البطة التي تزوجت من القط سرا
في مزرعة هادئة، حيث رائحة التبن والعشب الطازج، عاشت بطة صغيرة اسمها منقوشة. كانت طموحة، تحلم بعالم يتجاوز بركة الماء الصغيرة التي تعيش فيها. كانت أيضا تحب القراءة، وتتابع برامج الطهي في التلفزيون، إذ كان حلم طفولتها أن تصبح طاهية مشهورة.
وفي الجانب الآخر من المزرعة، يعيش قط صغير أسود اسمه النمر، كان يحب الصيد والنوم وتناول الأسماك، ويرى أن الحياة بسيطة ومباشرة، ولا تحتاج إلى كل تلك التعقيدات التي تشغل الآخرين.
ذات يوم، التقت منقوشة بالنمر صدفة، وتبادلا أطراف الحديث، فاكتشفت أنه يتمتع بشخصية مرحة ومغامرة، وأن لديه الكثير من القصص الشيقة عن مغيراته الليلية. أما هو، فوجد فيها رفيقة ذكية ومثقفة، تستطيع أن تناقشه في أي موضوع.
تطورت العلاقة بينهما بسرعة، وقررا الزواج سرا. كانا يعلمان أن هذه الزيجة ستسبب صدمة كبيرة لعائلتيهما، فالبط لا يتزوج القطط، والقطط لا تتزوج البط.
بعد الزواج، بدأت المشاكل تظهر. كانت منقوشة تحلم بعشاء رومانسي على ضوء الشموع، بينما كان النمر يفضل تناول الفئران الطازجة. هي تحب الاستحمام في البركة، بينما هو يفضل النوم في الشمس.
ذات يوم، قررت منقوشة تحضير عشاء فاخر للنمر. قضت ساعات طويلة في المطبخ، تحضر أطباقًا مختلفة من الخضروات والفواكه. عندما قدمت العشاء له نظر إليه باستغراب، ثم قال: "أين اللحم؟" شعرت منقوشة بالإحباط، وقالت: ألا تحب الطعام الصحي؟ أجاب النمر: أنا لست أرنبًا، أنا قط..
وفي ليلة أخرى، قرر النمر اصطحاب منقوشة في مغامرة ليلية. ارتدت هي أحذية مطاطية، وحاولت أن تتبعه في قفزاته وحركاته السريعة، ولكنها سرعان ما تعبت، وسقطت في حفرة. وفي يوم، قررت منقوشة اصطحاب النمر إلى البركة للسباحة، لكنه رفض بشدة، وبدأ يصرخ ويقاوم، مما أثار دهشة البط هناك.
وفي يوم مختلف، حاول القط اصطحاب منقوشة إلى مخبئه الصغير لاصطياد الفئران، لكنها رفضت بشدة، وأخذت تصرخ وترفض الفكرة. أدرك القط أنه ارتكب خطأً كبيرًا، وأنه لا يمكن أن يعيش حياة سعيدة مع منقوشة، فكل واحد منهما يعيش في عالم مختلف. في النهاية، قرر النمر ومنقوشة الانفصال، ولكنهما بقيا صديقين مقربين، وعادت هي إلى بركتها، بينما عاد هو إلى صيده.