الولايات المتحدة لن تكون صديق!
في السبعينات رفضنا مجرد وضع إيدينا مع الأمريكان كأصدقاء، كنا ننبه أن أمريكا مستحيل تصبح صديقة لنا، الدولة الأولى في العالم الداعمة للكيان الصهيوني.. كيف تصبح صديقة؟ السلاح الذي يقتل أبناءنا أمريكي.. الفيتو الذي يحمي الكيان الصهيوني في مجلس الأمن أمريكي، المصانع والتكنولوجيا التي تقام في الكيان الصهيوني كلها أمريكية، فكيف تكون صديقة؟
اعتبرها الرئيس السادات أنها تملك 99 % من أوراق اللعبة في صراعنا مع العدو ورفضنا الصلح المنفرد مع الكيان الصهيونى برعاية أمريكية واستبعاد الاتحاد السوفيتي القطب الآخر، ورفضنا اعتبار الولايات المتحدة صديق لنا، وللأسف في الوقت الذي كنا نحذر كشباب يعي أن أمريكا كانت وستظل عدو، أخذت بعض الأصوات في الإعلام ومنهم مثقفين يتشدقون ببلد الحريات والديموقراطية..
وتجاهل هؤلاء أن الصلح المنفرد كان ثمنه أكبر مما كان يتخيل العدو الصهيوني أن يحصل عليه، من المفارقات الغريبة أن يرضخ السادات حتى يتم تغيير السلام الجمهوري المصري ومنع 1250 أغنية وطنية من الإذاعة، بل إن اتفاقية السلام المزعومة مع الكيان الصهيوني تمنع مجرد توجيه أي تنديد بجرائم العدو ضد الفلسطينين..
وهذا الصلح أعطى الحرية للعصابة الصهيونية أن تعربد في كافة الجبهات، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، غزة، اليمن.. ألخ تفعل هذا وهي مطمئنة أن مصر لن تتدخل حتى بالردود القوية، كل هذا والولايات المتحدة تساندها في كل جرائمها، في اليوم التالي لطوفان الأقصى، جاء وزير الخارجية الأمريكي إلى الكيان الصهيوني داعما وقائلا: جاء كيهودى قبل أن يكون وزيرا للخارجية لدعم الكيان في مواجهة المقاومة الفلسطينية!
في الولايات المتحدة يتسابقون في دعم العصابة الصهيونية في جرائمها وإبادة الشعب الفلسطينى، في الانتخابات الأمريكية منافسة على من يعطي ويؤيد العصابة الصهيونية أكثر من الآخر، وكما قال الزعيم الفيتنامي هوشي منه: لا يوجد مكان في العالم به قتيل أو جريح أو أرملة أو يتيم إلا وستجد البصامات الأمريكية عليه!
التاريخ يؤكد أن أمريكا العدو الأول وأن الكيان الصهيونى مجرد نجمة في العلم الأمريكى، ولهذا عندما ذهب القاتل نتنياهو إلى الكونجرس، تم الإحتفال به مثلما إحتفل بالأمس بالنازي هتلر، وتكشفت الفضائح أن نصف الموجودين في قاعة الكونجرس من الموظفين تم حشدهم بعد غياب الأعضاء، ثم تتوالى جرائم الكيان الصهيونى بالإعتداء على الأراضي الإيرانية واغتيال الشهيد إسماعيل هنية..
ومن قبلها قامت أمريكا بالاعتداء على قائد الحرس الثوري الإيراني في الأراضي العراقية، وكأن العالم مستباح لهذا العصابة الأمريكية والكيان الصهيوني، والعرب نيام، عاجزون عن فعل أى شىء، صامتون صمت القبور، وليت الحكومات سمحت لشعوبهم مجرد التعبير عن الغضب تجاه العدو الأمريكي الصهيوني، ومثلما قال المفكر الراحل أن الكيان الصهيوني مستمر لسببين، الأول ضعف وعجز العرب وثانيا للدعم الأمريكي ولولا هذا ما استمر هذا الكيان في الحياة.
أمريكا لن تكون صديقة.. والكيان الصهيوني سيزول بإذن الله.. وسيأتي زمن يكون للعرب الإرادة والعزيمة لتحرير فلسطين العربية.. والمجد للمقاومة.. المجد للشهداء فهم وقود الانتصار بإذن الله..