رئيس التحرير
عصام كامل

هل نهدم السد العالي؟!

للعنوان قصة.. كانت الفرصة ذهبية عندما أتيح لجماعة الإخوان المجرمة في أوائل السبعينيات فرصة الثأر من ثورة يوليو وتاريخها وزعيمها.. لم يستخرجوا من السجون فقط إنما منحوا كل شيء تقريبا.. 

لكن البداية كانت منابر ووسائل إعلامية.. أعيد لهم تراخيص مجلتي الدعوة والاعتصام، وعشرات بل مئات المساجد والزوايا.. وتحولت خطب ودروس الكثير منها إلي شرائط تحمل الكذب والإفك والإجرام والطائفية إلي كل مكان..

 
كانت أكبر وأشرس المعارك ضد أهم وأكبر وأعظم ما أنجزت الثورة.. السد العالي نفسه! وكما يقول المثل الشعبي.. أوجدوا فيه "القطط الفطسانة"، وأقاموا تحالفا واسعا من مخلفات أحزاب الطرابيش علي مضارين من القرارات الاجتماعية الاقتصادية وعلى رأسها الإصلاح الزراعي، على فشلة وفسدة تخلصت منهم الثورة ولم يجدوا مكانا ولا مكانة إلا في الانضمام لأقذر خصومها!


لم يتركوا فرية يمكن وصف السد بها إلا قالوها.. حتي إن الإرهابي عمر التلمساني جمع بعضها في كتابه "قال الناس ولم أقل عن عبد الناصر"، باعتباره شاهدا لهم ولم يكن يدري أن الأيام ستدور ويمنع السد فيضانات عانى منها الأشقاء في الجنوب طوال السنوات الخمسين الفائتة، وأقربها الأيام الماضية.. وأنه سيحمي مصر وأهلها من العطش بعد جفاف ضرب الجميع إلا نحن بفضل أكبر بنك مياه في العالم!

 
ولم تكن مخلفات أحزاب الطرابيش تدرك أن مصر يمكنها أن تستغني عن أنواع من السمك كان بفضلها "جناب الاكسلانس" لكنها لا يمكنها الاستغناء عن المياه ولا عن الكهرباء ولا عن الحماية من طوفان المياه القادم من الجنوب الغاضب كل حين..

 


أقلام شريفة تصدت لهؤلاء.. والمنطق والعلم والأرقام ولم تكن تدري وقتها أن فيضانات ستضرب وأنهار ستجف.. كان من بين هؤلاء الكاتب الصحفي فيليب جلاب المحترم الراحل الذي تولى فيما بعد رئاسة تحرير جريدة حزب التجمع (الأهالي).. والذي أصدر كتابا شهريا بعنوان "كتاب الأهالي"، فأصدر كتابه في الثمانينيات ردا على هؤلاء المجانين السفلة.. 

وكان عنوان الكتاب يحمل كل أنواع الزهق والقرف والطهقان من أشكالهم وعقولهم الغبية ونفوسهم المريضة، بسؤال استنكاري عن أعظم بنيان تنموي في القرن العشرين فكان عنوان الكتاب "هل نهدم السد العالي"؟!   

الجريدة الرسمية