رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، علي بن أبي طالب "فارس الإسلام"

علي بن أبي طالب،
علي بن أبي طالب، رافق النبي 27 عاما، فيتو

مثلما أحاط بـ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، كان هناك فتية آمنوا بربهم، وجهروا بالإسلام وهم حديثو السن، بعضهم لم يناهز الصبا، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من أصنام، وأوثان، وأدران، تخبَّط فيها آباؤهم وأمهاتهم.

تربوا على مراقبة تصرفات النبي، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.

كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، ولم يرضخوا لضغوطات الأهل، والقبيلة، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.

إنهم "شباب حول الرسول".

في الحلقة الأولى نستعرض قصة إسلام علي بن أبي طالب، الفارس الأول، وكفاحه من أجل إعلاء راية الإسلام.

هو ابن عم الرسول وصهره، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

 نشأ في كنف النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وأسلم صغيرا في حوالي العاشرة، دافع عن الإسلام صغيرا وشابا وكهلا، وشارك في الغزوات الكبرى، عُرف بالشجاعة والبلاغة، وتوقد الذكاء والفقه بأمور الدين والحكمة.

ولد علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، أبو الحسن، في شِعب بني هاشم بمكة قبل البعثة بـ 10 سنين وقبل الهجرة بـ 23 عاما.

أبوه أبو طالب (واسمه عبد مناف) سيد من سادات قريش، آل إليه شرف السقاية والرفادة بعد وفاة والده عبد المطلب، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم التي شاركت زوجها في تربية النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بعد وفاة جده، وقد كانت من سيدات بني هاشم اللواتي يشار إليهنّ بالبنان.

كفله النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بعد أن أصاب قريشا قحطٌ شديد أورث الناس جوعا وفقرا، وكان أبو طالب كثير العيال، فأراد النبي أن يخفف عن عمه بعضا من همه.

رافق النبي 27 عاما

وظل عليٌّ منذ أن دخل بيت النبي مرافقا له، صلى الله عليه وآله وسلم، زهاء 17 عاما في مكة، و10 أعوام في المدينة المنورة.

 وقد اختلف الرواة فيمن أسلم أولا، فقال بعضهم إنه علي بن أبي طالب.

عُرف عليٌّ بالشجاعة والإقدام منذ نعومة أظفاره، وكان محبا للنبي، فلم يتردد وهو فتى يناهز الـ20 من عمره في النوم في فراش رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ليلة الهجرة، وكان المشركون يتربصون بالنبي ليقتلوه في فراشه.

وبقي عليّ آخر الناس هجرة إلى المدينة بأمر من رسول الله حتى يردّ إلى الناس ودائعهم التي كانوا يستأمنون عليها النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وخرجَ بأهله من مكة إلى المدينة، يمشي بالليل ويكمن في النهار، حتى قدِم المدينة، فلما بلغ النبيَّ نبأُ وصوله، أتاه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، واعتنقه باكيًا لِما رأى بقدمَيه من الورم جراء المشي أياما، فمسح بيديه الشريفتين على قدميه، فلم يشتكهما حتى استشهد.

توالى عدد من الصحابة لخطبة الزهراء بنت النبي، وفيهم أبو بكر وعمر، غير أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ردهم جميعا، حتى تقدم لخطبتها علي فزوجها منه بعد معركة بدر (السنة الثانية للهجرة) وكان عمرها حينذاك 15 سنة بينما كان عمر علي 25 سنة.

وقد أنجبت فاطمة له السبطين؛ الحسن والحسين، ومنها رضي الله عنها امتد نسل النبي،  صلى الله عليه وآله وسلم.

شارك في جميع غزوات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إلا تبوك، حيث استخلفه على المدينة في غيابه، ولما أشاع المنافقون أن النبي،  صلى الله عليه وآله وسلم، ما خلّف عليا إلا لشيء كرهه منه، تبعه عليٌّ يسأل عن سبب إبقائه في المدينة، فقال له النبي: "يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟"، فقال علي: "رضيتُ.. رضيتُ".

علي.. وسورة "براءة"

وفي العام التاسع للهجرة ولَّى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أبا بكر إمارة الحج، فحج في الناس، وأعلن "أنه لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان"، وبعث معه عليًّا بسورة براءة (التوبة) ليقرأها على الناس.

