رئيس التحرير
عصام كامل

صورتان لشبابنا بين الإحباط والتفاؤل!

في الأيام الأخيرة شاهد الملايين عددا من الصور الباعثة على الإحباط، هذه الصور التى أظهرت احتفالات الشباب في حفلات التخرج وكأنه في ملهى ليلى، الغريب أن يحدث هذا الهراء وقلة القيمة أمام الأساتذة، قلة القيمة والمهازل التى تسىء للجامعة، وقدسية الزى الذى يرتديه الطالب الذى أنهى دراسته، سقط أمام الملايين بسبب إهمال وانفلات الوعى لدى ادارة الجامعة والأساتذة الذين شاركوا الطلبة المهزلة.. 

 

لقد كتبت من قبل أن الطلبة والطالبات ضحايا من انعدام القدوة في الكليات التى حدثت فيها هذه الاحتفالات المخزية، من الصور المشينة إقامة احتفال وقام الحاضرون بوضع سلاسل من الفلوس حول رقبة الفتاة، وبالضبط وكأنها راقصة في صورة تدعوا للإحباط في مستقبل هؤلاء.. 

 

وكما كتبت الدكتورة كاميليا عبدالفتاح إن الأمر لا يقتصر على الرقص المبتذل، الخريجون اختاروا شاكوش وحمو بيكا ومحمد رمضان، طريقا لهم، بعد أن أدركوا أن المستقبل لهؤلاء! لقد غاب عن هؤلاء المسئولين في الجامعات، أن الموروثات الشعبية تحمل الأخلاق والأدب في السلوكيات وبداية الوعى الثقافى، لهذا يجب التمسك والحفاظ بهما.. كما طالب بذلك الدكتور مصطفى سلطان أستاذ الفلسفة باكاديمية الفنون.

 

وقد كتب الأستاذ عبدالله سيد إن معظم النار من مستصغر الشرر، ونحن تركنا الحبل على الغارب في كل الأمور الحياتية، حتى وصلنا إلى هذا الوضع المزرى ووضع اللاعودة للأخلاق والقيم والمبادئ. وتقريبا نفس الرأى يقول الأستاذ عبدالله بخيت عندما غابت الأسرة عن تربية الأبناء، وغاب المعلم عن أداء رسالته، وأصبحت مادة الدين فى خبر كان، أصبح غالبية الجيل بدون تربية ولا تعليم!


وبالرغم من كل هذه الصور المحبطة، إلا إننى كنت شاهد على صورة تبعث عن الأمل، لقاء مع عبقرى الديكور في تاريخ السينما المصرية، وأحد تلاميذ العبقرى شادى عبدالسلام، هو العبقرى المهندس الدكتور محمود محسن، فهو صاحب الجوائز والنياشين والتكريمات بالإضافة لتدريسه في كل جامعات مصر، وعضوية لجان التحكيم، وذلك في كافة المجالات، السينما، التليفزيون.. 

فهو يتمتع بمسيرة متفردة، وعمل مع كل أجيال المخرجين الكبار مع صلاح ابوسيف، على عبدالخالق، عاطف الطيب، وصولا إلى محمد ابوسيف، فقدم تنوعا لن تجده في نموذج أخر، وهناك إجماع بأنه بالإضافة لعبقريته في عمله، بأنه يتمتع بانسانية هائلة، طيبة وشفافية رائعة، ويتمتع بصبر وهدوء فى العمل والتعليم، وإنسان غير مادى على الإطلاق..

 

هذا الانسان عندما استضافته جمعية محبى الفنون الجميلة، إزدحمت القاعة عن آخرها من تلاميذ ومحبى الفنان محمود محسن، والظاهرة الرائعة أن أكثرمن  70 % من الحاضرين من جيل الشباب، منهم من تخرج ومنهم لايزال يدرس في معهد السينما.. 

 

تجمع الشباب حول القدوة في العلم والأخلاق جعلنى أشعر بالتفاؤل، ومع هؤلاء الشباب كان أبرز تلاميذه المهندس عادل المغربى، والمنتج الكبير محمد كريم، والتلميذ العبقرى أحمد فايز، شعرت بالسعادة والتفاؤل بالشباب والالتفاف حول القدوة والأستاذ الإنسان، أو كما قال تلاميذه كان بالنسبة لنا الظهر والسند منذ عرفناه.

 


أدرك إننى أقدم صورتين متناقضتين، ولابد من دراسة الصورتين حتى نتعلم ونصلح الصورة السلبية ونرسخ الصورة الايجابية!

الجريدة الرسمية