رئيس التحرير
عصام كامل

إيران أم إسرائيل.. من قتل إسماعيل هنية؟

كثير من علامات الاستفهام تحيط بإعلان السلطات الإيرانية، عن قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خلال إقامته بدار لقدامى المحاربين بالعاصمة طهران. فالمتدبر في الأمر سيجد أن السلطات الإيرانية التي قالت إنه تم استهداف هنية بصاروخ مباشر، لم تبث حتى هذه اللحظة صورة واحدة من المكان الذى استشهد فيه هنية، مثلما يحدث في كل جرائم الاغتيالات.

 

كما لم تفصح إيران عن الكيفية التى تم بها اختراق دولة معادية مثل إسرائيل لقلب العاصمة طهران، بل وتنفيذ جريمة وصل حجم دقتها إلى حد استهداف هنية داخل غرفة نومه؟ كما لم تفصح طهران عن الكيفية التى سمحت لصاروخ تم إطلاقه من أطراف العاصمة -مثلما أعلنت- أن يتخطى آلاف البنايات ويتوجه بشكل مباشر إلى صدر هنية؟

 

كما لم تفصح السلطات الإيرانية عن الكيفية التى سمحت لدولة معادية أن تحدد مكان شخصية مستهدفة بحجم وقيمة هنية، من المفترض أنه يقوم بزيارة للمشاركة في تنصيب الرئيس الجديد لإيران، ويحظى بحماية أمنية فوق العادة، بل وفي مقر إقامة سري للغاية.

 

أجزم أن إيران التي استنفرت بكامل أجهزتها على واقع الجريمة، ورفعت علم الثأر الأحمر فوق قبة مسجد جمكران في عاصمتها الدينية قم، لن ترد، وإن ردت فسيكون ردها باهتا أو متفقا عليه مع الإدارة الأمريكية.

 

وهو ما حدث في السابق للأسف في الرد الإيراني على حادث اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قرب مطار بغداد، حينما قامت باستهداف ضعيف، أقرب بالمتفق عليه، لإحدى القواعد العسكرية الأمريكية في شمال العراق، لم تسفر عن بربع جنيه خسائر.

 

كما لن يختلف الرد الإيراني عن السيناريو التافه الذي أعقب الاستهداف الإسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، عندما أطلقت -في مشهد معلن وأقرب للمتفق عليه- مئات المسيرات، أعلنت عن موعد إطلاقها ووصولها، ونجح الأمريكان والإسرائيليون في اصطيادها بأقل مجهود، ودون تحقيق أدنى خسائر تذكر.

 

 

أجزم أن اغتيال هنية ما زال يحيطه كثير من علامات الاستفهام والغموض، لا يمتلك الإجابة عليه سوى إيران، التي أشك أنها قد تجيب، أو تمتلك شجاعة الرد انتهاك سيادة أراضيها.

الجريدة الرسمية