في واقعة محمد فؤاد.. نقابات أم قبائل!
هذه السطور لا علاقة لها بتفاصيل حالة الفنان محمد فؤاد وطبيب مستشفي عين شمس التخصصي.. ليس فقط لأننا تناولنا أحداثا شبيهة، وطالبنا بإجراءات تضمن حصول المواطن علي الخدمة السليمة في التوقيت الصحيح، وبما يضمن كرامة الطبيب وكوادر المهنة كلها..
إنما أيضا حتي لا تنزلق التعليقات -علي الموقع أو المواقع الأخرى التي تنقل علي صفحاتها مقالات "فيتو" أو الصفحات التي تعيد نشر ما نكتبه- إلي جدل لواقعة ربما عند نشر هذه السطور إما أن تكون معروضة علي جهات التحقيق أو تكون وضعت علي طريق التصالح بوساطات أهل الخير.. بعد طبعا الترضيات المقبولة!
هذه السطور تنطلق من الواقعة إلي ملاحظات أخرى.. طرفا الحادثة عضوان بنقابتين مهمتين محترمتان.. الأطباء والموسيقيين.. لكل منها تقديره ومكانته.. ولكل منهما نقيب منتخب رأي أعضاء كل نقابة أنه الأجدر من بين أعضائها أو المرشحين منهم لقيادة نقابتهم.. كلا النقيبين أصدرا بيانا.. كل بيان ينحاز بشكل مطلق لعضو النقابة وهذا طبيعي..
غير الطبيعي هو باقي مضمون كل بيان.. ولا واحد منهما أكد احترامه لمهنة الطرف الآخر واعتبر ما جرى استثناء من القاعدة! ولا بيان منهما أكد احترامه للقانون، وانتظاره نتائج التحقيقات فيما جرى.. ولا بيان منهما أكد مقدما انصياعه لنتائج التحقيق، تمهيدا علي الإحالة للقضاء!
ولا بيان منهما أكد علي حزنه لما جرى وأنه يأمل لو لم تنجرف الأمور إلي ذلك! ولا بيان منهما أكد علي تماسك البنيان المؤسسي لمجتمع المدني المصري، وأن ما جرى لن يؤثر علي تكامل العلاقة بين الفنانين والأطباء!
بعض الصحف كانت عناوينها كارثية، ليس لبهارات أضيفت علي الموضوع، بل لما يحمله كل بيان من نيران مشتعلة ضد الطرف الآخر! أحد هذه العناوين يقول "تم الاعتداء عليه ولن نترك حقه" بينما الآخر يقول ظاهرة همجية!
هل هذا معقول؟! هل هذا خلاصة فكر حكماء مصر وملائكة الرحمة فيه؟ هل هذا خلاصة من يشكلون وجدان الناس ويهذبون نفوسهم؟! هل هذه نقابات أم قبائل تنحاز لابنها ظالما أو مظلوما؟!
وإذا كان حال النقابات هكذا؟ فماذا يفعل.. ولا بلاش!