الرد المفترض بقدر كل هذا الاختراق!
تخلص العدو الإسرائيلي من العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في ديسمبر 2020 في عملية استخباراتية معقدة.. واختراق هائل للأمن الإيراني.. لكن قبله جندت إيران جونين سيجيف الوزير الإسرائيلي السابق كجاسوس لها في القضية الشهيرة التي كشفت في يونيو 2018! ومعه عومري جورن العامل بمنزل وزير دفاع العدو الأسبق في القضية التي أعلن عنها أيضاّ عام 2021!
المعركة إذن قديمة.. مشتعلة منذ سنوات.. ومعها وحولها وفي القلب منها حزب الله برجاله وقواته.. لا جديد في الأمر إذن.. ولذا يفرض السؤال نفسه علي الجميع: ما كل هذا الاستهتار في تأمين القيادات والأشخاص والأماكن الحساسة؟! ما كل هذا الاختراق المريع لعواصم عربية وإسلامية لا مفاجأة في كونها علي صراع مباشر مع العدو الصهيوني؟!
قيادات كبيرة في طهران وبيروت ترصد هكذا ويتحدد مكانهم بدقة دون أي إجراءات أمنية ولا استخباراتية مناسبة؟! صحيح تكنولوجيا الرصد والتجسس تطورت للغاية لكن ما جرب في عمليتين متقاربتين لا يتم إلا بوجود عناصر بشرية علي الأرض ترصد وتراقب، ترسل رسائلها بالمعلومات وثبت أنها دقيقة!
كيف ذلك؟ وكيف يسمح للعدو المجرم بتوجيه هذه الضربات بما يؤثر في معنويات الشعوب العربية والإسلامية كلها في المعركة الجارية مع هذا العدو؟! التمويه بالسيارات والمناورة بالمواكب الوهمية الخادعة للشخصيات العامة بل وبالدوبلير الشبيه كلها حيل معروفة لكنها تؤدي إلي نتائج جيدة..
كان لصدام حسين ثلاث مواكب رئاسية أو أكثر ولا يعرف أحد أي منها هو الحقيقي.. وهنا في مصر وبعد إغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق كان لوزراء مهمين مستهدفين من الجماعات الإرهابية أكثر من موكب، بل.. أكثر من مقر ولا يعرف أحد أين هؤلاء الوزراء ولا من أين مروا ولا أين وصلوا!
ومع عدو مجرم تتيسر له كل وسائل الاتصال يكون استخدام الهواتف المحمولة ممنوع.. والهواتف الأرضية ممنوع.. وتكون الاتصالات منقولة.. مسجلة إن أمكن.. مكتوبة إن أمكن.. بوسائط ناقلة إن إمكن.. أو بهواتف يتم التخلص منها بعد استخدامها مباشرة.. وكل ما سبق معروف ومستهلك في الإفلات من التتبع والمراقبة! ولا شيء منه فيما يبدو يتم!
ما جري يستلزم ردا حقيقيا موجعا.. حقيقيا وموجعا.. إن لم يحدث علينا أن يكون لنا كلام آخر عن الجميع وفي كل شيء.. لكن شعب يجري فيه ما يجري هكذا في غزة ومقدسات تهان ومخططات للمنطقة كلها يعلنها العدو علنا وشعب عربي آخر يدخل علي خط المواجهة دون ضمان سلامته.. كل ذلك دون إجراءات فوق جدية لمقاومتها بل والانتصار عليها.. فحرام حرام!