وفي العام نفسه جاء إلى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وفْدُ أهل اليمن، فبعث معهم خالد بن الوليد، فأقام فيهم 6 شهور يدعوهم فلم يجيبوه، فأوفد إليهم عليًّا، فدعاهم فأسلموا، فكتب للنبي، صلى الله عليه وآله وسلم،  يخبره، فخرَّ ساجدا، يقول: "السلام على همدان، السلام على همدان". وكان عليٌّ حينها يناهز الـ32 من عمره.

وفي حجة الوداع رافق النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم،  وكان معه 100 من الهدْي فنحر صلى الله عليه وآله وسلم، 63 بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما بقي منه وأشركه في هديه.

كان، علي رضي الله عنه، من الثلاثة الذين انتدبهم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لمبارزة رؤوس قريش في غزوة بدر، كما أعطاه الراية يوم أُحُد (عام 3 هـ) بعد استشهاد مصعب بن عمير، وهو من الذين ثبتوا حول النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي غزوة الخندق (عام 5 هـ) برز عليٌّ للفارس المشهور عمرو بن عبد ود، الذي كان يقوَّم بألف فارس فقتله.

وقد أظهر عليٌّ في الحديبية أدبه الجم وحبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما صالح رسول الله قريشا في الحديبية كتب عليٌّ بين الطرفين كتابا (وكان عليٌّ من كُتّاب رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم): "هذا ما قاضى عليه محمدٌّ رسول الله"، فقال ممثلو قريش في الصلح: لا نقرّ بها، فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، لكن أنت محمد بن عبد الله، فقال لعلي: "أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله، امحُ رسول الله"، فقال علي: لا والله لا أمحوك أبدا، فقال رسول الله: "فأرنيه" فأراه إياه، فمحاه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بيده.

وفي العام السابع للهجرة عزم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، على غزو خيبر آخر معاقل اليهود في جزيرة العرب، فاستعصت على المسلمين أياما، حتى قال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: "لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحبّ اللهَ ورسولَه، ويحبه اللهُ ورسولُه"، فتطلع جميع الصحابة لهذه المكانة، ولما كان من الغد سأل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عن عليٍّ فقيل له إنه يشتكي عينيه، فأرسل إليه، وبصق، صلى الله عليه وآله وسلم، فيهما، ودعا له فبَرَأ حتى كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية وأوصاه.

وقد لقي عليٌّ في هذه الغزوة أكبر فرسان خيبر، مرحب اليهودي، وكان مضرب مثل في قومه بالشجاعة والإقدام، فلقيه عليٌّ وقتله.

رواية الأحاديث

روى عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، زهاء 600 حديث، وهو أكثر من مجموع ما رواه الخلفاء الثلاثة الآخرون، وحدّث عنه جمع كبير من الصحابة والتابعين.

كما قرأ عليٌّ القرآن على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وحفظه، حتى قيل عنه: "ما رأيتُ أحدا كان أقرأ من عليّ".

واهتم بتفسير القرآن، روى ابن سعد في الطبقات أن عليا قال: "سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل".

ويعد علي بن أبي طالب من أكابر فقهاء الإسلام، وقد كان من الصحابة الذين أفتوا في حياة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.

وكان النبي قد أرسله إلى اليمن داعيا وقاضيا.

وفي مكانة عليّ من النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أحاديث صحيحة كثيرة، منها قوله لعلي: "أنت مني وأنا منك"، وكذلك لما أخذ بيده وقال له: "من كنت وليّه فهذا وليّه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".

رابع الخلفاء الراشدين

ما إن استشهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان ودفن، حتى سارع الناس إلى علي وبايعوه بالخلافة، وكان ذلك في 18 من ذي الحجة عام 35 هـ. 

استلم علي مقاليد الخلافة وهي مثقلة بالأعباء.

استشهاده

اتفق ثلاثة من الخوارج منهم عبد الرحمن بن ملجم، على قتل علي، كرَّم الله وجهه، ومعاوية وعمرو بن العاص.

وفي رمضان سنة 40 هـ، وما أن خرج من بيته ينادي في الناس بالصلاةَ، قام إليه ابن ملجم وضربه بسيفه فأصاب جبهته وأسال دمه على لحيته، فمكث، رضي الله عنه، يوم الجمعة وليلة السبت، وفاضت روحه إلى بارئها ليلة الأحد، ودفن بالكوفة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.

الجريدة الرسمية