رئيس التحرير
عصام كامل

العدو والرد والاستنزاف الدافئ!

ليس منطقيا أن يأتي الرد علي جرائم العدو الاسرائيلي وهو في حالة استنفار كامل.. وجاهزية غير مسبوقة استدعي بسببها كامل الاحتياط وطيران علي مدار اليوم.. بل إن هذه الحالة في ذاتها مطلوبة لأنها تحقق خسائر كبيرة للعدو في الأموال، وفي استنزاف الاقتصاد وفي إلغاء رحلات طيران وصفقات تجارية وفي المعنويات والأخيرة أهم شيء، فقد قال رئيس بلدية تل الربيع  "الخوف من الداخل أكثر من الخارج  ولا نعرف إلي أين نحن ذاهبون"! 


لكن تبدو شواهد عديدة تصحح أخطاء سابقة.. فالمعلومات تقول أن قوات حزب الله في الجنوب تعيد الانتشار، وبالتالي هناك جدية حقيقية في التعامل لا تترك فيها القوات مكشوفة.. وبالتالي نتصور أن بطاريات الصواريخ ستتحصن بتحصينات جبلية يتمتع بها الجنوب ولا تكون البطاريات صيدا سهلا عند توسع المعارك أو إذا طالت لأيام أو أكثر.. 

 

كما أن مواقع عديدة أخليت حتي داخل سوريا وفي بيروت نفسها.. وإخلاء مناطق عديدة في جنوب لبنان، ورغم قسوته يفقد العدو استهداف المدنيين الموجع لنا جميعا عند أي مواجهة!


هل نشهد في مفاجأة من الغبار الثقيل وجود أسلحة للدفاع الجوي؟! ربما لكن ما يلفت النظر هو الوحدة التي تجلت في الساحة اللبنانية وبشكل غير متوقع وآثار ضجة كبيرة ومر دون مشاكل حتي الآن عندما قال:"إذا حدثت الحرب طبعا نحن ضد إسرائيل من دون شك وإذا توسعت الحرب بلبنان أكثر ما هو اليوم طبعا نحن مع حزب الله ضد.. حزب الله معنا ونحن مع حزب الله.. نحن معا ضد إسرائيل"! 

 

في حين عاد وليد جنبلاط إلي مواقفه القومية القديمة، وقال في تصريحات غير متوقعة أيضا: "إن حزب الله يقرر كيفية الرد على الغارة الإسرائيلية، مؤكدا أن المقاومة مستمرة"! وهكذا عند مسئولين آخرين أبرزهم نبيه بري رئيس النواب، ولوحظ مهاجمة رئيس الوزراء للعدو وتحميله المسئولية!
 

 

حالة الرعب داخل الكيان مكسب في ذاتها.. استنزاف دافئ إذا جاز التعبير لا يتم -حتي الآن- بقتال ساخن ولا يعيش فيها العدو بطبيعته كالأحوال العادية.. المهم أن تنتهي بوجع وألم كبيرين.. يشف صدور قوم مؤمنين ويعيد المعنويات إلي سابق عهدها.. كيف ذلك؟! ليس شأننا لكن هذا ما ننتظره!

الجريدة الرسمية