآن عنهم؛ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، سمعت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ» رضي الله عنهم.

حينما فتح النبي مكة، ولَّى عليها عتاب بن أسيد، وترك معه الفتي معاذ بن جبل ليفقه أهلها ويعلمهم أمور دينهم، وبعدها أرسله النبي إلى اليمن ليعلم أهلها القرآن وتعاليم الإسلام، وخرج النبي ليودعه، وكان النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يسير على قدميه، ومعاذ راكب على راحلته، وأخذ يحدثه ويوصيه، حتى قال له: «يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي وقبري»، فبكى معاذ كثيرًا.

“أَجْتَهِدُ رَأْيِي، وَلَا آلُو”

لما بعثه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى اليمن، قال له: «كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟»، قال: أقضي بكتاب الله، قال: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ الله؟»، قال: فبسنة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله، وَلَا فِي كِتَابِ الله؟»، قال: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، وَلَا آلُو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدره، وقال: «الْحَمْدُ لله الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله».

 

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أعلم الأمة بالحلال والحرام؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، أي: يتقدم العلماء في المنزلة والشرف.

عاد معاذ إلى المدينة وكان النبي قد انتقل إلى جوار ربه، وفي خلافة عمر بن الخطاب بعثه الفاروق سفيرا للإسلام إلى بلاد الشام، وهناك التف حوله أهل الشام، وحظي باحترامهم وتقديرهم.

أصيب معاذ في بلاد الشام بالطاعون، الذي سمي "طاعون عمواس"، ومات سنة 18 هجرية، فرضي الله عنه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.

الجريدة الرسمية