رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

فن اختيار الصديق!

اختيار الأصدقاء من أصعب القرارات التي يمكن ان نتخذها في حياتنا، وبالتالي اختيارهم فن، ويجب أن يخضع لمقاييس ومعايير اخلاقية واجتماعية مبنية علي أسس ثابتة! فالصديق هو الذي يؤنس وحدتك، ويقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت، وينصفك في غيابك حالة تجاوز الحد، لأن الصداقة الحقيقية كالخطوط المتوازية، لا تلتقي أبدا إلا عندما تطفو المصالح على السطح، عندها تفقد توازيها وتتقاطع!
 

وتقاس قوة الصداقة بصدق المواقف، كالقصة التي أكتب سطورها الآن، منقولة من صديق عمري السيد مصطفي شلتوت مدير عام أحد البنوك المصرية، وتحكي قصة صديقان، حرص أحدهما على استمرار صداقته بالآخر، حتي ولو كان ثمنها الدفع من ماله الخاص! قصة كلها تضحية وشهامة ووفاء، تعالوا نتأمل سطورها:
 

يُحكى أن أحدهم سافر مع صديقه من مدينة إلى مدينة أخرى لينجزوا بعض الأعمال وصلوا إلى فندق المدينة في وقت متأخر من الليل وهم متعبين فاستسلموا للنوم، استيقظوا في فجر اليوم التالي وقد فقد أحدهم مبلغ مائة دينار، وكان في ذلك الوقت يعني شيئًا كثيرا..


فسأل صديقه أرأيت مئة دينار كانت في جيبي؟! فأجابه صديقه: نعم فقد استيقظت في الليل وقضيت بها حاجة لي، فقال له صاحب المئة دينار: عليك بالعافية.. ذهبا إلى مقصدهما وأنجزا ما قَدِما من أجله
وعادوا إلى فندقهم.

 
قابلهم عامل النظافة بالفندق وقال لهم كنت أنظف بغرفتكم ووجدت هذه المئة من الدنانير تحت السرير، فنظر صاحب المال بتعجب إلى صديقه قائلًا: ألم تقل لي أنك أخذتها؟! قال: لم يكن هناك غيرنا بالغرفة ولو قلت أنني لم آخذها لتجاذبنا الحديث ودخل بيننا الشيطان، لذا فضَّلتُ أن أدفعها من جيبي ولا نخسر أُخوَّتنا وصداقتنا من أجل المال.

 

 

إختر صديقك بعناية، فالصديق هو الذي يستر ويحمي ويدافع وينصح، ويأخذ سهام الحياة معك في صدره وهو ممسك بيدك.

الجريدة الرسمية