الاتفاق العسكري المصري مع الصومال!
الصومال الشقيق الذي يقع بمنطقة القرن الإفريقي علي ساحل أفريقيا الشرقي، ويطل علي مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب، ويتجاور مع إثيوبيا في حدود تمتد لمئات الكيلو مترات وكذلك مع جيوتي.. هذا البلد الشقيق بموقعه السابق المهم وقعنا معه اليوم اتفاقية عسكرية!
الاتفاقيات العسكرية أكثر أنواع الاتفاقيات جدية وأكثرها تحديدًا وتفصيلا ، وهي أكثر الاتفاقيات في وجود بنود تبقي لأطرافها وحدهم.. وربما تعلن تفاصيل الاتفاقية فيما بعد أو في الوقت المناسب أو عند أول تفعيل لها علي الأرض..
أيا كان شكل ذلك لكن أكثر من وسيلة إعلامية تناولت أو وصفت الاتفاق حسب معلوماتها.. قناة العربية وصفتها بالدفاع المشترك، بينما وصفته ال سي ان ان ب البروتوكول، في حين وصفته صحف وقنوات أخرى بالاتفاق المحوري!
ولإدراك أهمية الصومال وبعيدا عما نعرفه من روابط تاريخية قديمة جدا مرورا بدعم البلد الشقيق في الستينيات ليتحرر، وصولا إلي الاتفاق الخطير الذي وقعته إثيوبيا يناير الماضي مع موسي عبدي قائد الانفصال عن الصومال، فيما أطلق عليه الصومال لاند أو أرض الصومال.. تحصل إثيوبيا بمقتضاه علي منفذ بحري لأسباب قيل إنها تجارية - وجزء منها تجاري فعلا- مقابل دعم مادي أو حصة في شركة الطيران الإثيوبي..
فإثيوبيا بلد مغلق يبحث عن ميناء بحري بعد أن حصلت إريتريا علي الساحل كله عند استقلالها وانفصالها عن إثيوبيا.. الصومال بلد تعصف باستقراره الحرب الأهلية وواحد من الكيانات الانفصالية هو أرض الصومال، الذي رفضت كل دول العالم ومنظماته الاعتراف به إلا إثيوبيا! في تجاوز صريح وتحدٍ لإرادة بلد مستقل عضو بالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي!
في يناير الماضي قال الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الصومالي: إن مصر معنية بأمن الصومال ولن تتركه وحده.. وانتهت زيارة الرئيس الصومالي دون أي جديد.. وفي يوليو الماضي أقر مجلس الوزراء الصومالي عملية التعاون العسكري مع مصر..
واليوم وبعد مشاورات ومباحثات إستمرت طوال الأشهر الماضية ظن البعض فيها أن القصة كانت دعوة عابرة من مصر.. يتحول الكلام إلي حقيقة ويتم توقيع بروتوكول التعاون العسكري بيننا وبين البلد الشقيق!
وعلي بركة الله.