رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

رولا خرسا.. سلام

المذيعة المتألقة، والكاتبة والإعلامية القديرة رولا مصطفي خرسا، شخصية مسالمة، تكتشف ذلك من كتاباتها وخواطرها الجميلة، إذ تحب أن تعيش في سلام مع نفسها والآخرين، هادئة كالنسيم تمر سطورها عليك كطيف عابر، وتأخذ كل الأمور والمواقف وردات الفعل بعقلانية، وتتعامل مع الجميع بحسن نية. 


كنت في زمن مضي أتابع رسائلها الإخبارية علي شاشة التليفزيون المصري من لندن، وتتابع مجريات الأحداث باحتراف، وكانت تخاطب المشاهدين برقي وأدب بالغ يعكس شخصيتها المهذبة، وتخاطبهم علي أساس واحد بعيدا عن العنصرية أو العرقية أو الهوية.. 

 

وكانت تنفرد بأخبار جديدة، وتحليلات عميقة، وتناقش القضايا بموضوعية، وتقدم الحقيقة المجردة بعيدا عن المجاملات، وعلى ضوء ذلك اعتبرها مهنية من الطراز الأول، وتركت بصمة إيجابية علي كل برنامج ناجح قدمته، وعلي سبيل المثال: أخبار الناس، في العمق، والقصة وما فيها.. 


لمع اسمها في إذاعة البي بي سي، لكنها بدأت حياتها المهنية في اذاعة البرنامج الأوروبي.. 
ولأن رولا خرسا إنسانة تنشد السلام في كل مكان، بعد أن سكن هذا السلام قلبها وكل جوارحها، اصبحت الان حمامته، لترسله للآخرين وتدعوهم للتحلي بفضائله، ويتطابق ذلك مع ملتي واعتقادي بأن المحافظة علي السلام أصعب من صنعه، ومقتنع تماما بانه عندما تتغلب قوة الحب علي حب القوة، ستسود المحبة بيننا، وسنضرب الحقد والغل والحسد والكراهية في مقتل!


طوال حياتي وقد تجاوزت السبعين من عمري لم أري إنسانا مسالما إلا ووجدته صافيا طيبا يحب الخير للاخرين كما يحبه لنفسه، وما رأيت عدوانيا إلا ووجدت كل الأمراض الاجتماعية تسكنه!
أعجبني جدا ما كتبته رولا مؤخرا عن السلام لكل من يعاني، وكل من عاني من خذلان، وانقل ما كتبته كرسالة سلام:


سلام سلام لكل من لم يطلب من الحياة سوى بعض الونس

او صحبة تسقي صحراء وحدته فترويها

لمن كانت له احلام طبيعية واقعية لم يعطها له القدر

سلام سلام لكل من يعاني ولكل من عانى من خذلان

 

ولمن لايزال ينتظر من البشر جبرا لقلبه المنكسر

سلام سلام لكل من لاتزال لديه القدرة على الحلم مهما تكرر تحطم احلامه على شاطئ الواقع

سلام سلام لكل من لا يزال قادرا على الابتسام
رغم انه كالطير المسجون في قفص

 

سلام سلام لمن لم يتحجر قلبه مع مرارات الايام
ولكل من لا يزال لديه امل رغم الالم



سلام سلام لكل من لم يجد اليوم احدا يبتسم في وجهه
لكل من لا يجد رسالة صحبة على هاتفه
ولكل من ليس لديه من يساله: انت بخير؟

 

 

سلام لكل حالم طيب تدهسه التجارب فيقوم نافضا عنه ترابه ويكمل
رغم الالم رغم الخذلان رغم الحزن والوحدة
يكمل ويستمر

سلام سلام لكل من يقرأ هذه السطور ويجد نفسه في صدى كلماتها
سلام لقلوبكم جميعا.. سلام

الجريدة الرسمية