رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء يكرهون الدعم!

من يتابع التصريحات الحكومية حول الدعم الذي تقدمه لمن يحتاجونه أنها متضررة من هذا الدعم وتريد التخلص منه، وليس مجرد تحويله من دعم عينى إلى دعم نقدى! وهذا أمر يستحق التوقف مليا أمامه لآن الدعم ليس بدعة أو رجس من عمل الشيطان.. بل هو أمر تقوم به العديد من الحكومات في العالم.. 

وأحيانا تقدم هذه الحكومات دعما لبعض الفئات لتحقيق أهداف اقتصادية، مثلما تقوم الحكومة الأمريكية بتقديم دعم للمزارعين الأمريكيين لتظل منتجاتهم الزراعية في موقع تنافسي أكبر عالميا ولتظل الصادرات الزراعية الأمريكية تستحوذ على الأسواق العالمية.. 

كما أن هذه الحكومات لا تقدم دعما فقط للفقراء، وإنما تقدم دعما لأبناء الطبقة المتوسطة مثلما يحدث في العديد من الدول الأوروبية، بل إن الأجانب يحصلون أحيانا على هذا الدعم! ولذلك ليس مفهوما أو مستساغا أن تتوسع الحكومة في استبعاد العديد من الأفراد من دعم البطاقات التموينية والخبز، استنادا إلى استهلاك الكهرباء أو الاستفادة من خدمة الانترنت!

 
لقد شهدنا في فترة مضت اعتبار من يملك ثلاجات وبوتاجازات ومراوح من الأغنياء، والآن يعتبر من يستفيد من خدمة النت من الأغنياء رغم أن الحكومة فرضت التابلت في الدراسة الثانوية.

 


إن تناول الدعم بالنقاش والدراسة يجب أن ينطلق من أنه وسيلة تستخدمها الحكومة لضمان مستوى معيشي مناسب لأبناء شعبها.. خاصة إذا كان معظم هذا الشعب من أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، والأغنياء فيه قلة!    

الجريدة الرسمية