غراب البين يكتب: حلاوة المولد لمن استطاع إليها سبيلا
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أريح جتتى ساعتين.. فوقفت على سور بلكونة الست صباح وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوت يقول: حلاوة مولد إيه اللى عايزانى اشتريها لوالدتك.. دى العلبة سعرها وصل لألفين جنيه.. دا أنا جبت لعيالى شوية ملبن وسمسمية وخلاص كدا.
الست صباح مش عاجبها الكلام فتنهدت وقالت له معلش.. دا موسم بيجى مرة واحدة فى السنة وإحنا متعودين نقضيه عند ماما، زوجها قال لها خلاص بلاش نروح السنادى.. ارحمى أمى أنا وكفاية اللى اشتريناه للعيال.
وثانيا أمك ست كبيرة وعندها السكر والقلب وحلاوة المولد خطر على صحتها لأنها بتسبب تصلب الشرايين وضعف المناعة.. وثالثا أنا أساسا اشتريت لبس المدارس بالعافية ولسه الولاد عايزين الشنط والكتب الخارجية وكمان مصاريف المدارس..
صباح بإصرار تقول: دا كمان ممدوح ابنك عايز يجيب عروسة المولد لخطيبته وعلبة حلويات زيارة لأهلها وممعهوش غير 500 جنيه وعايزك تكمل له الباقى، فقال لها معلش: قولى له إن حلاوة المولد لمن استطاع إليها سبيلا، وربنا مش هيحاسبه لو مجابهاش..
وهنا أدركت إن المكان دا مش هينفع أنام فيه.. فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فخرجت صباح وزوجها ليهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.
فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين لا يهتمون إلا بالمظاهر الفارغة؟! يا أخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين مخابيل زيكم.. محتارين فى مصاريف المدارس وعايزين يشتروا حلاوة مولد بألفين جنيه!