حديث قلب
حكايتي مع أبو عبدالله "المخاوي"!
نموذج المخاوي رأيته وتعاملت معه كثيرا في محطات حياتي، وعندما أشير إلى هذه النماذج فأنا أتحدث عنهم بإحترام لأكثر من سبب، فديننا الاسلامي العظيم أشار إليهم وأكد وجودهم، وبأن لكل إنسان قرين، تأمل هذه الأية الكريمة رقم 23 من سورة ق: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)، ثم إنهم يمتلكون قدرات خاصة لا تتوافر عند معظمنا..
وهذا القرين المخاوي بما لديه من قدرات غير عادية، هو لا يفصح عنها أبدا أمام أحدا، ولكن تتجلي قدراته وتنكشف في المواقف الصعبة التي تحتاج تدخله في أي لحظة من اللحظات إذا لزم الأمر، وعندما يتواصل هذا الشخص مع قرينه فإنه يكشف المستور الذي لا نراه نحن عندما يستحضره، فتظهر قوته وقدراته!
وسأزيح الستار هنا عن ثلاثة مواقف مع بعض هؤلاء الأخوة (المخاويين).. ربنا يجعل كلامي خفيفا عليهم فيردوا لي الصاع صاعين، فكل منهم يتعامل مع الجن بطريقته، وهناك جسور ممتدة بين الجانبين وتعاون مشترك..
وعلي هذا الجسر الكثير من الأمور المغيبة التي تبحث عن حل أو مخرج، لكنني للأمانة لابد أن أذكر إن كل نماذج (المخاوي) الذين قابلتهم طيبين وغير مؤذيين بالمرة، لكن إذا حدثت مشكلة أو موقف معقد يحتاج إلي حل، سيستعين المخاوي بقرينه فورا لتبصيره بماذا يفعل لأمر خارج عن إرادتنا للأشياء اللامرئية!
الموقف الاول كنت شاهدا عليه من حوالي ثلاثين عاما، عندما زرت شخصية كبيرة تهوي الاستعانة بمن يكشف لهم الطالع، وكان أمامه إنسان (مخاوي) يراني أمامه لأول مرة ودون سابق معرفة، فسأله المضيف: ما إسم صديقنا الذي أمامك؟ فنطق المخاوي باسمي الرباعي كاملا، فعقب صاحب الدار الذي لا يعرف إسمي إلا ثنائيا بإسمي ولقبي وسألني صحيح؟ فأجبته: فعلا صحيح، وإنفجرنا جميعا بالضحك!
عدت أنا لأسأل المخاوي: طيب في جيبي كام؟ فأجابني بالعدد الذي في جيبي (بالجنيه)، وعندما أحصيت ما معي وكنت لا أعرف تفاصيله، وجدت رقمه صحيحا، وانتابتني حالة من الدهشة والذهول!
حكيت لمولانا فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وقتها بما حدث لي مع المخاوي بالتفصيل، فأجابني إجابات هذا الشخص ليست من عنده، هو سأل قرينه الجن فأعطاه الجواب الصحيح عن أمور حدثت في الماضي أو وقتية، لكنه لا يستطيع التنبؤ بما سيحدث مستقبلا، فهذا في علم الله عز وجل..
أما الموقف الثاني فحدث من حوالي عشر سنوات، عندما إتفقت مع صديقي المهندس ابراهيم جوهر علي زيارة صديقنا إبن عمه المريض نمر الجمالي في مسكنه بطريق الاسماعيلية، واستاجرت سيارة بسائق لا أعرف إسمه للقيام بهذه المهمة ذهابا وايابا، جلسنا نحن الثلاثة علي حمام السباحة، فاقترب منا كلبه، فصفق نمر (رحمه الله وطيب ثراه) وأشار بحركة دائرية تأمر الكلب بأن يطوف حول الحمام ويأتيه مرة اخري، فنفذ الكلب أمر صاحبه فورا!
ثم أحضرت الخادمة واجب الضيافة (شاي وجاتوه)، فأمرها أن تخرج طبقا للسائق الذي لا أعرف إسمه: طلعي طبق لمحمود عشماوي الجالس في سيارته أمام الفيلا، ولما إنتهت الزيارة ودخل السيارة، وسالت السائق: ما إسمك ؟ قال محمود عشماوي، علما بان صديقنا نمر لم يغادر الفيلا طوال مدة الزيارة، وبالتالي لم ير السائق ولا يعرف إسمه!
وعندما نشرت هذه الواقعة في مقالي بمجلة آخرساعة تحت عنوان النمر المخاوي، تلقيت أكثر من مكالمة أصحابها عرفوا رقمي عن طريق سويتش أخبار اليوم، واحد هذه المكالمات من رئيس مجلس إدارة شركة صناعية، وبعض موظفيه إشتكوه لجهة رقابية، ويريد أن يعرف من نمر أسماء من اشتكوه!
أما الموقف الثالث فحدث هذا الاسبوع، عندما إستدعيت فني تكييف لإجراء صيانة دورية لأجهزة البيت، وعندما فتح شباك دخل مالا يحمد عقباه، (برص) شكله مقزز يثير الاشمئزاز مما أزعجني كثيرا، فأغلقت عليه باب الغرفة، وأنا في حيرة من أمره.. ماذا أفعل؟
إستشرت أقرب صديق إلي قلبي الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ ممتاز القط، والذي نصحني برش الغرفة بمبيد حشري مع وضع لاصق كيمائي علي الأرضية يباع في الصيدليات لإصطياده، فعلت، وبعد ساعتين تقريبا استطلعت الامر بحذر فوجدت الأمر علي ماهو عليه، ولا أثر للبرص!
سمعت عن إنسان (مخاوي) جاري في عمارتي، وهو الشيخ ناصر هويدي "أبو عبد الله"، وقد بلغني مقدرته علي قتل الزواحف وترويض الثعابين ومخاواة الجن، حتي أنه حين يصيبه الأرق يستيقظ ويلعب معهم (الكوتشينة)!
طرقت بابه علي إستحياء، رجل طويل القامة، عريض المنكبين، ملامح وجهه تنطق بالسماحة والطيبة، وشرحت له تفاصيل البرص الملعون!
أذهلني كلامه أنه يعرف مكانه بالتحديد فهو يسكن الآن أعلي الجدار الأيمن من الغرفة بالقرب من السقف، وخيرني في أمرين: إما أن يرشه بالماء فيسقط علي الارض ويقتله، أو يصرفه بطريقته من الغرفة نهائيا بدون معركة، فإخترت الحل السلمي!
دخلنا الغرفة فإذا بالبرص يستقر في نفس المكان الذي حدده (أبو عبدالله)، الذي استمر يتمتم بكللمات خفيضة غير مسموعة ولا مفهومة لدقائق قليلة، ثم أشار بإصبعه تجاهه وفتح له الشباك وهو يأمره بالنصراف، فلبي البرص ونفذ الأمر مسرعا هاربا من الشباك إلي خارج المبني من حيث أتي، ومنصاعا لأوامر ابو عبدالله المخاوي!