فوضى في الجامعات.. رقص بإشراف الأساتذة وغياب الوزير!
أعتقد أن معالي وزير التعليم العالي سيكون غاضبا وهو يشاهد طلابه الأعزاء يتحولون إلى راقصين محترفين في حفلات التخرج! ما أحط المشهد حين يتمايل خريجو الجامعات على أنغامٍ تنال من قيمنا وأخلاقنا أمام أعين أساتذتنا الأفاضل الذين أصبحوا جمهورًا مشاركًا في هذه المهزلة!
فما حدث في حفل تخرج كلية التجارة بجامعة الزقازيق كان مؤسفًا، وأثار حفيظة الرأي العام، إذ رقص أحد الطلاب على أنغام أغنية مبتذلة أمام أساتذته وعميد الكلية، متجاهلًا وقار المناسبة وأهميتها.
والأكثر غرابة أن يقف أساتذة الجامعات، حماة العلم والمعرفة، مشجعين ومباركين لهذا التدنّي المريع! فهل حقًا هذا هو المستقبل الذي نصبو إليه يا وزيرنا الفاضل؟!
أنا على يقين أن وزير التعليم العالي لن يرضيه تلك المشاهد الصادمة، وهو يشاهد هذه الاحتفالات تغزو الجامعات، وتكون القدوة والمثل للأجيال القادمة. وأنا أتساءل إن كان أساتذتنا الكرام يشعرون بالفخر وهم يرون هذا الانحطاط أم أنهم يشاركون الطلاب الرقص؟!
أراهن أن معالي الوزير يشعر وكأنه في حفل تخرج النجوم وليس الطلاب، فالأضواء والرقص والصخب يجعلنا ننسى تمامًا أننا في مؤسسة تعليمية. لعلنا نحتاج إلى تغيير إسم الجامعات إلى ملاهي العلم والمعرفة!
ولا شك أن الأبحاث التي قدمت في هذه الحفلات كانت عبارة عن خطوات رقص مبتكرة! هل سنشهد قريبًا برنامجًا تلفزيونيًا يحمل اسم طلاب النجوم؟
لقد أصبحت حفلات التخرج مسرحًا لـ الهلس! الطلاب يرقصون كما لو كانوا في ملهى ليلي، والأساتذة يشاهدون هذا الانحطاط الأخلاقي في فرح وسرور بل ويشجعون عليه. يا ترى من الذي يمنح الطلاب درجة الدكتوراه في الرقص الشرقي؟!
يا سيادة الوزير: الرقص على أنغام التخلف لا يبني الأمم، الجامعة منارة للعلم والمعرفة، وليس مسرحًا للمهرجانات، التربية مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة وتستمر طوال الحياة.. المستقبل لأجيال واعية ومثقفة.