رئيس التحرير
عصام كامل

الصهيوني يشترط.. والمقاومة ترفض

واضح أن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني لا تعني شيئا لدى المنظمات الأممية، التي ترى مذابح القتل والتدمير عين اليقين، والتي تتنافى مع الإنسانية وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، ولا تتخذ موقفا حاسما لمعاقبة المعتدين الصهاينة الذين يتخذون من المدنيين أهدافا لهم لإخضاع المقاومة لقبول شروطهم، لوقف الحرب أو بالأحرى وقف المجازر الإجرامية.

 

أيضا لم تقم محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية بالتحرك نحو تفعيل قراراتها بشأن جرائم الحرب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ضد الصهيوني المجرم نتنياهو ووزير دفاعه جالانت، نتيجة الضغط الأمريكي الذي يحول دون تفعيل القرارات ضد المجرمين الصهاينة.. 

 

لقد تناولت في مقال سابق أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني بناء على البيان المشترك لقادة مصر وقطر وأمريكا لوقف الحرب في قطاع غزة أن نتنياهو المجرم سيزرع الألغام لعرقلة الوصول إلى اتفاق.. 

 

وهو ما حدث ولكن ما يثير الخجل والدهشة معا أن بلينكن اليهودي وزير خارجية أمريكا خلال مباحثاته مع الصهيوني نتنياهو خرج ليعلن أن نتنياهو أبدى موافقته على إبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين ووقف الحرب ويبقي موافقة حماس.. 

 

رغم إدراكه بشروط الاحتلال الصادمة لوقف الحرب بحجة الحفاظ على أمن إسرائيل، من خلال التواجد وعدم الانسحاب من معبر رفح أو محور فيلادلفيا والسيطرة الكاملة، وهو ما لا يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو الماضي، وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن 2735 وتم الموافقة عليها من قبل حماس..

 

لقد توهم الصهاينة أن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني باستهداف مراكز الإيواء والنازحين وخلق روايات كاذبة وبث صور تفضح أكاذيبهم من خلال وسائل إعلامهم المضلل سوف يؤدي إلى إخضاع المقاومة لقبول شروط الصهاينة لوقف إطلاق النار..

 

الشعب الفلسطيني الحر الأبي سيظل شامخا رافع الرأس يتحمل الصعاب ويواجه الجوع وينال الشهادة والإصابة في أي وقت، فليس هناك مكان آمن في القطاع ورغم ذلك لم يخضع ولم يستسلم ويدرك تماما قوي الشر والعدوان التي تساند الصهاينة سياسيا وعسكريا.. 

 

 

الصهيوني نتنياهو يشترط لوقف المذابح والمقاومة ترفض والمفاوضات مهددة بالفشل.. على العموم الإدارة الأمريكية لم تمارس الضغط على الصهاينة بقبول المبادئ التي طرحها بايدن ضعفا وهوانا، لأن الانتخابات الأمريكية سلاح ضغط لدى الصهاينة للحصول على دعم الإدارة الأمريكية.

الجريدة الرسمية