رئيس التحرير
عصام كامل

الأميرة لولوة الفيصل شاهدة على العصر

سمعت عن الأميرة لولوة بنت الملك فيصل الكثير من حوالي 40 عاما، ومع ذلك لم أرها إلا هذا الأسبوع فقط علي شاشة قناة خليجية، كشاهدة علي العصر في حوار لم ينقصه الصراحة، إدارة المذيع القدير عبد الله المديفر..

 
فقد كنت قريبا من شقيقها الأكبر الشاعر المبدع الأمير عبدالله الفيصل، الذي غنت له أم كلثوم قصيدتين ثورة الشك، ومن أجل عينيك، وغني له عبدالحليم حافظ قصيدتين أيضا هما: سمراء يا حلم الطفولة، ويامالكا قلبي، وتسابق نجوم الغناء في العالم العربي علي التغني بأشعاره، وترجمت دواوين شعره إلي الكثير من اللغات الأجنبية..

 
ورافقته في الكثير من أسفاره داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وأبرزها رحلة فرنسا في يناير 1985، عندما منحه الرئيس جاك شيراك (كان وقتها عمدة باريس) أعلي وسام فرنسي "وسام باريس" والذي لا يمنح عادة إلا للملوك والرؤساء والحكام، بمناسبة ترجمة أعماله إلي الفرنسية، وحصول الباحثة السعودية منيرة العجلاني علي الدكتوراه من جامعة السوربون، وكان موضوعها: (عبدالله الفيصل.. حياته وشعره).. 


وبعد حفل تكريمه في باريس، قدم له أخيه الأمير والشاعر والفنان خالد الفيصل (مستشار الملك سلمان وأمير مكة المكرمة)، وكان وقتها أميرا لمنطقة عسير، هدية قيمة عبارة عن لوحة زيتية بريشته بورتيريه لأخيه الأكبر الأمير عبد الله الفيصل.. 

 

وأطلعني عليها سموه أثناء تناول العشاء في شقته بحي كيدورسيه الهاديء في باريس، فقلت: ماشاء الله علي أبناء الملك فيصل، سموك شاعر معروف، وشقيقك فنان تشكيلي مبدع، فعقب الأمير: كلنا والحمد لله كأبناء الملك فيصل والذي أحسن تربيتنا ناجحين، وذكر لي أسماء عددا من أسماء إخوته وأخواته من بينهم صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل، والتي وصفها بالأخت التي تفوقت علي نفسها الحنونة..

 
كما تردد إسم الأميرة لولوة الفيصل أمامي في مدينة جدة، من السيدة شاهيناز أدهم التي تربت في كنف والدتها الملكة عفت والدة الأميرة لولوة، زوجة عميد الجالية المصرية بالسعودية حسن أدم (رحمهم الله)، ووصفتها بحادة الذكاء..

 
ومر علي ذلك حوالي أربعين عاما، إلى أن رأيت هذه الشخصية الراقية الأميرة لولوة الفيصل في بداية هذا الأسبوع فقط، في سهرة معها علي شاشة قناة خليجية في برنامج الليوان، وادار معها الحوار الاعلامي المعروف والمذيع القدير السيد عبد الله المديفر..

 
أزاحت الأميرة لولوة في هذه السهرة التليفزيونية الستار عن جوانب مختلفة في شخصية والدها العظيم الملك فيصل، وصدقت، فالشعب المصري أحب أباها بصدق، بعد موقفه الشجاع في نصر أكتوبر 1973، حين استخدم سلاح البترول فأدهش العالم بكرمه وجسارته، وفتح خزائن بلاده للدول المحاربة تأخذ ما تشاء لمعركة العبور والكرامة، فمن منا لا يحب الفيصل؟


كما تحدثت الإبنة البارة الأميرة لولوة الفيصل عن والدتها الملكة عفت رحمها الله والتي تعتبر رائدة التعليم النسائي في المملكة، وأدخلت أنشطة تربوية مبتكرة إلي جانب البرامج التعليمية، كما ألقت الضوء علي أل الفيصل أشقاءها وشقيقاتها كعائلة متماسكة ومتحابة تحترم الناس وتسعي لخدمة البسطاء..

 
تابعت حديث الأميرة لولوة باهتمام، أنت أمام شخصية اجتماعية راقية، تجيد الانجليزية والفرنسية مثل العربية، بعد أن تلقت تعليمها في سويسرا وفرنسا، ولها حضور دولي ومحلي كناشطة اجتماعية معروفة، وكانت من أوائل الناشطات اللاتي طالبن بقيادة المرأة السعودية للسيارات، ولعبت دورا بارزا في إعادة تعريف دور المرأة في السعودية.. 

 

 

ومثلت الأميرة لولوة بلادها في مختلف المحافل الدولية بشكل مشرف، وخلدت مع أشقاؤها إسم والدها العظيم بإنشاء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وأنا تشرفت بزيارة هذه المؤسسة العظيمة عندما زرت الرياض مرافقا لشقيقها الأمير عبدالله الفيصل عام 1985 لحضور حفل تكريمه وتسلمه جائزة الدولة التقديرية من الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود..

الجريدة الرسمية