رئيس التحرير
عصام كامل

المقاصد الشرعية.. حفظ الدين

 المقاصد الشرعية والضرورات الخمس التي من أجلها شرّع الله تعالى الأحكام والتعاليم والحٌدود والتكاليف خمس مقاصد، أولها حفظ الدين، وهو ما يعني الاستقامة على أمره وإقامة حدوده والالتزام بأحكامه وتعاليمه حتى تستقم حركة الإنسان في الحياة، وحتى يٌقام العدل في الأرض وتٌحفظ الحقوق وتُصان.

وحتى تعُم الرحمة بين الناس وتسلم البشرية من شرور بعضها البعض وتَنعم بالأمن والأمان والسّلام.. وحتى تعمٌر الأرض ولإثراء الحياة عليها، وحتى يسلم الإنسان من فتن الدنيا ومن مكائد الشيطان ومن أهواء النفس، وحتى يسعد في الدنيا والآخرة.

هذا وقد كان من فضل الله عز وجل على البشرية بأن ختم الرسالات والمناهج السماوية بأعظم وأجل وأكمل وأتم رسالة ألا وهي رسالة الإسلام، تلك الرسالة التي تسمت بإسم الدين خلاف الرسالات الأخرى، وقد خص الله تعالى بها أكرم الأنبياء وسيد المرسلين عليه وعلى آله الصلاة والسلام، ولقد أشار الله تعالى إلى كمال وتمام الدين بقوله سبحانه “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".. 

ومن كمال الدين ومنهجه العظيم أنه لم يُهمل أي جانب من جوانب الحياة ولا أي شأن من شئون الإنسان، وأنه قد حقق المعادلة بين الجانب المادي والغرائزي لدى الإنسان وبين الجانب الروحي، تلك المعادلة التي لم يشأ الحق عز وجل أن يحققها في الرسالات السماوية السابقة.. 

فإذا نظرنا في رسالة التوراة نجد أن الجانب المادي هو الغالب على الجانب الروحي، وإذا نظرنا إلى الإنجيل نجد أن الجانب الروحي هو الغالب على الجانب المادي، هذا ومنهج الإسلام منهج ودين حياة ففيه نظم الحق عز وجل حركة الإنسان في الحياة، ورسالة الإسلام اهتمت بجانب المعاملات بين الناس حتى أننا نجد أن كل المعاملات فيها عبادات يؤجر الإنسان ويٌثاب عليها..

وفي الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لما سٌئل عن الدين قال "الدين المٌعاملة"، أي حٌسن وطيب المٌعاملة، هذا ومن المعلوم أن منهج الإسلام يدور حول المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة..

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال "أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"، وقال "أن المؤمن ليصل بحسن خلقه منازل النبيين والصديقين"، ولا يتحقق ذلك إلا بحفظ الدين وهو مقصد وغاية للشرع الحنيف وضرورة أساسية لابد منها.

الجريدة الرسمية