الغردقة والعطش ومجلس الوزراء!
كنت أظن.. وبعض الظن إثم فعلا.. أنني بحكم العمل علي دراية كبيرة بأحوال أغلب محافظات مصر.. حتي صدمتنا الشكاوى الجماعية التي وصلتنا من البحر الأحمر.. مدنه ومختلف جهاته وخاصة العاصمة الغردقة.. لم نصدق أن الغردقة الجميلة تعاني من نقص مياه الشرب!
ومياه الشرب المصطلح الذي يعني المياه التي تصل عبر المواسير إلي صنابير المياه بالمنازل، وهو ما يعني أنها المياه التي يعتمد عليها في كل مناحي الحياة في بيوت المصريين.. غسيل الملابس ونظافة الأرضيات والطبخ والنظافة الشخصية وكل ما يرتبط بالحياة!
لم نتخيل للحظة أن الأهالي في المدينة الجميلة وحولهم عشرات الآلاف من السائحين يعانون هذه المعاناة المرة.. صحيح السائحين لهم قراهم وأماكنهم لكن كثيرين استقروا وصاروا من أبناء الغردقة، ومنهم من له مشاريع تجارية تلزمه بالتعامل مع أبناء الغردقة المصريين طوال اليوم، وبالتالي سيعيشون المأساة بشكل أو بآخر!
وحتي لو لم يكن في الغردقة سائح واحد ، من حق أبناء شعبنا التمتع بحياة طبيعية في القلب منها مياه الشرب!
المعلومات من شركة مياه الشرب والصرف الصحي تتحدث عن إصلاح خط الكريمات المتسبب في الأزمة، وأن الشركة وفرت سيارات مياه طوال هذه الفترة، لكن الأهالي يقولون المياه تنقطع بالأيام يصل خلالها سعر طن المياه إلي ستمائة جنيه! وهو مبلغ كبير لمياه ليست للشرب فحسب إنما لكل متطلبات الأسرة هناك!
في منتصف العام الماضي افتتح وزير الاسكان ومحافظ البحر الأحمر محطة اليسر لتحلية مياه الشرب والأهالي يتساءلون ونتساءل معهم: من أين يشرب أهالي البحر الأحمر كله، والغردقة تحديدًا بالضبط؟ خطوط مياه من الوادي إلي هناك عبر الكريمات أم وفق الخطة القومية للدولة بتوفير مياه الشرب في المناطق الساحلية عبر محطات التحلية؟!
كيف يبقي الحال هكذا في واحدة من أهم مدن مصر السياحية؟! كيف ترك وزير الإسكان الحال هكذا؟ كيف تركه محافظ البحر الأحمر؟! كيف تركته شركة مياه الشرب؟!
الشراكة في المسئولية تجعلنا نرفع الأمر إلي رئيس مجلس الوزراء.. لإنقاذ قطاع من شعبنا وإنقاذ السياحة في معقلها والبحث عن حل جذري.. عادل.. متحضر.. منظم.. ليس فيه طوابير أمام عربات للمياه.. من أجل الشرب وبأسعار مرتفعة جدا!