رئيس التحرير
عصام كامل

عروس ترثي عريسها أمام قبره!

في ليلة كانت لتكون أجمل ليالي العمر، تحولت إلى أشدها مرارةً وحزنًا. عروس في زهرة شبابها، قلبها يفيض حبًا وحنينًا، تفقد عريسها، حبيب عمرها، في لحظات مفاجئة أذهلت الجميع. من منّا يتخيل أن فرحًا ينقلب إلى مأتم، وأن لحظة انتظار طالت ستنتهي بمثل هذه المأساة؟ 

 

في كوشة زُيّنت بأجمل الألوان، وفي قلب مليء بالأمل والحب، ودعت عروس حبيب عمرها، ففي ثانية لم يتوقعها أحد، سقط العريس مغشيًا عليه في حضن عروسه، ليفارق الحياة بعدها بلحظات إثر أزمة قلبية مفاجئة. تاركًا وراءه قلبًا مكسورًا وحياة مقطوعة..


من منّا يستطيع أن يتخيل ألمها، وصدمتها، وحسرتها؟ من منّا يستطيع أن يصف مشاعرها وهي تمسك بيد حبيبها وهو يفارق الحياة بين ذراعيها؟ إنها لحظة لا يمكن وصفها، ولا يمكن تخيلها إلا لمن عاشها..

 

بعد لحظات من دفن حبيبها، ذهبت العروس بفستانها الأبيض لقبر عريسها لتحدثه بصوت مسموع: كيف أودعك وأنت لم تودعني؟ كيف أتركك وأنت جزء مني؟ كنت بجواري، أمسك يدك بين يدي، وأشعر بدفئها يزول رويدًا رويدًا رويدًا  لم أستطع حمايتك، ولم أستطع منع القدر عنك. يا من كنت أحلم بأن أشاركك كل لحظات حياتي، رحلت وتركتني أغرق في بحر من الحزن والألم، رحلت وتركت في قلبي جرحًا لا يندمل. في ليلة العمر، رحل قلبي.

 

أذكر جيدًا لحظات خطبتنا، وكيف كانت عيناه تتألقان بالحب والسعادة. كنت أشعر أنني أسعد امرأة في العالم. لم أكن أتخيل أن هذه اللحظات ستكون آخر لحظات سعادتنا معًا.

 

رحلتَ عني وانت بين ذراعي. لم أستطع فعل شيء لإنقاذك، شعرت بالعجز واليأس. كان كل شيء يحدث بسرعة، وكأنني أعيش في كابوس لا أستطيع الهروب منه، ما زلت أسمع صوتك، ما زلت أشعر بلمسة يدك، ما زلت أراك أمامي، ولكنك لست هنا، لقد رحلت وتركتني في هذه الدنيا وحدي، لا أعرف كيف أستطيع أن أكمل حياتي من دون دونك..



أعلم أن الله اختارك، وأن كل شيء مكتوب. ولكنني لا أستطيع أن أتقبّل فراقك بتلك النهاية بهذه السهولة، يا أيها الزمن الجائر، كيف لك أن تسرق الفرحة من قلب بريء؟ كيف لك أن تطفئ شمعة عمر لم تكد تضيء؟


هكذا تصدح صرخة ألم حارقة من أعماق قلب عروس مفجوعة، تسكب دموعها على قبر عريسها، حبيبها، روحها التي فارقتها في ليلة العمر..

 

 

إنها قصة حزن مؤثرة، تذكرنا بقيمة الحياة، وسرعة فنائها. إنها قصة حب حقيقي، أثبتت أن الموت لا يستطيع أن يفصل بين القلوب المتآلفة.. نسأل الله العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. 

الجريدة الرسمية