عكس عكاس (9)
* رئيس الوزراء
قررتم منذ أيام تشكيل لجنة في كل محافظة؛ لمراجعة موقف سيارات ذوي الهمم خلال السنوات الأخيرة، بعد الكشف عن استغلال البعض لحاجة المعاقين، واستيراد آلاف السيارات الفارهة بأسمائهم، وتكدس كم غير طبيعي من سيارات الأثرياء تخص ذوي الإعاقة داخل الجمارك، في انتظار الإفراج عنها.
ملف سيارات المعاقين يا دكتور مدبولي يحتاج إلى مصارحة وحسم، إن كنتم بالفعل تريدون الحسم، خاصة وأنا وأنتم وكل الشعب المصري يعلم أن الانحراف في هذا الملف تحديدًا لا يقترب منه إلا فئات بعينها، يرون أنفسهم فوق القانون، ويستغلون حاجة المعاقين ويشترون منهم خطابات السيارات بأسعار وصلت لـ100 ألف جنيه للخطاب الواحد.
وهم أنفسهم من يقودون تلك السيارات وأبناؤهم علنًا حتى اليوم في كل شوارع وطرق مصر، دون أن يجرؤ أحد عن سؤال أي منهم عن أحقيته في قيادة لتلك النوعية من السيارات، وهم للأسف أيضا الملاك الحقيقيون للجيش الجرار من سيارات المعاقين الفارهة المكدسة بالجمارك، في انتظار حل للإفراج عنها بعد صدور تعليماتكم الجديدة.
معالي رئيس الوزراء.. إن كنت تريدون الحسم في ملف سيارات المعاقين فليكن بتشريع حازم، وليست ضوابط يستطيع أصحاب النفوذ تجاوزها، على أن يمنح التشريع مرونة للمعاق تتيح له وللأب والابن أو الابنة قيادة السيارة فقط، مع النص صراحة على إلغاء بطاقة الخدمات المتكاملة للمعاق بشكل نهائي، ومصادرة السيارة، في حالة اكتشاف قيادتها أو بيعها للغير خلال فترة الحظر.. "وغير ذلك فكأنكم تحرثون في البحر".
* وزير الرياضة
طبقًا للأرقام الرسمية، فقد قمتم بإنفاق 1,2مليار جنيه مصري على البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس، التي ضمت 164 لاعبًا ولاعبة، متفوقا في العدد على كل البعثات العربية، ورغم ذلك عدتم تجرون ذيل الخيبة، برصيد 3 ميداليات يتيمة، أين ذهب المليار و200 مليون جنيه؟
بطلة الشيش يارا الشرقاوي خرجت بعد مغادرة المنافسات غاضبة معالي الوزير، وصرحت لوسائل الإعلام الاجنبية، بأن منتخب سيدات الشيش المصري يلعب دون مدرب منذ مارس الماضي، وأنها لم تشارك في أي معسكر خارجي منذ عودتها من أولمبياد طوكيو في 2021، والمعسكر الوحيد الذي شاركت كان على نفقتها الخاصة.
كما خرج بطل رمي المطرقة مصطفى الجمل عقب توديع المنافسات مقهورا، وقال لوكالة الأنباء الألمانية علنًا، بأنه لا يمتلك مدربًا منذ أكثر من عام، في حين مازال الغموض يحيط مصير نحو مليون جنيه، قال اتحاد الفروسية إنه أنفقها على الفارس المصري "وائل نصار" زوج ابنة الملياردير الأمريكي بيل جيتس، خاصة بعد أن أكد نصار أن كل معسكراته ونقل جواده إلى باريس تمت على نفقته الخاصة.
أين كنتم معالي الوزير، من فضيحة سفر اللاعبة الملاكمة يمنى عماد ضمن البعثة، ثم استبعادها من المشاركة لزيادة وزنها 700 جرام، وأين كنتم أيضا من سفر لاعبة السلاح ندى حافظ وهي حامل، ولولا أنها كشفت الأمر بنفسها، لمر الأمر وكأن اتحاد السلاح قدم لها سفرية باريس كنقطة للمولود المنتظر.
معالي الوزير.. بعد الفضائح والنتائج الكارثية للبعثة المصرية في الأولمبياد، بات مطالبا أمام الرأي العام المصري بالكشف عن جهة إنفاق المليار و200 مليون جنيه، وتحويل ملف المال السايب بالاتحادات الرياضية إلى النائب العام، ثم الاستقالة والانسحاب دون ضجيج.
* وزير الزراعة
عظيم أن تبدأ بتعديل فوضى المد لما بعد سن المعاش التي نهجها أسلافك من الوزراء، لدرجة باتت معها أغلب المناصب القيادية بالوزارة يسيطر عليها قيادات تخطوا الستين بسنوات، وآن الأوان فعليًا لإقصائهم، والدفع بدماء جديدة.
معالي الوزير.. أساندك تمامًا في نهجك الذي سيوفر ملايين الجنيهات على الدولة، غير أن ذلك لا يجب أن يخضع للهوى، بإقصاء البعض والإبقاء على البعض الآخر، خاصة أن قرارات الإقصاء لم تطل بعد عددًا من العاملين بمكتبك الشخصي، ورؤساء المراكز البحثية والهيئات التابعة بالوزارة.. "لو حطبق طبق على الكل، لكن نمشيها خيار وفاقوس حيبقى شكلها وحش قوي".
* وزير التعليم العالي
حفلات التخرج بالجامعات المصرية خرجت خلال العامين الأخيرين عن ثوب الوقار، وهبطت بهيبة الحرم من مكان تعليمي وتربوي يحظى بقدسية، إلى ما يشبه أفراح الشوارع، يتم ترويج مقاطعها باستخفاف على مواقع التواصل الاجتماعي.
حفلات التخرج معالي الوزير تحولت إلى سبوبة وبيزنس ضخم تديره مافيا من الأرزقية، بينهم للأسف أساتذة وموظفون ينتمون لمنظومة التعليم العالي، لا يعنيهم سوى ما يجمعونه من أموال، على حساب انهيار الصورة الرصينة للجامعة، والإساءة لأساتذة وعلماء، لا أدري كيف تسمح هيبتهم العلمية بالتواجد على منصات تكريم في مثل هذه الأجواء.
معالي الوزير.. مشاهد الخلاعة والخروج عن الوقار تكررت وتحولت إلى لظاهرة تسيء لقدسية الجامعات، وباتت في حاجة إلى قرار بالمنع، أو وضع ضوابط صارمة تعيد للحرم الجامعي وقاره المعهود.. "يا ترى حنشوف قريب قعدات حظ جوه الجامعات، ولا هنقف ونحط حدود".